.. سـر اختفـاء ... "شـريف"!
(أي تشابه بين شخصيات هذا العمل وشخصيات في الواقع، هو بمحض الصدفة طبعًا، يعني معقولة يا جماعة هيبقى قصدي!!)
كان يؤكد لي أنه لا يعرف أحدًا بهذا الاسم، ويؤكد:
ـ مفيش معدين في التلفزيون إسمهم "شريف" خالص، يمكن قصدك "أشرف"؟!!
وأؤكـد له:
ـ لأ، شريف، أنا متأكد طبعًا، .. بص حضرتك، هوا مصوِّر، وكاتب.. ومعد هنا في القناة الفـ..
ـ نعم يا روح *******، روح يا ابني شوف أكل عيشك! ...
تعاطف معي واحد من العاملين في المكان، لما رآني أنتظر أمام باب غرفة الإعداد في انتظار أي أحد من المسئولين، كانت الأفكار تتضارب في رأسي، وأنوي أن أنسى أمره تمامًا، ولكني شعرت أن مزحة كبيرة في الأمر، وتعاملت معها ببرود على اعتبار أنها "كاميرا خفية" ..
ـ بص يا أستاذ، إنتا اسمك إيه؟
ـ مش مهم اسمي دلوقتي،...
ـ طيب، أنا بشتغل في التلفزيون هنا من 20 سنة، وعارف طقم المخرجين والمعدين والمصورين، اللي بييجي سنة، ولا اللي بيشتغل 3 سنين، واللي شغال أكثر من كده تمام، مفيش حد هنا اسمه (شريف عبد المجيد) اللي حضرتك بتقول عليه ده!! ..
ــ لكن "شريف" مش هيكذب عليَّا، أنا متأكد! طيب، بص هوا اسمراني كده، و ...
ـ نعم؟؟ ... أسمراني، مش تقول كده يا راجل، هوا معد واحد بس اللي أسمراني وشغال معانا من سنتين ...
(كدت أن أقاطعه، شريف يعمل منذ 15 سنة بلا انقطاع!!)
ـ ... لكن ده ما اسموش "شريف"، إنتا لازم قصدك على "جابر"، هتلاقيه قاعد هناك..
وأشار على شاب يقارب "شريف" في السن (وإن كان هذا الأمر غير معروف هذه الأيام) ... منهمكٌ في عدد من الأوراق يكتب عليها ...
قطعًا لم يكن هو، حاولت أن أفتح مجالات حوارٍ أخرى ...
ـ طب بُص، عشان بس تعرف إني مش مجنون، إنتو مش صورتو "بينالي الثفافية" أول امبارح ..
ابتسم ... وأخفض صوته قائلاً:
ـ ممم، في الحقيقة كان المفروض نصوره طبعًا، لكن للأسف، الولد المصوراتي كان عنده (أوردر) تاني مع مدام فايزة، فمقدرناش نطلع حد يصـ...
ـ نعم ؟؟!! والعربية، والناس، والمذيعة ؟!! ... لأ، بقول لك إيه، إنتو عاوزين تجننوني ؟؟ على فكرة أنا مش مداينه بحاجة، ولا عاوز منه حاجة، هوا بس اللي كان طالب مني الكـ ...
(لم يبق إلا أن أخبرهم بأمر كتابي، حتى تثبت التهمة!!) ...
ـ طيب، عمومًا حصل خير، يمكن تشابه أسماء! ..
ـ عمومًا نورت يا سيدي، ولو لاقيت "شريف" صاحبك ده ابقى سلم لي عليه ..
ابتسمت له ابتسامة صفراء، وخرجت وأنا أشعر أن الأرض تميد من تحت قدمي ..
حسنًا..
شريف لا يكذب، هذه أول فكرة يجب أن أضعها في الاعتبار، ما حدث في التلفزيون ليس إلا "حركات سخيفة" من زملاء عمله، لو لم يدر حوارنا ليلتها عن الكذب، ..لكنت قد ..
أي كذب؟!! ..
"شريف" كان يصوِّر تلك المهزلة الثقافية فعلاً (المسماة بالبينالي)، ورغم أننا كنا متضايقون جدًا إلا أنه كان موجودًا، نعم وقال عني أني (قرصـان) ... أصدقاؤنـا جميعًا كانوا هناك ..
ابتسمت وأنا أتذكر تفاصيل الحوارات التي دارت بيننا، كل شيء يؤكد أن ما حدث ليس وهمًا، تبًا لهم ... كدت أفقد صوابي ..
"غزالي" كان معي، تجمعنا بعد العصر عند مبنى "ماسبيرو" وأخذ يصدِّع رأسي بمشاريعه القادمة، وانطلقنا إلى مقر القناة في المقطم، وهناك قابلنا "شريف"، في الحقيقة لم يكن شريف وحده، كان هناك عدد من الكتاب والمصورين والصحفيين فعلاً، المصادفة وحدها هي التي جمعتنا ب"شريف" وطاقم عمله أثناء العودة، وعرض علينا أن يوصلونا بالسيارة الخاصة بالتلفزيون، ألم أقل لكم !
إنهم يهذون، كل هذه الأمور حدثت فعلاً ..
اتصلت بـ"غزالي" .. ردت عليَّ تلك الفتاة السمجة (الرقم الذي طلبته ربما يكون مغلقًا) .. عليكِ اللعنة!، والرقم الآخر لايـرد! ..
حسنًا، الأمر ليس خطيرًا، سأتأكد منه عاجلاً أو ..
الجرس يرن، يأتيني صوت"غـزالي" بعد طول انتظـار:
ـ هاه يا ابني، طمنني عملت إيه في الثقافية؟!!
ـ "غزالي" مش وقت استظراف أبوس إيدك، ما كان على يدك اللي حصـل ..
ـ آه، معلش، العربية اتعطلت كالعادة فجأة، وحسيت إني لو خدت تاكسي هتأخير عليكم و ..
ـ غزااااااااااااااالي ... والنبي مش وقت استظراف خاالص، إنتا كنت معايا، ورحنا، واتخنقنا من القعدة، واللي حصل، ورجعنا مع شريـ. . . .
ـ شرين مين يا نمس ؟؟ إنتا ظبطت بنات هناك ...
ـ شريف ... شريف ...
كان صوتي يعلو وأنا في "وسط البلد"، لم أستطع أن أتمالك أعصابي، صرخت بأعلى صوتي :
ـ شريييييييف عبد المجيييييييييييد!
ـ تيت ... تيت ... تيت ..
أغلق الخط .. هذا الـ.....
شتمته في سرِّي .. وبدأت أهدئ من نفسي! ..
الأمور واضحة جدًا، "غزالي" يستظرف، هذه طبيعته التي جُبِل عليها، وإلا فقد كان معي، وسلمنا على "شريف" معًا، و أوصلونا بالسيارة إلى ميدان عبد المنعم رياض و ..
كدت أجن ...
أخذت أتذكر الأحداث وكأنها "شريط سينمائي" يعرض عليَّ، لعنت كل أشرطة السينما والصور الفوتوغرافية، وددت أن أعود إلى المنزل مسرعًا لكي أحضر المجموعتين القصصيتين، وأبرزهم لموظف التلفزيون، وأجعله يقرأ المكتوب عليهما، أذكر أنه في إحدى المجموعتين كتب في سيرته الذاتية أنه يعمل معدًا بالتلفزيون، سيدرك حينها كم كان غبيًا في تصرفه معي، أو سيضحك ملأ شدقيه، ويقول بسخافة منقطعة النظر (نذيع ولا مانذيعش!!!) ....
وهذا السخيف الآخر، الذي أغلق الخط في وجهي!! ...
كنت قد اقتربت من بائع التمر الهندي، فطلبت منه كوبًا أهدئ به أعصابي، وترددت بين العودة إلى المنزل لجلب المجموعتين، وربما أقوم بعمل "سيرش" على جوجل، أحصل منه على صور لـ"شريف" أضعها في "عين التخين"، وبين أن أترك الأمر برمته، وأنساه، فأمر كتابي في النهاية ليس خطيرًا إلى هذا الحد ..
قادتني قدماي إلى "كونست جاليري" ...
ابتسمت وأنا أتذكر معرض "شريف" الذي أقامه هناك، والحكايات الطريفة التي حكاها لي عما حدث يوم الافتتاح، حثثت الخطى، إنهم يعرفونه هناك بكل تأكيد، وقد أحصل منهم على رقم هاتفه الذي أضعته..
شعرت براحة مفاجئة وأنا أدخل المقهى، كان وجه العامل مثلما كان قبل يومين بشوشًا، حاولت أن أبدأ معه الحوار مباشرة:
ـ مش فاكرني، كنت هنا من يومين
ـ لا مؤاخذة مش واخد بالي، تؤمر بحاجة
تنحنحت وسحبت مقعدًا وجلست في صمت تام .. ربما يكون قد نسيني، وجهي ليس من النوع المألوف أصلاً، ولكن لاشك أني إذا سألته عن "شريف" فسوف...!! .. (لن أسأله)
ـ تؤمر بحاجة حضرتك
ـ شاي!
أخذت أتذكر مرة أخرى الحوار الذي دار بيننا، وتذكرت"سمر"، والحكايات التي كانت تحكيها عن نسيان الاسم، نعم، "شريف" ليس مصابًا بالزهايمر، ولكنه ينسى أسماء بعض الناس لفترات محدودة، بدليل أنه سرد عليَّ تواريخ بعض الشخصيات الثقافية في الوسط، وذكر لي حركة انتقالهم بين الصحف والقنوات الفضائية، ... كنت أرتاح كلما تذكرت شيئًا عن "شريف" يؤكد لي أني لست واهم! .. حتى دخل ذلك الرجل ..
أعرفه تمامًا، نفس الوجه الممتلئ، وصلعة الرأس، بل بنفس القميص، لم يغيره تقريبًا، بمجرد دخوله ابتسمت له، بادلني الابتسام، حمدت الله في سري، لاشك أنه يذكرني، فقد رآني مع "ِشريف" يومها:
ـ أستاذ فايز أبو علي، أنا إبراهيم ..
ـ لامؤاخذة، حضرتك بتسأل على حد اسمه فايز ؟؟ أنا اسمي "حامد" .. أهلاً وسهلاً
ـ آ ... آ ... أهلاً بحضرتك، لامؤاخذة، ...
ـ لأ، ولايهمك! ...
لولا أني أذكر الحوار بتفاصيله، وأذكر خطأ "شريف" في نطق اسم الرجل، هل يعقل أنه يكذب عليَّ هو أيضًا؟! ...
كبرت المسألة في رأسي، قمت إلى العامل، تنحنحت وبلعت ريقي .. سألته:
ـ إنتو كنتو عملتو معرض تصوير هنا، لمصوِّر اسمه "شريف عبد المجيد" ؟؟
ـ مممممم
(كنت أتمنى أن يتوقف قليلاً، ويذكر أنه جديد في المكان، رغم أني رأيته هنا أكثر من مرة، أو يقول لي أنه سوف يسأل مدير الكافيه، أو أي شيءٍ من هذا القبيل) .. ولكنه أجاب بصرامة:
ـ شريف؟!! ..مصـوِّر؟
ـ آآه، هوا مش مصوِّر بس هوا كاتب كمان، ومعد برا..
ـ لأ، الحقيقة ماحدش عرض عندنا بالاسم ده، لكن عمومًا ..
ـ حضرتك متأكد ؟
ـ طبعًا يا فندم، دي شغـ ..
(لماذا ذكرت أمر المعرض أصلاً، لماذا جئت هنا بالأساس، قلت لأسئله عن أمر آخر):
ـ إنتو مش هنا مكتبة برضه، فيه مجموعة قصصية اسمها (خدمات مابعد البيع) عندكو ..
أجاب ببساطة أيضًا:
ـ لأ الحقيقة! بتاعة مين ؟!!
ـ ممممممممم
ـ اسم الكاتب يعني ...
ـ هاه، ..
الآن لو ذكرت له اسم "شريف" فسيعتقد أنني أنا من يلعب معه الكاميرا الخفية ..
ـ لأ، معرفش هيا تبع "ميريت" نزلت السنة اللي ...
ـ كل كتب ميريت عندنا، مفيش
تبًا لك!!، لماذا كل هذا التأكيد ...
أخذت أعبث بجهاز المحمول، وقد فار رأسي ...
ـ لأ، مش مشكلة، و ..خلاص ..مش عاوز شاي!
فايز يقول أن اسمه حامد، وعامل الكافيه لا يتذكرني ولا يعرف "شريف"أصلاً، وغزالي يقول أن سيارته تعطلت، والعاملين بالتلفزيون ينكرون وجود "شريف" أيضًا!! ..
تبًا لكل الأفلام التي شاهدتها في الفترة الأخيرة!
لوهلة قفز على ذهني (آسف للإزعاج) و (باتر فلاي إفيكت) (أثر الفراشة)..
ضجكت كثيرًا وأنا في طريقي إلى ميكروباصات "فيصل" ..
<<<<< يـُتــبـــع
(أي تشابه بين شخصيات هذا العمل وشخصيات في الواقع، هو بمحض الصدفة طبعًا، يعني معقولة يا جماعة هيبقى قصدي!!)
كان يؤكد لي أنه لا يعرف أحدًا بهذا الاسم، ويؤكد:
ـ مفيش معدين في التلفزيون إسمهم "شريف" خالص، يمكن قصدك "أشرف"؟!!
وأؤكـد له:
ـ لأ، شريف، أنا متأكد طبعًا، .. بص حضرتك، هوا مصوِّر، وكاتب.. ومعد هنا في القناة الفـ..
ـ نعم يا روح *******، روح يا ابني شوف أكل عيشك! ...
تعاطف معي واحد من العاملين في المكان، لما رآني أنتظر أمام باب غرفة الإعداد في انتظار أي أحد من المسئولين، كانت الأفكار تتضارب في رأسي، وأنوي أن أنسى أمره تمامًا، ولكني شعرت أن مزحة كبيرة في الأمر، وتعاملت معها ببرود على اعتبار أنها "كاميرا خفية" ..
ـ بص يا أستاذ، إنتا اسمك إيه؟
ـ مش مهم اسمي دلوقتي،...
ـ طيب، أنا بشتغل في التلفزيون هنا من 20 سنة، وعارف طقم المخرجين والمعدين والمصورين، اللي بييجي سنة، ولا اللي بيشتغل 3 سنين، واللي شغال أكثر من كده تمام، مفيش حد هنا اسمه (شريف عبد المجيد) اللي حضرتك بتقول عليه ده!! ..
ــ لكن "شريف" مش هيكذب عليَّا، أنا متأكد! طيب، بص هوا اسمراني كده، و ...
ـ نعم؟؟ ... أسمراني، مش تقول كده يا راجل، هوا معد واحد بس اللي أسمراني وشغال معانا من سنتين ...
(كدت أن أقاطعه، شريف يعمل منذ 15 سنة بلا انقطاع!!)
ـ ... لكن ده ما اسموش "شريف"، إنتا لازم قصدك على "جابر"، هتلاقيه قاعد هناك..
وأشار على شاب يقارب "شريف" في السن (وإن كان هذا الأمر غير معروف هذه الأيام) ... منهمكٌ في عدد من الأوراق يكتب عليها ...
قطعًا لم يكن هو، حاولت أن أفتح مجالات حوارٍ أخرى ...
ـ طب بُص، عشان بس تعرف إني مش مجنون، إنتو مش صورتو "بينالي الثفافية" أول امبارح ..
ابتسم ... وأخفض صوته قائلاً:
ـ ممم، في الحقيقة كان المفروض نصوره طبعًا، لكن للأسف، الولد المصوراتي كان عنده (أوردر) تاني مع مدام فايزة، فمقدرناش نطلع حد يصـ...
ـ نعم ؟؟!! والعربية، والناس، والمذيعة ؟!! ... لأ، بقول لك إيه، إنتو عاوزين تجننوني ؟؟ على فكرة أنا مش مداينه بحاجة، ولا عاوز منه حاجة، هوا بس اللي كان طالب مني الكـ ...
(لم يبق إلا أن أخبرهم بأمر كتابي، حتى تثبت التهمة!!) ...
ـ طيب، عمومًا حصل خير، يمكن تشابه أسماء! ..
ـ عمومًا نورت يا سيدي، ولو لاقيت "شريف" صاحبك ده ابقى سلم لي عليه ..
ابتسمت له ابتسامة صفراء، وخرجت وأنا أشعر أن الأرض تميد من تحت قدمي ..
حسنًا..
شريف لا يكذب، هذه أول فكرة يجب أن أضعها في الاعتبار، ما حدث في التلفزيون ليس إلا "حركات سخيفة" من زملاء عمله، لو لم يدر حوارنا ليلتها عن الكذب، ..لكنت قد ..
أي كذب؟!! ..
"شريف" كان يصوِّر تلك المهزلة الثقافية فعلاً (المسماة بالبينالي)، ورغم أننا كنا متضايقون جدًا إلا أنه كان موجودًا، نعم وقال عني أني (قرصـان) ... أصدقاؤنـا جميعًا كانوا هناك ..
ابتسمت وأنا أتذكر تفاصيل الحوارات التي دارت بيننا، كل شيء يؤكد أن ما حدث ليس وهمًا، تبًا لهم ... كدت أفقد صوابي ..
"غزالي" كان معي، تجمعنا بعد العصر عند مبنى "ماسبيرو" وأخذ يصدِّع رأسي بمشاريعه القادمة، وانطلقنا إلى مقر القناة في المقطم، وهناك قابلنا "شريف"، في الحقيقة لم يكن شريف وحده، كان هناك عدد من الكتاب والمصورين والصحفيين فعلاً، المصادفة وحدها هي التي جمعتنا ب"شريف" وطاقم عمله أثناء العودة، وعرض علينا أن يوصلونا بالسيارة الخاصة بالتلفزيون، ألم أقل لكم !
إنهم يهذون، كل هذه الأمور حدثت فعلاً ..
اتصلت بـ"غزالي" .. ردت عليَّ تلك الفتاة السمجة (الرقم الذي طلبته ربما يكون مغلقًا) .. عليكِ اللعنة!، والرقم الآخر لايـرد! ..
حسنًا، الأمر ليس خطيرًا، سأتأكد منه عاجلاً أو ..
الجرس يرن، يأتيني صوت"غـزالي" بعد طول انتظـار:
ـ هاه يا ابني، طمنني عملت إيه في الثقافية؟!!
ـ "غزالي" مش وقت استظراف أبوس إيدك، ما كان على يدك اللي حصـل ..
ـ آه، معلش، العربية اتعطلت كالعادة فجأة، وحسيت إني لو خدت تاكسي هتأخير عليكم و ..
ـ غزااااااااااااااالي ... والنبي مش وقت استظراف خاالص، إنتا كنت معايا، ورحنا، واتخنقنا من القعدة، واللي حصل، ورجعنا مع شريـ. . . .
ـ شرين مين يا نمس ؟؟ إنتا ظبطت بنات هناك ...
ـ شريف ... شريف ...
كان صوتي يعلو وأنا في "وسط البلد"، لم أستطع أن أتمالك أعصابي، صرخت بأعلى صوتي :
ـ شريييييييف عبد المجيييييييييييد!
ـ تيت ... تيت ... تيت ..
أغلق الخط .. هذا الـ.....
شتمته في سرِّي .. وبدأت أهدئ من نفسي! ..
الأمور واضحة جدًا، "غزالي" يستظرف، هذه طبيعته التي جُبِل عليها، وإلا فقد كان معي، وسلمنا على "شريف" معًا، و أوصلونا بالسيارة إلى ميدان عبد المنعم رياض و ..
كدت أجن ...
أخذت أتذكر الأحداث وكأنها "شريط سينمائي" يعرض عليَّ، لعنت كل أشرطة السينما والصور الفوتوغرافية، وددت أن أعود إلى المنزل مسرعًا لكي أحضر المجموعتين القصصيتين، وأبرزهم لموظف التلفزيون، وأجعله يقرأ المكتوب عليهما، أذكر أنه في إحدى المجموعتين كتب في سيرته الذاتية أنه يعمل معدًا بالتلفزيون، سيدرك حينها كم كان غبيًا في تصرفه معي، أو سيضحك ملأ شدقيه، ويقول بسخافة منقطعة النظر (نذيع ولا مانذيعش!!!) ....
وهذا السخيف الآخر، الذي أغلق الخط في وجهي!! ...
كنت قد اقتربت من بائع التمر الهندي، فطلبت منه كوبًا أهدئ به أعصابي، وترددت بين العودة إلى المنزل لجلب المجموعتين، وربما أقوم بعمل "سيرش" على جوجل، أحصل منه على صور لـ"شريف" أضعها في "عين التخين"، وبين أن أترك الأمر برمته، وأنساه، فأمر كتابي في النهاية ليس خطيرًا إلى هذا الحد ..
قادتني قدماي إلى "كونست جاليري" ...
ابتسمت وأنا أتذكر معرض "شريف" الذي أقامه هناك، والحكايات الطريفة التي حكاها لي عما حدث يوم الافتتاح، حثثت الخطى، إنهم يعرفونه هناك بكل تأكيد، وقد أحصل منهم على رقم هاتفه الذي أضعته..
شعرت براحة مفاجئة وأنا أدخل المقهى، كان وجه العامل مثلما كان قبل يومين بشوشًا، حاولت أن أبدأ معه الحوار مباشرة:
ـ مش فاكرني، كنت هنا من يومين
ـ لا مؤاخذة مش واخد بالي، تؤمر بحاجة
تنحنحت وسحبت مقعدًا وجلست في صمت تام .. ربما يكون قد نسيني، وجهي ليس من النوع المألوف أصلاً، ولكن لاشك أني إذا سألته عن "شريف" فسوف...!! .. (لن أسأله)
ـ تؤمر بحاجة حضرتك
ـ شاي!
أخذت أتذكر مرة أخرى الحوار الذي دار بيننا، وتذكرت"سمر"، والحكايات التي كانت تحكيها عن نسيان الاسم، نعم، "شريف" ليس مصابًا بالزهايمر، ولكنه ينسى أسماء بعض الناس لفترات محدودة، بدليل أنه سرد عليَّ تواريخ بعض الشخصيات الثقافية في الوسط، وذكر لي حركة انتقالهم بين الصحف والقنوات الفضائية، ... كنت أرتاح كلما تذكرت شيئًا عن "شريف" يؤكد لي أني لست واهم! .. حتى دخل ذلك الرجل ..
أعرفه تمامًا، نفس الوجه الممتلئ، وصلعة الرأس، بل بنفس القميص، لم يغيره تقريبًا، بمجرد دخوله ابتسمت له، بادلني الابتسام، حمدت الله في سري، لاشك أنه يذكرني، فقد رآني مع "ِشريف" يومها:
ـ أستاذ فايز أبو علي، أنا إبراهيم ..
ـ لامؤاخذة، حضرتك بتسأل على حد اسمه فايز ؟؟ أنا اسمي "حامد" .. أهلاً وسهلاً
ـ آ ... آ ... أهلاً بحضرتك، لامؤاخذة، ...
ـ لأ، ولايهمك! ...
لولا أني أذكر الحوار بتفاصيله، وأذكر خطأ "شريف" في نطق اسم الرجل، هل يعقل أنه يكذب عليَّ هو أيضًا؟! ...
كبرت المسألة في رأسي، قمت إلى العامل، تنحنحت وبلعت ريقي .. سألته:
ـ إنتو كنتو عملتو معرض تصوير هنا، لمصوِّر اسمه "شريف عبد المجيد" ؟؟
ـ مممممم
(كنت أتمنى أن يتوقف قليلاً، ويذكر أنه جديد في المكان، رغم أني رأيته هنا أكثر من مرة، أو يقول لي أنه سوف يسأل مدير الكافيه، أو أي شيءٍ من هذا القبيل) .. ولكنه أجاب بصرامة:
ـ شريف؟!! ..مصـوِّر؟
ـ آآه، هوا مش مصوِّر بس هوا كاتب كمان، ومعد برا..
ـ لأ، الحقيقة ماحدش عرض عندنا بالاسم ده، لكن عمومًا ..
ـ حضرتك متأكد ؟
ـ طبعًا يا فندم، دي شغـ ..
(لماذا ذكرت أمر المعرض أصلاً، لماذا جئت هنا بالأساس، قلت لأسئله عن أمر آخر):
ـ إنتو مش هنا مكتبة برضه، فيه مجموعة قصصية اسمها (خدمات مابعد البيع) عندكو ..
أجاب ببساطة أيضًا:
ـ لأ الحقيقة! بتاعة مين ؟!!
ـ ممممممممم
ـ اسم الكاتب يعني ...
ـ هاه، ..
الآن لو ذكرت له اسم "شريف" فسيعتقد أنني أنا من يلعب معه الكاميرا الخفية ..
ـ لأ، معرفش هيا تبع "ميريت" نزلت السنة اللي ...
ـ كل كتب ميريت عندنا، مفيش
تبًا لك!!، لماذا كل هذا التأكيد ...
أخذت أعبث بجهاز المحمول، وقد فار رأسي ...
ـ لأ، مش مشكلة، و ..خلاص ..مش عاوز شاي!
فايز يقول أن اسمه حامد، وعامل الكافيه لا يتذكرني ولا يعرف "شريف"أصلاً، وغزالي يقول أن سيارته تعطلت، والعاملين بالتلفزيون ينكرون وجود "شريف" أيضًا!! ..
تبًا لكل الأفلام التي شاهدتها في الفترة الأخيرة!
لوهلة قفز على ذهني (آسف للإزعاج) و (باتر فلاي إفيكت) (أثر الفراشة)..
ضجكت كثيرًا وأنا في طريقي إلى ميكروباصات "فيصل" ..
<<<<< يـُتــبـــع
حلو يا ابراهيم...اما نشوف ايه اخرتها D:
ردحذففي انتظار الباقي ....
بس رجاء خاص جدا ...
كبر الخط شوية ارجووووووووك
نـضـال
شكرًا لكِ .. يا نضـَــال ...
ردحذفيبدو لي أن أحــدًا غيـرك .. لم يعد يمر من هنـا، لذا لم أهتم بتكبيـر الخط! ...
اعذريني ...
وترقبي البقية :)
أنا بس حبيت أسجل حضووور
ردحذفعشان تعرف إني دايما هنا بس بصمت
الحقيقه بكسل أكتب ...
بس إختفاااااااء شريف الي أثار فضووولي ...عاايزه أعرف حصل له إيه ؟؟
ما تتأخرش علينا ...
وحاول تفضي جدولك بكره لأستقبال أوباما .....ههههههههه
إيمي
أنا بس حبيت أسجل حضووور
ردحذفعشان تعرف إني دايما هنا بس بصمت
الحقيقه بكسل أكتب ...
بس إختفاااااااء شريف الي أثار فضووولي ...عاايزه أعرف حصل له إيه ؟؟
ما تتأخرش علينا ...
وحاول تفضي جدولك بكره لأستقبال أوباما .....ههههههههه
إيمي
هههههههههههههههه
ردحذفجامده ياهيما
كمل ياجدع مستني اعرف ايه الحوار
وكبر الخط شويه ياعم
انا عجزت خلاص يابني
سلامووووووووووووز
إيمو، منوراااااااااني ، لاااازم والنبي تعرفيني كل مرة كده، الحخوار هيكمل قريب أهه
ردحذفوأوبـاما ادانا أجازة انهاردة، وكدرني :)
_________________
سووو حبيبي، كويس قوووي إنها عجبتك، تابع معنــا
كبرنــا الخط يا باشا، أي خدعة