بدون سجادة حمراء، وبدون نجوم كبار و جوائز وتكريمات مزيفة (أو حقيقية) ، وبدون تلميعات إعلامية وضجة وضجيج، شهدت القاهرة على مدار 3 أيام متصل أهم وأصدق مهرجان (في نظري) للسينما المستقلة .. السينما ..(اللي بـجد) .. ، أتحدث عن الدورة الثانية مهرجان القاهرة للأفلام المستقلة الذي استطاع هذا العام أن يكون "عالميًا" بحق، وأرى أنه من واجبي أن أشكر هنا فريق (حـالة) القائمين على إعـداد وتنظيم هذا المهرجان الممتع، وعلى رأسهم المايسترو الجميـل "محمد عبد الفتاح" (كالابالا) وكل فريق العمل ...
فكرة المهرجان بدأت منذ 3 أعوام، واستطاع أن يلفت أنظار العديد من وسائل الإعلام، وربما لهذا السبب تمكنت السلطات الخفية من تعطيله في العام الماضي، وحاولوا أن يعطلوه هذا العام أيضًا ، فتأجل مرتين وتغير مكان العرض، إلا أنه مع الإصرار والمثابرة تم بفضل الله وبجهود هذا الفريق الجميل ...
وعلى الرغم من أني لم أتابع أفلام المهرجان كلها، إلا أن الأفلام التي شاهدتها كانت مؤثرةً وجميلة، سواء اختلفت أو اتفقت مع صانعيها، وتركت في كل الأحوال أثرًا جميلاً، وأملاً في غدِ أفضل ( والكلام الكبير إياه ده) ...
بدءًا بفيلم الافتتاح الجميل جدًا للمخرج العبقري (إبراهيم البطوط) "عين شمس" والذي نجح حقًا في صنع "توليفة" ذكية لفيلم روائي قصير ممتع وهادف ،، لا أحب أبدًا أن أتكلم عنه أو حتى أنتقده، لأني خرجت سعيدًا جدًا به على الرغم من كل الألم والمرار، ولكن ذكاء الإخراج وجمالية القصة والحبكة والتصوير وبراعة الممثلين وبساطة الأدوار جعلتني أقف أمامه إجلالاً !! ... من العراق إلى مصر ومن مشاكل البسطاء إلى رفاهية الأغنياء ومن تشابك كل هذا إلى فساد السلطة والسياسة ،،،،، إلى مصر كما هي وكما نريد ألا تكون ....
فيلم حقًا كان رائعًا ...
وللبطوط موقع شخصي، وهناك على اليوتيوب إعلان (حلو) للفيلم، وهناك عدد من المتابعات الصحفية والمقالات عنه، ربما تجدونها في أماكنها ...
من الأفلام التي لا تنسى كذلك (راندا) لمروة غازي، وهو فيلم "تسجيلي" يروي طرفًا من قصة المصورة المصرية الفلسطينية (راندا شعث) ...
وكذلك فيلم (جـلابية وجزمة) الذي يحكي قصة أحد العاملين في "ساقية الصاوي" واسمه (بكري)، كان أجمل ما في الفيلم ردود أفعال الرجل حول ما يدور من حوله من غناء ورقص، وتعامل الأولاد مع البنات، ورأيه في (أم كلثوم) التي يحبها ولا يرى أن حرامًا لأنه يسمعها منذ كان في الرابعة عشر من عمره، ونظرته للطبقة الراقية التي يراها طبقة "وسخة" (لامؤاخذة) وتصميمه على ارتداء الـ"جلابية والجزمة" في بلده، في حين أنه يلبس في عمله بمصر "قميص وبنطلون" ، الأفلام التي تصور هؤلاء البسطاء غالبُا ما تكون رائعة حقًا، تذكرت على الفور فيلم الرائعة (أمل فوزي )" أرزاق" الذي عرض في مهرجان سينما المرأة تقريبًا ، والذي كان يتحدث عن أحلام البسطاء ورضاهم بواقعهم و "رزقهم"
وعلى الرغم من اختلاف وجهة نظرنا حول فيلم الختام " سلطـة بلدي" للمخردجة نادية كمال، وملاحظتنا (ولو متأخرًا) أنه يدعو وبصلافة للتطبيع مع إسرائيل، من خلال قصة تبدو مسلية أو "مضحكة" لمرأة عجوز ذات أصول يهودية، ولكنها تنصرت ثم أسلمت وتجوز مسلمًا، ولها أقارب في إيطاليا ، وإسرائيل، وتتركز الأحداث بعد استعرض سيرتها حول رغبتها في السفر إلى "تل أبيب" ، لأنها تود أن تلتقي بأقاربها بعد 50 عامًا من الانقطاع (هي عمر القضية) وتنتقل المخرجة معها إليهم لنكتشف كم هم "طيبون" وإنسانيون " !! لقي الفيلم ردود أفعال واسعة لم أكن أعلم عنها شيئًا قبل مشاهدته ، ولكني وجدت طارق الشناوي يضعه "بين قوسين" ويرى أنه يمثل حالة خاصة للمخرجة "نادية كمال" ( لأن تلك المرأة هي أمها) في حين يهاجمه محمد الروبي في البديل بضرواة ويراه يفتح باباً واسعًا للتطبيع مع الكيان الصهيوني !!
وكالعادة ، فإن الحلو ما يكملش ، فاتني في أيام المهرجان الثلاثة عددًا من الأفلام، عثرت على بعضهم، ووضعته في مدونتي الأخرى عن السينما (كلام سيما)، واستعوضت الله في الآخرين، لعل أبرزهم : الحب في زمن الكولة لأحمد العايدي و "عين السمكة لأحمد خـالد"
هناك 9 تعليقات:
السلام علكيم**
الصاحه انا اول و مره ازور المدونه الرائعه دي و ان شاء الله مش هتكون الأخيره
الموضوع جميل جدا و كلامات خلابه و رائعه
اتنمي تقبل مرووري
و كل عام انتم بخير ********* و اتمني زيارتك الي مدونتي المتواضعه
علفكرا انا جديد في عالم التدوين
و ان شائ اله هكون عند حسن حظكم***
مهرجان الأفلام المستقلة مظلوم فى الدعاية وحاولنا وعدد كبير من الأصدقاء الترويج له على الفيس بووك وحققنا دعاية مش بطالة لكن المهرجان يستحق أكبر منها بكتير ..
وتحية خاصة لمبدعي "عين شمس" ..
وكل سنة وانت طيب وكل الأمنيات اللى يتمناها قلبك متحققة يا رب ..
احمد ربنا أنا فاتتني الأيام كلها
كل سنة وانت طيب وعقبال عشروميت سنة
معلش جاية متأخرة
(`'·.¸ (`'·.¸*¤* ¸.·'´) ¸.·'´)
♥*** happy feast ***♥
(¸.·'´ (¸.·'´*¤* `'·.¸) `'·.¸)
كل عام وانتم بخير
الله ينور
يعني هو انا كنت عامل حاجه كده صغيره و هيشرفني
زيارتكم الكريمه
و ارائكم
بجد
balckrain.blogspot.com
مش كفايه كده؟
عد لقواعدك سالما
فى انتظارك
كان نفسي احضر والله المهرجان ده
يلا ماليش حظ احضر اي مهرجان :(
وفيلم عييين شمس دا مش ناويين يعرضوه في مكان تاني ؟
ولا هيقضوها مهرجانات ؟؟
عموما لوهيتعرض تاني ابقى قوللى
بس طبعا مش في الامتحانات !!
زمان يا هيما المهرجان ده كان بيبقى متنفس بالنسبة لى ونا فى الجامعة كنا مجموعة تبعتنا رئيسة قسمنا قسم الاعلام للاستاذ رفيق الصبان شخصيا وده كان فى اوائل التسعينات عشان نعمل كارنيهات خاصة بالمهرجان وكنا حريصين على حضوره كل سنة لحد ما اتخرجنا واتفرقنا اللى راح فى جريدة واللى اشتغل اذاعة واللى اشتغل تلفزيون ومن يومها مدخلتش مقر المهرجان بتابعه من بعيد لبعيد واضح اننا عجزنا وفقدنا حماسة الشباب من بدرى جدا000المهم جميل انك متابع بالقرب ده
إرسال تعليق