أنت

في حياتي كلها أتوقع أن تكوني بذرة الضوء التي لا أدري كيف تنمو بداخلي لتنير اليوم، لكن أثرك أعجز ـ لازلت ـ عن التعبير عنه **** ، ولكنكِ تفرحين، وها أسنـانك تظهر .. ف تبتسمين :) وتطلع الشمس، هذه المرة ليس عنِّي بل عن جميل مرورك كلما حدث ... أمــــــــانـــــة عليكو أي حد يعدِّي هنا يترك تعليقًا .. ليستمر النور :)

الأربعاء، 31 مارس 2010

عيون الجواء

يا دار عبلة بالجواء تكلمي! ... وعمي صباحًا دار عبلة واسلمي!

لا مجال للحب في هذه الذكريات!

أنتم لا تعرفون "عيون الجواء" ولا تعرفون "عنترة"، وأنا لم أكن أعرف أني سـأقضي هناك أيامًا، وأعود لأت ذكر!

أعتقد أنه يجب علينا معشر الكتاب أن نربط حكاياتنا دائمًا بقصة حب، حتى نتشجع على صياغتها ونتفنن في سردها على نحو قد يروق للمستمعين القراء!

ولكن الأمر هنا مختلفٌ جـدًا!

الحنين للمكان، وللأشخاص الذين مروا بسرعة عامين! أو يزيد!

الأماكن التي نتركها بسرعة يفترض ألا تمكث في قلوبنا أكثر! .. لأن الذكريات والحنين لا تتشكل للمرور العابر (فيما زعموا) ، وأنا أظن أني عشت هناك ألف عام!

عيون الجواء، كما تتحدث عنها المعلومات الجغرافية البسيطة، ضاحية، أحب أن أصفها بهذا الاسم، فهي "مدينة صغيرة" من مدن محافظة "القصيم" التي أخذت شطرًا كبيرًا من عمري، محته "المدينة المنورة" بعد ذلك بعامين تمامًا ....

الكلمات تتداعى كما تلاحظون!

هناك كان كل شيءٍ جميلاً! ليس لأنه قديم ـ كالعادة ـ ولا لإني لم أدونه وقتها، ولكن لأنه كان جميلاً فعلاً! ...

أذكر أني كنت أكتب أيامها مذكرات مضحكة جدًا (اليوم ذهبت إلى المدرسة وكان عندي امتحان كذا وكذا، ثم نزلت مع أصدقائي "بعد العصر" لنلعب كرة القدم.... إلخ) مذكرات لا أعلم الآن لماذا كنت أكتبها أصلاً !

اليوم.. من خلال وسائل التكنولوجيا الحديثة أتمكن وعبر (أرض جوجل) أن أتجول من على مكتبي عبر تلك الشوارع والطرقات التي قضيت فيها أعوامًا، أتذكر بالضبط كيف كان منزلنا يبدو وكأنه في صحراء، لا يبتعد عن المستشفى (حيث يعمل والدي) إلا مسيرة خطوات، ويروقني الآن أن أتذكر أسماء العائلات التي كانت تحيط بالمنزل (المزيني) مثلاً ، كان عريسًا جديدًا وكنَّا نظنه سخيفًا جدًا (رغم أن اسمه إبراهيم) كان من هؤلاء السعوديين الذين تظن لأول وهلة أنهم يحقدون علينا وعلى أبي الطبيب المصري رغم أنه قد ربى لحيته منذ زمن J ، أخوه "عبد العزيز" كان مختلفًا عنه جدًا وكان ممن حببوني في دراسة "الرياضيات" في المدرسة الابتدائية، جميل أن يتذكر الإنسان كل هذا، المهم والكارثي في الأمر أن إبراهيم جارنا الذي بالأسفل كان أعلى من أخوه درجة تعليمية إذ كان معلم ثانوي وإعدادي، واكتشفنا بعد أن اقتربوا منا أنه طيب أيضًا (وأعتقد أنه من عائلات الـ 220) (( ولهذا الأمر حكاية أخرى تُروى ليس مجالها هنا الآن)) وعائلة "المطلق" الذين كانوا يحبون أبي حبًا جمًا في الحقيقة، ولا أظن أنه قطع علاقته بكبيرهم "عبد العزيز" حتى يومنا هذا ربما! ... كان بيتهم في ظهر المستشفى تمامًا، ممممم من أيضًا، هناك ناظر المدرسة الابتدائية وابنه (عبد العزيز) لا أذكر اسم عائلتهم !!!

نعود لجوجل إيرث، عيون الجواء من الأماكن التي لا يعرفها أحد سواي! أنا وعائلتي طبعًا، لم يبق لها أثر ولم أحتفظ منها بعدها على أصدقاء! أيامنا الغريبة لم يكن هناك "كمبيوتر" أصلاً! والناس الذين يحتفظون معك بذكرى الأمماكن هم القادرين على جعلك تستعيدها ببريقها ورونقها مرة أخرى، والحقيقة أن جوجل إيرث لا يفعل ذلك أبدًا ... ذاكرتي تفعله!

أفاجئ اليوم بموقع لمستشفى عيون الجواء على الانترنت ويحرص مصممو الموقع على وضع صورة واحدة وحيدة للمستشفى والغريب أنها صورة من الخلف! كأني كنت أنظر إليها من شرفة منزلنا الذي لم يكن فيه شرفة !! :) ..

أعتقد أن "كون" والدي طبيب المستشفى الأبرز والأهم كان سيؤهلني بعد ذلك وفي فترات مختلفة من العمر والحياة لأن أتبوأ مكانة فريدة في "عيون الجواء" ... ولكن الله سلمَّ!

نحتفظ بالعديد من الذكريات وال"شقاوات" الصغيرة في تلك المدينة (أصبح أسمها محافظة اليوم، ولا أدري "بأمارة" إيه) بدءًا بالمزارع الجميلة التي كنَّا نقضي فيها يومًا كاملاً مستمتعين بكل ما فيها وكأننا في إحدى مزارع الريف المصري، مع كل الفوارق التي يمكن أن يرصدها روائي متمرس، وليس طالب ابتدائي آنذاك! مرورًا بالمستشفى والمواقف التي كانت فيها، وقريبي الذي كان يحدثني عن سخافة أخذ الحقنة، وأقنعه أنها اختراع راااائع! يبدو أني كنت ذكيًا (زمان)، وسيارة أخرى نفرِّغ ماء بطاريتها حتى يقضي أصحابها معنا يومًا آخر رغمًا عن والدهم (حلوة الصياغة دي وتبدو لي مضحكة!) ...

لا أعرف هل أجد "عيون الجواء" ــ لو قدِّر لي أن أزورها يومًاــ كما تركتها منذ نحو ..... عام!

.

.

شكرًا للحنين ... ولكِ ....شـــروق

الاثنين، 29 مارس 2010

مش نشوف حل تاني، ولا إيه ؟

حلو قوي اللي بيحصل ده!

كده كل محاولات صبرك عليَّا هتنفد!

النت بيقطع للمرة العاشرة

وأنا مش لاحق أقول لك

وإنتي أصلاً ولا هتفهميني!

متخيِّل شكلك دلوقتي ونرفزتك وجنانك!

ما أنا أصلاً متغاااااظ!

بس أعمل إيه حظك ..كده!

هبدأ أهدي ف نفسي وأفكر في كلامك!

"إنتا عارف إني قاعدة ف سايبر"

"لو مشغول قول لي"

"بتكلم مين أهم مني"!

"أف ..زهقت، أنا قايمة"!

يااااه!

وأنا كل نرفزتي وغيظي من النت ومن الشركة ومن الاختراع السخيف أصلاً ده بيروحوا!

لما أشوفك مش عارفة تفهميني

وتقولي لي "طيب"

أو "معلش"!

اشمعنى الناس كلها فاهماني!

وليه انتي بس اللي بستنى اليوم كللللله يعدي

علشان آجي أرمي لها صباح الخير!

ما صباح الخير اتقطعت 100 مرة انهاردة!

ولا عرفتيش تلميها

أو تبصي لها

كرمشتي ف وشك

ورجعتي البيت مش طايقة نفسك

وكان طبيعي إنك تتخانقي مع مامتك

وما تجيش تقولي لي "بسببك"

مش هنهزر!

ده بسبب النت

يعني قضية شبكـة عالمية!

.....

قد إيه أنا بارد .. فعلاً !

بس جنونك بيخليني أفكر

مش عارف ليه

ماهو كده كده إنتي هتمشي

وأنا هفضل كده "مرزي" لوحدي

أكمل شغلي وأفكر فيكي

وأقوم وأقعد مش على بعضي

وأرن تكنسلي

أبعت ماسيج ماترديش!

فلوحدي بتجاهل كل التصرفات دي وأفضل أفكر

يعني مش كان أحسن ليا وليكي

بدل السايبر والنت

والخنقة والزحمة

نرجع تاني

ونسيب التكنولوجيا وبلاويها ونفضل كده متصالحين!

وكل ما اشتاق لك آآجي لك

تحت التينة أو الجميزة

ونقزقز لب ونضحك

قال يعني اتنين حبيبة

ونسيب النت في حاله، والشغل في حاله

ونخللي الخنقة للبواب ومديري في الشغل

وسواق الميكروباص وتباعه

واليوم اللي النت يقطع فيه

أقعد أفكر فيكي وبــــس!

مش كده أحسن؟!

ولا إيه ؟

**************

(تاني )

حلو قوي اللي بيحصل ده!

وأهي جت من عنده!

مانتيش مضطرة تمدي لساعة جديدة

هتقومي، خلاص!

ما "بنااااقص " أصلاً

وهتفرق إيه؟

بإمكانك تفتكري كلامي اللي بقوله

كل مرة

أنا راجع أأه،

طب والأولاد،

واااحشااااني صحيح!

دلوقتي أحسن!

هتقومي تشوفي الدنيا والناس حواليكي

مش ناقصة ساعات انتظار

عشان كلمة!

كلامي كالعادة!

ولا بيودي ولا بيجيب!

أهي جت من عنده!

"معلش حبيبي

لما يصلحوه بكره أبقى أكلمك!"

************

(تـالت)

حلو قوووي اللي بيحصل ده!

أهو كده مش ناقص حاجة خلااااص

تبرير تكنولوجي

هنعمل إيه ؟

الخميس، 25 مارس 2010

يغسلون الروح!*

تعرفي الأحداث امبارح كانت كتيير فعلاً، كتير لدرجة إن كان ممكن جدًا أنسى كل حاجة، قصدي أتشغل بحاجات كتير، مش بس كده ده أنا نفسي كنت مشغول، هوا أنا بكرر الكلام، بس إنتي هتسمعي، على فكرة هتقري أصلاً ، المهم امبارح كانت ـ زي ما إنتي عارفة ـ أمسية، وقابلت أصحابي وكده، وقعدنا نتخانق مين هيقول إيه، ومين هنقدمه إزاي، عاوزين كل حاجة تبقى تمام، وعال العال، أصلاً أصلاً كان فيه مهرجان استبدل كتابك ده كمان، وإنتي عارفة أنا مع الكتب زي اللي بيحب واحدة ومش عارف يقول لها، بس طول الوقت يتفرج يشاور من بعيد، أو أصحابي يعني بيقولوا عليا كده، وأوقات كمان بيغيروا منها هههه من الكتب، مش والنبي حاجة تضحك، قعدت أدور في وشوش الكتب إني ألاقي كتاب عليه القيمة أستبدله!

كنت عاوز أقول من الأول إني كنت عارف إني هفضل كتير كده، بس عادي، كنت براهن ع الحاجات التانية كالمعتاد، والحاجات التانية زي ما كلنا عارفين بتتآمر معانا، عارفة لقيت إيه، لقيت كتاب/رواية، وبما إني كنت بفكر أستبدلها بالكتاب العجيب اللي كان معايا فكان مقرر عليَّا إني أقرا أوله، أو أشوف يعني حاجة تشدني ليه/ليها، إحم، والغريب إنه شدني من أول سطر، كأنه بيطلع لي لسانه ويقول لي أنا أهه، هتنسى بقى يا شاطر، مش قايل لك طبعًا الكتاب كان اسمه إيه، ولا هكتب السطر اللي خلاني أشتريه، المفارقة الألذ أو الأسخف مش عارف، إن الكاتبة كانت برضو بتهرب بالكتابة، كانت لذيذة قوي وهيا بتقول هتشتري قلم عشان تكتب أو كارت شحن عشان تكلمه! .. (وتتشابه مصائرهم) عارفة طبعًا!

ياللا كده قرَّب الكلام يخلص، هييييه هييييه، أصل خلاص بقى محصلش حاجة، إيه يعني كان فيه حاجة في الجو ، كل ما أمد إيدي أحس إني مش ماسك الهوا ولا حاجة، بس سيييبك إنتي الأمسية كانت حلوة فعلاً ، زي ما بيقولوا ناقصاكي يعني، وأنا كمان قلت كويس، يعني كله كله تمام! ... تمام

مش كده، ولا إيه؟!

لأ، هوا مش تمام قوي يعني، أنا شوية شوية بدور أهه، أطلع إيه من جوه، عامل زي جراب الحاوي، فيه ورق متنتور هنا، الورق أصلاً ملوش لازم وده أمر متفق عليه قلبي عامل زي شوية الورق دول، لما جه حبة هوا ماعرفوش يطيروهم قفلت عليه بحجر، أيون تأتي الرياح أحيانًا زي ما كلنا عارفين، المشكلة بقى والذي لم نعمل له حسابًا إنه ما جاش في الحقيقة حبة هوا ولا حبة أي حاجة خالص، بس جه!، أيوااااا كده بالضبط، والدنيا اتبعترت، وقعدت ألم أنا بقى طووول اليوم ... فإزاي أبقى بلم وعايزاني أركز وأنا بكتب مثلاً ولا بسلم على ناس عارفينني كويس،ولا وأنا بتفرج على الناس شايفاني ومبسوطة! .....

إنتي طبعًا كنتي موجودة، على طول من الأول، من أول لفحة هوا أصلاً، أو لأ.. جيتي بعد كده بشوية، أو اتأخرتي شوية، إنتي جيتي ..طبعًا! مش معقولة يعني تكوني ما جيتيش، بس إنتي عارفة بقى فلسفة حضور الغياب وغياب الحضور والكلام الكتييير اللي زي ده ..

نكمل بعدين :)

.

.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* العنوان لنصٍ ..لم يُكتب بعد :)

الأحد، 21 مارس 2010

خليكي هناك

خليكي هناك!

جايز مش عاجبك هنا لكن!

خليكي هناك!

ودي موزونة

الـ مش موزون

إن أنا أصلي عاجباني قوي صورتي في مرايتك!*

وكتيير باجي أشوفها،،،

وأسلم وبشاور أوقات!

إنتي بتشوفيني، ولا لأ!

مش فارقة!

لكن عاجباني بجد!

ماشي!

مش قايل كلام تاني كتير

خليكي هناك

احتفظي بصورتي جواكي

أنا حلو .. صحيح :)

شكرًا .. دايمًا

وساعات تفاريح

الدنيا دي كده

مافيهاش داااايم ...

ولا شكل مريح!

خليكي هناك مابحبش شعري الموزون

ودي شكلها هتقلب موزونة!

وأنا عاوزه .. كلام كده عادي

أو قولي .. صريح

ههههههههههههههههههه

. . . . . . .

. . .

.


الخميس، 18 مارس 2010

أريـــد أن ... أحكي!

يومًا سنذكر يا... بلادي .. أنننـــا كُنَّـــــا ..!!

أتخيَّل أن أمر "فلسطين" لا يهمني إلاطلاقًا اليوم! وتفاجئني صورة كهذه يضعها أحد الأصدقاء عنه!
الصورة تعبِّر بدون أي كلام!
الآن يتحدثون عن "القدس" فقط!
.
.
كل يوم يمر عاديًا جدًا ... واليهود هم اليهود!
حقًا يا بُني
كان لدينا مسجدًا ثالثًا للحرمين اسمه "الأقصى" كان قصيًا عنَّا ....
بعدنـــــــا عنه كثيييرًا ..
آه!
ولكنه في القلب!
القدس في القلب
والأقصى في القلب
ورمانا الدهر بالأرزاء حتى... !
ونعيب زماننـــا !
.
.
أريد أن أبكي!

بالأمس وفيما أشاهد التلفاز والعاشرة مساءً كالمعتاد كنت أشاهد المظاهرات في الجامعات المصرية، وشعرت كما أشعر كثيرًا أن هذا ما ينقصني، لكي أعود راضيًا مرضيًا!
ماذا نفعل؟
ماذا فعلنا ؟
لا أعلم ...حقًا
فلسطين ضاعت، والقدس تضيييييع
حتى الكلام لم يعد له أي جدوى!
نهائيًا!

الخميس، 11 مارس 2010

عن البنت التي ليست أحدًا ..سواكِ !

البنت .. يا عزيزي .. التي تحبك كـالبحـر ... يجب أن تغرق فيها!
.
.
كان يتكلم غير رافعٍ عينيه عن الكتاب الذي يقرأ فيه، فيختلط بذهني وذهنه ما تقرؤه عيناه مع ما تقرؤه أفكاره!
قصد أن يربكني فحـصـل !
حدثني عن بنتِ كالبحر ...
وأنا أعرف كم البحر مغوٍ .. وجميل !
حدثني عن شوقه للأسكندرية مثلاً ...
الأسكندرية عندنا (نحن القاهريون المتورطون بالغبار والزحام والقلق) موطئ البحر الأول .. ومكانه لنا الأثير!
مهما تغبرت في بحور الدنيا يظل لبحر إسكندرية ذلك البريق!
لم يقل أنها سكندرية... ولا أنه كلما غاص في بحور (عينيها وما إلى ذلك) ينسى نفسه!
هل جرَّب أحدكم شعور الطفو على الماء!
هو قال إنه يطفو ....
يطفو تمامًا ...
على كل أجزائها ..
البحر لا يُغرقه أصلاً
أنا قلت له يجب أن تغرق فيها!
سكِّن ذلك القلق البادي في عينيها ...
هو لم يذكر أي قلق!
أنا من نصحته بالتسكين!
هو ذكر علاقة البحر بالشاطئ والمرسى ...
أنا من طالبته مرارًا بالسفر! ...
عاد إلى الكتاب وتحدث عن "ميامي" و"سيدي بشـر" و"الأزاريطة" ...
أعرف الكاذبين ـ اليوم ـ من حركات تقليبهم للصفحات!
البسمة تبدو حين يتذكرها!
.
.
قال لي لا أحسن العوم!
أنا قلت له البحر يحملك إلى الدنيا كلها ياااااا "حبيبي" فلا تقلق !
ذكر لي أن هناك كتابًا جديدًا لقاصٍ وروائي اسمه (قبل أن يعرف البحر اسمه)
لم أسأله إن كان يقصدها أم لا!
هل أصيبت حبيبته بالزهايمر؟!
كنت أود أن أقول له أن البنت التي يحبها كالبحر ..
يجب أن تغرق ـ هي الأخرى ـ فيه!
ولكن الأشياء تداخلت
وغامت الرؤية :)
والحمد لله!

الأحد، 7 مارس 2010

حاجتنا إلى النقد .. حاجتنا إلى الموازنة!!

حاجتنا إلى الموازنة بين الطائيين! ... وغيرهم!

هذا الموضوع/المقال ليس نقديًا يا سادة حتى تنصرفوا عنه، ولمن تثقَّف منكم وعرف كتاب (الموازنة بين الطائيين) للآمدي، فإني لا أنوي أن أقدمه أو أعرضه لكم! ... الأمر أبسط من ذلك كله بكثير!

الأمر أننا نتسائل كثيرًا هذه الأيام وقبلها وسنظل نتسائل هل نحن فعلاً بحاجة إلى النقد؟!! ...

هذه الخواطر دارت في ذهني إثر تقديمي للصالون الـ12 للمغامير مؤخرًا بمكتبة البلد، وكان عليَّ أن أعد للمقام مقالاً، ولم أفعل، الحقيقة أن ما قدمه الناقد الصديق "جمال العسكري" لم يكن (في ظني) محتاجًا لكثير تقديم، ولا لمزيد من المداخلات من الحضور، وإن كانت كلها ثرية! ..

كان كلامه كثيرًا ومرتبًا وعميقًا، التقطتت أنا منه ما قاله عن كتاب (الموازنة) بين الطائيين (أبو تمام والبحتري) للآمدي، أحد شيوخ النقاد في القرن الثاني الهجري!

يبدو الأمر وكأنه تقهقر فظيع دراماتيكي إلى الوراء!، ولكني وأثناء ضربه للأمثال شعرت بمدى حاجتنا لمثل تلك "الموازنات" النقدية، والرؤى المنهجية التي تعرف أطراف كل "صراع" أو "مذهب" مميزات وعيوب مايحبون أو ما يهذبون إليه، ليس أملاً في تغير وجهات نظرهم أو تحولها للوجهة الأخرى، ولكنه سعيٌ نحو معرفة حقيقية وواسعة بأصول وجماليات كل طرف وبيان معايبه وأخطائه أيضًا! ...

يحكون أيامها أنه دارت خصومة شديدة ونزاعات عميقة بين شاعرين، أحدهما يعد "محدثًا" وهو أبو تمام (تخيلوا بقى) والآخر رجل ملتزم بما ذهب إليه القدماء في الكتابة هو البحتري، وتقريبًا لم يصلنا من شعر الاثنين (وإن كانت دواوينهم متوفرة) أشياء كثيرة تُذكر، فدارسو الأدب القديم فقط وبعض محبي الأدب يعرفون بائية أبي تمام (السيف أصدق إنباءً.... ) ولا أذكر شيئًا الآن للبحتري! الشاهد أن الاختلاف كان كبيرًا بين الاثنين، وكلاً منهما يزعم لنفسه الريادة والأصالة في الشعر، فما كان من الآمدي إلا أن كتب كتابه الذي يعده نقاد الأدب في كل عصر وأوان مدرسة من مدارس النقد القديم، وآيـة من آيات براعته! ....

ماذا فعل "الآمدي" في الموازنة، ولم يفعل ناقد عربي واحد في "حياتنا" حتى الآن! ...

ببساطة أتى بشعر الرجلين ووازن بينهما، وكأنه قاضٍ وضع لكل واحد بشكل محدد عيوبه ومحاسنه، ووضح للمدرستين أن الجمال ليس مطلقًا (وكلنا نعرف ذلك) وأن تحيز أحدنا لطرف دون الآخر لا يعني نفسه ونفي جمالياته!، ولكن ينبغي لنا حتى تكتمل أدواتنا الجمالية أن نكون على وعيٍ كامل بتشكل ذائقتنا الفنية والجمالية!

أعتقد أن ذلك كله هو ما ينقصنا كثيرًا هذه الأيام وعلى الدوام!

وهوا ما يوضح دور النقد، وأثر غيابه على الساحتين الإبداعية والمجتمعية! (أي في تطور وتغير الإبداع من جهة، وتغير وعي المتلقي أو الجمهور من ناحية أخرى)! ...

من هنا، وبعد توضيح المثالب والعيوب والمحاسن والمساوئ يبقى كل طرفٍ عارفًا للأرضية الجمالية التي يقف عليها، ولا يختلط الحابل بالنابل في الكتابة الأدبية والنشر وغير ذلك! ...

إشارة أخرى كانت طريفة جدًا أشار إليها "جمال العسكري" وأعجبتني جدًا وهي أن أيًا من النقاد المعاصرين لم يلتفت أبدًا إلى سـر انصراف طائفة كبيرة من الشباب إلى قراءة الروايات البوليسية (ضاربًا المثل بسلسلة رجل المستحيل لنبيل فاروق) وأن هذا مؤشر خطير يكبر معه تدريجيًا غياب النقد عن كل ماهو "جماهيري" بدون أسباب منهجية واضحة، كما أشار إلى أن هناك رسالة ماجستير تعد حاليًا لدراسة ظاهرة "البيست سيللر" وأن هذا الاتجاه جديد على دراسات النقد الأدبي، وإن كان موجودًا عند علماء الاجتماع!

غياب النقد أمرٌ مُسلمٌ به، ولكننا نود أن نشير ـ هنا ـ إلى أن فكرة عقد الموازانات والمقابلات الأدبية بين الشعر والشعر، أو بين الرواية والأخرى، ستثري العملية الإبداعية بشكل كبير...

لسنـا إذَا بحاجة طوال الوقت إلى ناقدٍ كلما صدر كتاب جديد أشاد به مع المشيدين، أو حكى حكايته بشكل مقالي ركيك، ربما لكي لا يحسب ضمن صف المعارضين، نحتاج إلى ناقد ذكي متمرس، يمتلك أدواته بشكل كامل، ويصدر عن مواقفه الخاصة جدًا المبنية على رؤية واضحة المعالم محددة الأركان، لا يستند على مقولات نظرية جوفاء، لا تغني ولا تسمن من جوع، بل يستند إلى رؤية توضح الجماليات، ولا تتوانى عن تقديم المثالب والعيوب بأسلوب علمي رصين! ...

هل يمكن أن نصل لذلك يومًا ما حقًا!

.

.

أحيطكم علمًا أنه وإيمانًا منا بدور النقد (الآخذ في التراجع) فقد أخذنا على عاتقنا (حلوة أخذنا على عاتقنا دي) مهمة قد تبدو شاقة ولكنها ليست مستحيلة، وهي توصيل الكتاب والمبدعين بالنقاد المتمرسين (أو الذين يحاولون أن يكونوا كذلك) وسنبدأ بإذن الله اعتبارًا من الشهر القادم بتقديم قراءات نقدية جادة لإبداعاتنا الشبابية، نأمل أن تحقق الغرض وتفي به!

تابعونا تجدون دائمًا كل ما يفيد!

Ratings by outbrain