لم أبد لها فيلاً إلا قليلاً .. ولكني كنت صادقًا معها، كما أفعل معكم، وأحببت بعد ذلك أن أسركم بالأمر !
يختلف وصول الإنسان إلى البحر عن وصول غيره، ويختلف تبعًا له تلقي البحر له، أترون تلقي البحر للريش كمثل تلقيه لإنسان جاءه بغرض بث الشكاوى والأسرار، مع الأول يفيض البحر ويلتحم، ومع الأخر يصخب ويضطرب !!
أحببت سكون البحر وحاولت أن أسعى إليه هادئًا!
طمأنتني وقالت لي: ولن ينفد ماء البحر حتى تنقضي كلماتك . . . فأعددت ريشا كثيرا . . .كطائر ...
ستظل الكلمات مرهونة باحتمالات بقائي، أو بقاء "ريشي" الذي سأحضره، أأجمع طيور العالم من حولي إليه؟!!
حسنًا ...إذًا، يقولون أن الأمور تظل خيالية تمامًا حتى يتعارف الناس على حقيقتها، ويؤكدون ذلك بدروسٍ فيما تواضع الناس على تسميته من الجمادات والأشياء، وما يتناقلونه بينهم من أنباء أمم سابقة، كل ما غاب عن أعينهم ... يظل في بادئ الأمر خيالاً محضًا وربما بدأ من هلوسات رجلٍ أو امرأة قائمين بينهم، وما إن تتوارثه الأجيال حتى يغدو حقيقة توازي قرص الشمس حجمًا وأهمية!! ...
....
من موقعي هذا سأجعلكم "ناسي" الذين يتعارفون على أن ما حدث هو حقيقة لا مراء فيها، لا من واقع أني صادقٌ بينكم أمين، ولكن من طبيعة أنكم نجومي الأليفة التي آآنس إليها كلما داهمني أمر، لن أقسم بين يدكم بأيمانٍ مغلظـة .. فقط ..اجعلونا نتابع بعيدًا عن الضوضاء!
لصنع ريشةٍ كبيرة قوية وخفيفة يلزمك عدة وعتادًا، وأنت تعرف ذلك تمامًا وتقدِّر له قدره، فتسير وفقًا لخطة رسمتها بعقلك الباطن مستحضرًا ريش العديد من الطيور ...
ما تأتي به لن يعدو أن يكون عمودًا طويلاً خفيفًا، يفترض أن يكون مفرَّغًا كالقصب وعددًا لا نهائيًا من الشراشيب الملتصقة، ستصحو أحد أيام الصيف الحارة، وقد أٌنهكت تمامًا من إعداده كم يعد سفينة نوح! .. وتأخذ طريقك إلى البحر !