أنت

في حياتي كلها أتوقع أن تكوني بذرة الضوء التي لا أدري كيف تنمو بداخلي لتنير اليوم، لكن أثرك أعجز ـ لازلت ـ عن التعبير عنه **** ، ولكنكِ تفرحين، وها أسنـانك تظهر .. ف تبتسمين :) وتطلع الشمس، هذه المرة ليس عنِّي بل عن جميل مرورك كلما حدث ... أمــــــــانـــــة عليكو أي حد يعدِّي هنا يترك تعليقًا .. ليستمر النور :)

الخميس، 22 نوفمبر 2012

مارلي .. في محمد محمود


.
كانت مارلي ـ في بدايات تعرفي بها ـ تسخر من فكرة أن كل المصريين اسمهم "محمد" أو "أحمد"، وتزعم أن هذا الأمر لا يحدث عندهم أبدًا، فيستحيل أن يسمي أحدهم ابنه مايكل ويكون اسم جده مايكل أيضًا (تجاهلت أن أعرضها بفكرة جورج بوش الأب، لا سيما أن هذا ليس موضوعنا) (بل ولم أعارض الفكرة أصلاً) ...
كنَّا نتحدث عن ذلك الشارع الذي  غدا بين عشية وضحاها رمزًا للقلق .. والموت .. والثورة!

مارلي بطبعها هادئة، وإن كانت مع حقوق المرأة (لاسيما فيما يخص علاقتنا) وحقوق الإنسان (عامة) ولكنها كما لم تفهم الثورة، رغم شرحي الطويل المستفيض .. (كانت تقول اذهب إلى أي محل تجاري في مصر وفهمني لماذا يقومون بالثورة) .. ولم أكن في حالة تسمح لي بأن أشرح لها سنوات العذاب والشقاء والبلاوي السوداء!
.
 كانت تؤكد أني لازلت "صغير السن" وأن المتظاهرين في هذه المرحلة (كانت تروقني وهي تنظِّر وكأنها باحثة في العلوم الإنسانية) يكون أكثرهم شبابًا لأن الشباب يرفضون كل ما يأتيهم، وتستفيض شارحة في عقدة أوديب وما إلى ذلك من النظريات الفلسفية المستهلكة ...
.
 كنت أسمع كلامها كله باستمتاع حقيقي (وربما بحب) . وأصب لي ولها كوبًا من البرتقال الطازج، وأقول اشربي!
كانت (مارلي) تعتبر ذلك استهزاءً بأفكارها وهي تتابع الأحداث المتلاحقة على الشاشة مطلقة أقذع الشتائم وهي تقول انظر لهذا الولد كيف يرمي كيف ...
..
قررت أن آخذ مارلي، لا حل إلا أن تشاهد هؤلاء الناس رأي العين، ربما تفهم شيئًا من تعبيرات وجوههم، ربما تدرك مالا أستطيع أنا أن أشرحه بخبطٍ منمقة وشعارات عديدة ...
.
إنه يهذي!
مارلي لم تتكلم معه لا عن "محمد محمود" ولا عن "الشهداء" ولا عن الثورة!
 مارلي كانت قصة وانتهت منذ مدة، قبل أن تقوم لهذه البلد ثورة أصلاً
ولا أعتقد أن "مارلي" كانت ستبقى في هذه البلاد يومًا واحدًا بعد اندلاع أول شرارة للثورة ..
 مارلي جبانة فعلاً كانت تخاف من كل ماهو مختلف عنها وعن عالمه، إلا هو!
 لا أعلم ما الذي شدها إليه؟!
 ربما كتابته، رغم أنها لم تصرح له بذلك يومًا، بل وكثيرًا ما بدت غير مكترثة بمؤلفاته!
 ربما طريقته في الكلام
 ربما شيء آخر لا نعرفه!
 ربما كانت تحبه فعلاً ؟!
ولكن هو؟! هل كان يحبها ؟! أم أراد أن يحول قضيتها لقضية رأي عام .. صحفية أجنبية تقتل بيد قناصة الداخلية!
....
كلما طلب مني أحد أن أروي له ما حصل بالتفصيل تطير الكلمات من لساني ويتوقف عقلي عن التفكير، وتبقى صورة واحدة شاخصة أمامي ..  
صورة مارلي وهي مصابة بذلك الطلق الناري الغريب!
 الذي كأنما اختارها فجأة ليخترق صدرها الجميل .. وتستقر بين يديَّ!
.

......
 كنت أعلم أن هذه الخدعة ستنطلي عليهم، ويضطرون لتصديقها، لا سيما مع اشتعال الأحداث، وعلمهم بأني أتردد هناك كثيرًا، قلت أعيد "مارلي" مرة أخرى بطريقتي إلى صدر المشهد، لاشك أن بعضهم سيتبرع بزيارتها في المستشفى ويرى ذلك واجبًُا عليه فعله، ربما يطلبون ذلك كلهم، حينئذِ سأعطيهم عنوانها في المستشفى .. وأخبرهم أني آت معهم إليها ..
و
 (يبقوا يقابلوني)

 بإمكان أي كاتب كبير أن يفترض وجود شخصية ما أجنبية في خضم هذه الأحداث، ترصد وتراقب وتتعجب، وتتأمل وتتألم مع الناس، بل ربما يمكنه من خلالها أن يعرض وجهة نظره التي يجب أن تتسم بالسماحة والإنسانية، وتجعل القارئ متعاطفًا مع كل ما يحدث، بل ربما يدفعه للمشاركة في الأحداث .. فجأة!
..
.


الثلاثاء، 20 نوفمبر 2012

ناس عندها لحمة :)

بسم الله الرحمن الرحيم، اللهم ألهمنا الصبر حتى نرضى وألهمنا الرضا عند الصبر، ويسِّر وأعن ...

فيه بعض الأسئلة الوجودية، اللي عاوز أطرحها هنا بشكل عشوائي فوضوي عبثي، يمكن ف يوم من ذوات الأيام أجد ليها إجابة..
هوا الناس اللي معاها فلوس كتير بتعمل إيه لما يجي لها فلوس تاني؟!
ويحضرني هنا مقولة عادل إمام في الواد سيد الشغال (يعني ناس عندها لحمة بتعزم ناس عندها لحمة على لحمة؟!)

يعني من أوائل دروس المدرسة في حياة أي إنسان بدائي إن (الطمع قل ما جمع) وإن (القناعة كنز لا يفنى) .. هنفترض إن فيه 30 طالب قروا الأمثال دي 20 منهم ماصدقوهاش مش فيه 10 ممكن يصدقوها؟!

يعني أنا دلوقتي لو غني جدًا وثري ثراء فاحش وجالي  مليون جنيه، مش هبقى متضايق ومحبط؟! ولا هفرح برضو ؟!
 تيجي إيه مليون جنيه جنب ثروتي اللي بالمليارات؟!
زمان قوي من 10 سنين كده كنت فكرت ف الموضوع ده برضو!
 قلت لأ، ياعيني الأغنيا دول غلابه وبيتضحك عليهم، عشان مش بينزلوا يشتروا من العتبة، لأ بيضطروا بما إنهم (غناي)* إنهم يشتروا من أماكن راقية وبتبقى الحاجات ياااعيني غالية عليهم قوووي البنطلون اللي بـ 150 ممكن يبقى بـ ألف ونص، والتي شيرت أبو 90 جنيه بيبقى بـ 900 وهكذا !
 ده غير الأكل والشاندويتشات والمطاعم والكافيهات، إشي سيلانترو على بينوس وغيرها وغيرها من الأشياء الفاخرة اللي تموع النفس، واللي الواحد منهم بيصرف فيها ع القليلة خمسمياية ف القعدة !
 الحياة صعبة يا أصدقائي، صعبة ع الغني والفقير صدقوني
 لاسيما في مصر!
.
بس السؤال بقى برضو، يعني اللي معاه فلوس كتيييير ده وبيصرف في القعدة خمسمياية  لو جاله ألف جنيه هدية، مش ممكن يدين نصهم مثلاً ! زكاة ن صحته وعافيته (زي ما بيقولوا) !
 ولا لازم الألف تتحط جنب المليون ونص ؟!!
عادي يعني!
 طب سؤال تاني وده الأهم، ليه الأغنيا اللي هما مش ف بقهم معلقة دهب من صغرهم ولا حاجة، يعني الناس اللي كانت فقرا (مش فقرا قوي طبعًا) وبعدين اغتنوا بمجهودهم وكده، ليه الناس دي ما تقررش تبقى كريمة مع الناس اللي بيشغلوها، هل خوفهم من طمع الناس الأقل ؟؟ ولا فاكرين نفسهم فلوسهم هتقل يعني ولا إيه ؟!
سؤال تاني بقى أهم، عندنا كام قناة تلفزيون مصرية؟!
 القنوات دي بتجيب أجور العاملين فيها منين؟!
 طب بتكسب إيه ؟
من الإعلانات؟!
 ليه هيا الإعلانات دي بتجيب كام ؟!
والناس اللي بيجيبوهم ضيوف بيدوهم كام ؟!!
 أنا بحس أوقات إن فيه حتت فيها مواسير فلوس بتنزل على ناس معينة طبعًا ..
 بس الملاحظ بشدة إنها كلها ينطبق عليها مثل (ناس بتعزم ناس عندها لحمة على لحمة!)
يعني البرنامج الوحيد الاستثناء من سيربح المليون!
 وبرضو مش منطقي يعني إن مره واحدة يربح المليون ولا الـ 100 ألف حتى!
 وفيه ألف متفرج بيتفرجوا عليه !!!
.
إمتى بقى الواحد يبقى كاتب كبير؟!
عاوز أكتب "خرافات" ينتقدها ناس كتير جدًا ومع ذلك يعجب بيها ناس كتير جدًا برضو ... المهم في الآخر آخد عليها فلوس كتييير برضو
 وأقعد حاطط رجل على رجل .. باشا بمعنى الكلمة
.
 أكيد في يوم في شهر في سنة ..
 هيحصل الموضوع ده ..

 وهبقى أقفل المدونة
 بس أوعدكم كل حد هيعلق هديله مممممممممممممممممم
 10 جنيه ..
 لو باخد ع المقال ألف جنيه مثلاً
.
 لو باخد 10 آلاف هدي كل واحد بيعلق 100 جنيه
 وماليكو عليا يمين
.
 وهذا إقرار مني بذلك
.
 بس والنبي بلاش شغل اللجان الالكترونية .. لأني هقابل كل واحد لوحده، وهديله الفلوس لوحده :) 
 وفوقيها بوسة
قشطة؟!

الخميس، 15 نوفمبر 2012

الرفق بالإنســـان ..



 وإني قد اتخذت قرارًا .. 
وأرجو أن تساعديني فيه ..

 الكتابة أصلاً سعبة .. هذه الأيام ومربكة!
 فما بالك إن كانت لـكِ؟!
.
لماذا صعبة؟! ربما لأننا أدركنا أنها لا تفعل الكثير، ولماذا مربكة؟! لأننا نخشى ألا توصِّل دائمًا ما نود أن نقوله!
 ولكننا لا نكف عن الكلام، والتأمل!
.
أود أن أكتب إليكِ مثلاً لأخبرك عمَّا رأيته فيكِ؟! أم ما صدق ما تلاحظيه فيَّ على الدوام مثلاً؟

بعض الأشخاص حينما نتذكرهم (على رواق) نتذكر معهم أشياء بعينها، وأنا أتذكر معكِ..
 جمعية الرفق بالإنسان!
تلك التي لايهمها شكله ولا نوعه ولا لونه، ولكنها تشعر به، وتمنحه فجأة .. وربما دون سابق معرفة كل ما يريد!
 تلك التي لا تعرف كيف تكبح جماح إحساسها .. فيفيض .. بكل السبل ..
.
 ربما بقي ذلك الأثر منذ المرة الأولى، يوم هتفت بيني وبين نفسي .. هذه فتاة تحس ...
 كان لكلماتك وقع خاص، ربما لفرط عاديتها وصدق إحساسها ..
 ماذا حدث بعد ذلك؟!
.
وجدتِ فيَّ ـ ربما ـ آخر .. لم يكن ظاهرًا للعيان، ربما أعمد إلى إخفاءه في أحيان كثيرة بين الناس، ولكنه يبدو أيضًا رغمًا عني!
 هل نهرب ممن نعرفهم؟! أولا نحبهم مثلاً؟!

 من رأوا فينا لحظات ضعفٍ أو صــدقٍ خالصة؟! فيما الآخرون .. يـرون أشياءً أخرى مختلطة .. ومختلفة

  ربما كان الأمر ليكون أيسر .. لو لم أعرفكِ أكثر .. لو لم تعرفيني أبدًا ..

 تعلمين كم نجيد الحديث مع الغرباء !
 أحد أمرين إما نتصنَّع ذلك الحديث، فنبدوا مثاليين تمامًا أو ننزع عن أنفسنا تلك الأقنعة التي الصقها الناس بنا .... فنأخذ "براحنا" ونحكي... ونفضفض ...

 كنت أتمنى أيضًا لو كانت رسالة من غربة مثلاً!
 كثيرًا ما كتبت في فترة طفولتي رسائل لأقربائي .. كم كانت مضحكة!
رسائل نحكي فيها يومنا ونبث همومًا ليست همومنا ..
كثيرًا ما سألت نفسي هل أنا خائف أم حزين؟!  أم غبي؟!
 نعم!
 ربما تكون العاطفة غباءً .. من يدري ..
ربما يكون تعاملنا مع الناس محض غباء ...
 فالناس يحبون ذلك البعيد الغامض الصامت ...
 أما إذا أتحتِ لهم نفسك وشاركتهم حياتهم فإنهم يتحولون!
.
 مرة واحدة فقط ـ ربما ـ شعرت أننا كنا سويًا  ... واحد!
 نبكي معًا ونفرح معًا ونطرب معًا وننام سويًا ...

 هناك في الميدان!
 ********
 غادة، إني أحملك مسؤولية الآن، بما إنك (كاتبة كبيرة) أريد أن أعود للكتابة الحرة !
 أتذكرين؟!
 أريد أن أعود لأجعل الكتابة ليست حملاً ولا عبئَا ولا همًا ...
 أريد أن أكتب كما يحلو لي وفي كل الأشياء التي تخطر على بالي !
 ...
 غادة أنا لم أكتب عن ريم حتى الآن!
.
 هل نعجز عن الكتابة عمَّا/من نحب .. إلى هذا الحد؟!!
.


الاثنين، 5 نوفمبر 2012

بشــويش .. نمد الإيدين!



.
لا يمكن أن تكون "الكلمات" هي كل ما نستطيع "تقديمه" على الدوام!
 حتى وإن كانت الكلمات توصِّل ـ على افتراض أنها تفعل أحيانًا ـ ولكن "كتفة" الإيدين هذه مزعجة أيضًا!
ماذا لو أن هذه الكلمات لا تستطيع أن تؤنس غريبًا في غربته، أو منعزلاً في عزلته، أو هي هناك هكذا أيًا كانت في تلك الحالة التي لا نرتضيها، أو لا نحبها، أو لا نفضلها على الدوام؟!
.
 كيف إذًا نكسر الحواجز بغير الكلمات! ونعبر لـ "نحل" مثلاً هذه الأزمات أو تلك!
.
 فكَّرت مرات، ماذا لو أرسلت لصانعي المشكلات رسالة مكتوبة بأسلوب أدبي عظيم، شرحت لهم فيها أن هذه المشكلة مشكلة، وغير إنسانية بالمرة، ولا يجب أن يكون الأمر على هذا النحو، ومن فضلك حبذا لو فعلت كذا وكذا .. المخلص فلان!
 هل ستحل المشكلة على هذا النحو اليسير؟!!
 ما أسهل الكلام؟!
.
ورسالة أخرى لمن هو في المشكلة، أن هوِّن عليك، الأمر يسير، يومًا فيومًا ستعتاد، أو أن القادم ربما يحمل لك في طياته ماهو أفضل، وأملأ الرسالة بعبارات التنمية البشرية، وأن كل ما لا يكسر ظهرك يقويه، ويفعل كذا وكذا .. المخلص فلان!
 وما إن يقرأها حتى تشرق له الشمس، ويداعب وجهه القمر ... ويشعر أن الانتصار بدا وشيكًا، وأنها ماهي إلا "بهارات" هذه الحياة المستمرة!
.
....


 في الواقع نحن لا "مشاكل" عندنا إطلاقًا، لا يوجد "مشاكل" حقيقية فعَّالة مؤثرة ذات تتابع وتسلسل، كما يحدث في الأفلام مثلاً! أو مشاكل مصيرية خطيرة كما يحدث أثناء الثورات والاعتقالات والتعذيب مثلاً، ولا مشاكل متعلقة بالأعاصير والزلازل والبراكين مثلاً ..
.
كل ما نملك أن نفعله في أغلب الأحوال .. أن نمد اليدين .. بشويش ..
سائلين(ياللي إنتا جنبي .. إنتا فين؟) 


 

السبت، 3 نوفمبر 2012

أصدقـاء القراءة .. أصدقاء الحياة


تأخرت عن كتابة هذا الموضوع كثيرًا، أو تأخَّر هو في المجيء بكامله حتى الآن!
 أود أن أكتب عن هذه التجربة الثرية الشيء الكثير، أود أن أتحدث عن أنه إذا كان "خير صديق في الزمان كتاب" كما قال الأولون، فإنه خيرًا فعل من جعل هناك أصدقاء من خلال هذا الـ "كتـاب" .. هؤلاء الأصدقاء الذين لا تجمعك بهم إلا "قراءة" و"رأي" و"أفكار" تتجاذبونها حول كتب بعينها، فتتفقون وتختلفون، وتتعدد رؤاكم ونظراتكم حول الكتاب الواحد وتدورون حول "فلكه" مرارًا بطريقة هي أكثر ما يثير إعجابي هذه الأيام ..
.
كثيرًا ما راهنت على كتابٍ ما أو رواية، أنها ستعجب الآخرين، مثلاً، لا يفاجئني الإعجاب والإشادة غالبًا، فكثيرًا ما نتفق على ماهو حسن وجميل، ولكن ما يفاجئني دومًا هو الاختلاف، والرؤى المغايرة، والنظرة المختلفة للأمر، التي تصل كثيرًا إلى حد الكراهية والهجوم على رأيٍ مخالف!
.
 إذا كانوا يقولون دومًا أن "الاختلاف في الرأي لا يفسد للود .." فإني قد لحظت أن أكثر مظان هذه العبارة تحققًا هي بين طيات الكتب وآراء الناس حولها، إذ يبقى ـ أو أفترض أن يبقى ـ احترام الرأي الآخر واضحًا أو واجبًا، لا سيما إذى كانت "التعليقات" بشكل موضوعي وواضح ..
وكان أكثر ما يزعجني دومًا هو مصادرة الرأي الآخر، واعتبار "الاختلاف" أمرًا لا مبرر له، وقد علمنا أن أصابع يدنا الواحدة غير متشابهة.. فعلينا أن نقبل ـ وبصدر رحب جدًا ـ الاختلاف في الرأي، بل ونقرأ للمخالف والمختلف معنا رأيه ونناقشه إن أردنا، كما نقرأ رأي المتفق والمعجب معنا بنفس القدر ..
.
هكذا عرفت مواقع التواصل من أجل القراءة، وهكذا أحببتها وتعاملت معها، ولم يكن يثنيني عن علاقتي بأحد القرَّاء الذين أصبحوا أصدقاء اختلافه معي في الرأي حول كتابٍ ما أو رواية ما يراها هو عظيمه وأراها أنا ليست ذات قيمة .. أو العكس .. J
.
كيف تبدأ الأمور؟!
للبدايات دومًا سحرها الخاص، ولكن هنا البداية تختلف، وتتميّز، لأنك تبدأ منذ نقطة بعيدة ـ فيما أرى ـ في "عقل" الآخر، حتى تعرفه، أو تتعرف عليه، تبدأ مما كتب، وهي تشبه إلى حدٍ ما تعرفك على كاتب جديد، قد تروقك كتابته مرة ولكنها قد لا تروقك في مراتٍ أخر، ولكنك هنا تقرأ ما يكتبه عن "كتـابٍ" مـا قد تكون قرأته مسبقًا، فتجد لما كتبه عنه صدى في نفسك، سواء بالاختلاف عمَّا وجدت في الكتاب أو الاتفاق فيه، هذا الصدى يحدث نوعًا من التقارب، الذي يترجم على هيئة رد مثلاً على التعليق، أو مناقشة فيما طرح من أفكار، وإذا لم تكن قرأت الكتاب فقد يلفت انتباهك ما كُتب عنه، أو ما يتداوله الناس من آراءٍ فيه، حتى تقرر أن تخوض تجربة قراءته بنفسك، لتكوِّن رأيًا خاصًا بك، تتفق فيه مع البعض وتختلف مع آخرين .. وهكذا ..
 تنشأ علاقات جميلة مع قرَّاء مختلفين متعددي  الجنسيات والثقافة والتوجهات بل وربما الأديان أيضًا، كل واحد منهم يضع رأيه ورؤيته حول ما يقرأ .. فينشأ بذلك تلك النوادي الجميلة للقراءة.
.
 إنها حياة جديدة ينشؤها هؤلاء الشغوفون بالقراءة والمعرفة، وبتواصلهم يكسرون ما يحيطنا من جمود ومادية كادت تقتلنا وجعلتنا نشعر لوقتٍ بعيد أننا نحيا في جزرٍ منعزلة وأننا غريبو الأطوار ما دام الكتاب رفيقنا!! هذا الدفء الخاص جدًا الذي تشعر به كلما مررت على رأي أو تعليقٍ أو مناقشة لأحدهم على كتابٍ ما قرأه فأعجبه أو لم يعجبه يجعلك تدرك أنك لست وحدك، ويجعلك ترتبط أكثر بهذا العالم وأصدقاءك الجدد فيه ..
.
 شكرًا لكل من منحنا الفرصة لنكون هنا معًا .. أفضل



 كُتب لأبجد .. صباح الأول من نوفبمر2012 

Ratings by outbrain