أنت

في حياتي كلها أتوقع أن تكوني بذرة الضوء التي لا أدري كيف تنمو بداخلي لتنير اليوم، لكن أثرك أعجز ـ لازلت ـ عن التعبير عنه **** ، ولكنكِ تفرحين، وها أسنـانك تظهر .. ف تبتسمين :) وتطلع الشمس، هذه المرة ليس عنِّي بل عن جميل مرورك كلما حدث ... أمــــــــانـــــة عليكو أي حد يعدِّي هنا يترك تعليقًا .. ليستمر النور :)

الثلاثاء، 22 فبراير 2011

شــيءٌ .. لا يصدقه عقل 1/ 3


شيءٌ لا يصدقه ..عــقــل!
لو أن أحدًا حكى لكِ .. أو شاهدتِ في أحد المسلسلات العربية .. أن ثورةً ثورة ..قامت في بلدٍ فلحقتها أخرى، بعدها مباشـرة لما كان لكِ أن تصدقي هذا أبدًا!
ولاعتبرتِ محدثكِ مبالغ .. وسيناريو المسلسل متكلف وخيالي .. صعب التصديق!
لو أن أحدًا تكهَّن أو تنبأ بقيام الثورات بالتتابع الغريب الذي تحدث به الآن لما صدقه أحد فعلاً!
هل حدث كل هذا!
بل أبعد من ذلك، لو أنـكِ ـ حتى ـ تابعتِ يوميات تلك الثورة، بعد أن هدأت الأوضاع نسبيًا واستقر المعتصمون في "التحرير" وأصبحو على مرأى من العالم كله ليل نهار، لما توقعتِ أن ينتج عن كل هذا ذلك السقوط المنتظر الكبييييير!!!
لو أنـكِ ـ أيضًا ـ سمعتِ حكايات الناس، أو كنتِ معهم في جمعة الغضب الأليمة، وهم يقاومون جيوش "الأمن المركزي" بكل ما أوتوا من قوة، يواجهون القنابل المسيلة للدموع المنهكة للجسد ورشاشات الماء والرصاص المتدفق عليهم، وكأنهم في حربٍ حقيقية! لو تتبعتِ تفاصيل تلك الساعات الخطيرة التي أعقبت صلاة الجمعة حتى أذن المؤذن للمغرب .. لما توقعتِ أن ينتهى ذلك كله .. فجأة.. ويبدو لنـا النصر بنزول قوات الجيش وانهيار منظومة الشرطة!
مااذا حدث إذًا؟
كان الغضب يسري في عروقنا كل هذه المدة، لم نكن نغلي!كنَا نسير ساخطين .. وأخيرًا تفجرت ثورة الغضب!
تفجرت فعلاً!
من كل مصر

هل قلت من كل مصر؟

من أين أبدأ؟

كيف أحكي لتصدقيني؟

شيءٌ لا نصدقه نحن ..

حتى المشاركين فيه، حتى المنظمين، حتى المتآمرين لإجهاضه، المتفائلين والمفكرين والمخططين والمواجهين والساسة والقادة والزعماء ...

من كان يصدق أن بركان الغضب تفجر

تفجر

تفجر

ت ف جَّ ر

يا كلماتي العااااجزة عن كل وصف!

يا حروفي العارية من كل بيــــان!

رأيتهم بعيني .. ونقلتهم الشاشات والفضائيات لتتابعهم الدنيـا كلها بتحفز

18 يومًا .. أذهلت العالم

مرة أخرى، كيف بدأنـا، بل .. من أين؟!

.

مصادفة قادتني؟ أم اتصالات تليفونية، أم تحفيز من أشخاص بأن يوم 25 سيكون بداية!!

أنا لم أكن أعلم أنه بداية

كلنا لم نكن نعرف أنه بداية، وبداية لأي شيء؟!

هل فعلت "تونــس" بنا كل هذا؟!!

إلى أي مدى نحن مدينون لهم بهذا النصر؟!!

.

الإشـارة خضراء ... إزااااحة الرئيس ممكنة .. هيا انطلقوا ....

.

وجرينا في الميادين

كنت مع عشرات مممممم أو مئات، لن نتجاوز الـ 500 على كل حـال، ولكن التحفيز والهتاف كان آتٍ من كل مكان

هناك آلاف عند دار القضاء العالي

في جامعة الدول العربية

في الإسكندرية

في السويس

إخوانكم يكسرون الطوق الأمني عند مجلس الشعب

ومجلس الشعب على بعد أمتار، والتحرير فيه ناس، والقضاء العالي،

إخوانكم آتون من جامعة الدول العربية

.

هل أسـجل كل هذه التفاصيل حقًا؟!!

هل شعرنا بالموت حين انطلقنا أم بالنصر، هل تراءت أمامنا الأعداد من بعيد أنها منا ثم اكتشفنا فجأة أنهم رجال الأمن المركزي لنحيد فجأة إلى الطرق الجانبية؟! ...

هل كنَّا على وشك الانقضاض التام علينا وقتلنا أو تكسيرنا بعصي الأمن وبيننا رجال كبار وبنات ؟!

ووقف عبد الرحمن يوسف أمام عساكر الأمن المركزي المسعورين لا تضربوهم سننصرف!

وانصرفنا جماعاتٍ في هدوء

.

هل تجمعنا في ساحة التحرير حقًا حتى المساء؟!

هل كان ميدان التحرير ملكًا لنا يومها، ليعود إلينا يوم الجمعة مساءً ويظل مقر الثوار ومحط أنظـار العالم في الأيام التالية كلها!

.

هذه تفاصيل لا تكتب والله!

هذه مشاهد يصعب وصفها

هذه مشاعر لا تقيد

تدور في الجو حولنا باستمرار

تؤكد أن الشعب أراد الحيـاة ... وأن الله استجاب الدعاء ..

عندما غربت شمس يوم الجمعة كان المشهد قد اختلف تمامًا ...

شعرنا أننا أقوى وأنهم أضعف، والأعداد كانت تتزايد بطريقة مذهلة!

مصر خرجت تقول لا لمبارك وتطالب فعلاً بإسقاط نظامه

تحرك الجبل الشااامخ العظيم فهد أركان النظام الأمني في ساعات!!

وأنا الآن أود أن أعود إلى نقطة البداية

إلى .. نـقـاط البداية كلها صباح يوم 25

حينما تجمعنا أمام "دار الحكمة" .. بالمئات ... وحينما كنَّا نتابع تجمعات الناس/الشعب في مصر كلها

يوم كانت الترسانة العسكرية بكامل قوتها وسيطرتها وجبروتها

.

ثم .. أسكت!

Ratings by outbrain