كنت كلما جلست إلى صفحة بيضاء كـالسحب حرصت على أن أحسن التقاط كل طريف وجميل ونادر!
في البدايات البعيدة تكون كتابتنا محض تعبير عن شواغل ودواخل وأمور عارضة، حتى تصبح همًا ثقيلاً، سرعان ما نتخفف منه فنتركه وننساه، ولكن تأبى الكتابة (كالحب) إلا أن تذكرنا بأنها الأحلى والأشهى!
ولا حبَّات المطر ..
بين بياض الصفحة والسحاب والكتابة وحبَّات المطر تشابه واضح، الكتابة تسقِ العطاش أيضًا، فتزهر النواحي وتشرق، ... ممم وقد تزيد بعض الأمور تعقيدًا ..
في كل الأحوال أحسد الذين يتمكنون رغم كل شيء من المواصلة والاستمرار ـ كما قلت مرارًا ـ بشكل يومي، يتحدثون عن الأمور الطارئة وأحاديث الساعة التي لا تنتهي إلا لتبدأ! ..
أما أنا فيروق لسحابتي أن تمطر على أرضٍ خصبة خاصة ..
وتنتب زرعًا وكلامًا ودفئًا .. يملأ قلوب الناس، لا عقولهم ..
.
للقلوب استعداد خاص، و"ميكانيزم" مختلف في التعامل مع الأشياء، هم لا يربطون مثلاً أول الكلمات بآخرها، ولا يهتمون بأن تؤدي الحقائق المرسلة إلى نتائج، بل على العكس كل ما يهمهم أن يغيِّروا "ناموس" الحياة، فيصبح الواحد اثنين، والاثنين عشرة :).. إرادتهم فوق أي إرادة ومشيئتهم في كل الأحوال نافذة، لا تعيقهم معوقات الحياة الاعتيادية، يأمرون فيكون ويستجيب لهم من في الكون ..
أي شيءٍ بعد هذا كله أجمل؟!
.
شكرًا لكل مرة يمنحون فيها للحياة بعدًا آخر، ويصنعون بأحلامهم المستحيل
شكرًا .. و"جنينة ورد" و ... (كتــاب)