سنغنّي ولو لم يبق في الإناء إلا
قطرة!
ألملم نفسي لكي أكتب، فلا أجدني!
ولكني أتذكّر ذلك المشهد، وأراهن
أنكِ لم تفكري فيه ..
"التخزين"
تلك اللحظات الماضية التي لن تعود،
ألا يحسن بنا في مراّتٍ قادمة، أن نحسن "تخزينها" حتى نتمكّن في يومٍ ما
من استعادتها .. كما كانت .. وربما أحسن!
ستخبريني بابتسامتك الهادئة أن ذلك
"مستحيل" وسأذكرك أن كثيرًا من "المستحيلات" مؤخرًا قد حصل،
وأن المسافة بين الواقع والخيال هي ما نشعر به نحن، لا مايفرضه علينا الآخرون،
ولكنكِ لن تقبلي بالتخزين مرة أخرى، وستفكرين بطريقةٍ سلبية أيضًا، وستقولين أن بعض
الأشياء ربما يفسدها التخزين، ويصعب بعد ذلك استعادتها، سأقول لكِ ولكنها تبقى،
يبقى منها شكلٌ أثرٌ هيكل، ستزعمين أن كل ذلك سيزول .. سأدور حولكٍ مرارًا .. زاعمًا
أني سأغنّي ولو لم يبق في الإناء إلا قطرة .. وستتبخّر القطرة .. وأظل مستمسكًًا
بالإناء!
.
ماجاء في الإناء الفارغ بعد امتلاء!
.
اكتبي أنتِ عن الإناء، واكتبي عن قطرات المطر!
اكتبي أنتِ عن هذا العبث الذي نلملم أجزاءه
فيتبعثر، اكتبي عن مشاعرنا الطيّبة التي تتجمّد فلا هي بقيت للناس ولاشعر بها أحد!
اكتبي عن الامتلاء في الحضور
ولاتملي فالملل لا يتسرّب إلا للقلوب الضيقة!