صبااااااح القشــــطـــــــــة ( بصفتـها الأكثر بياضًا في أكثر الأحيان ! ) ... أعرف أن بعض المتابعين، والمهتمين ينتظرون عنوانًا آخـر ، ولكني آآثـرت أن أقدم هـــذا ، هنا .. والآن :) ا
بعد موضوعي السابقين عن الشــعــر1 ،2 ، قررت أن أتحـدث عن ...الروايـــة
.
أول احتكاك رسمي لي بين النوعين الأدبيين، لم يكن فقط يوم زعم د.جابر عصفور (أو غيره ) بأنا في زمن الرواية ، ولا يوم ذكر د. طه وادي أن (القصة ديوان العرب) ... ولكن الاحتكاك الحقيقي، والتحدي الأجمل ، عندما قرر الشاعر أن يتخلى عن أوزانه وقوافيه، ويكتب رواية .. هي روايته الأولى ، وهي التي عرفت العالم به روائيًا ، وإن اختلفوا طويلاً بعد ذلك ...
يسرني أن أبدًا على هذا النحو .. بـمحمد حسن علوان .. عندما كتبت عن روايته (سقف الكفاية) ، حيث العلاقة الملتبسة حينما يختار الشاعر أن يكون ظهوره الأبرز من خلال الرواية، وهذا ليس فقط تمييزًا للجنس الأدبي ولا الرغبة في ارتياد منطقة أخرى (في الكتابة) ولكنه ـ فيما أرى ـ إيمانًا منه بأن ما تؤديه "حـالة" الـ (روايـة) أبلغ بكثييير ، وأقدر على التوصيل من مجرد "قصيدة" .. .... فذكرت ...
(( قد تستطيع قصيدة واحدة أن تسلب لبك، وتجعلك تتوحد معها شعوريًا بالكامل، بل وقد تشاهد على خشبة المسرح أداءً رائعًا لأحد مشاهد المأساة (الكلاسيكية بصفة خاصة) فتستدر منك الدمع، أو تصل بك إلى حالة من التوحد، تجعلك منبهرًا بها وأسيرًا لتلك الحالة الخاصة جدًا التي خرجت بها منها، ولكن أن يفعل ذلك كله فيك رواية أنت تقرأ حروفها، فإن هذا ـ في رأيي ـ كثير، كثيرٌ جدًا.. فرق بين أن تتوحد مع قصيدة، لا تستغرق مدة قراءتها الساعة بحال من الأحوال، وأن تتوحد مع نص روائي مكتوب يستغرقك بتفاصيله لمدة ثلاث ساعات ـ مثلاً ـ بل وتجدك غارقًا في تفاصيله، حتى لتخالك تعيش كل كلمة ينطقها السارد/ البطل هنا.. وتعيش معه كل آلامه، وأحزانه..)) من مقال عن الرواية
.
.
.
و أقول هنا، أمـا الرواية فهي الجنس الأدبي الذي لايصبر عليه إلا الراسخون في القراءة، وإن ظل الأمر مرتبطًا بشكل أو بآخر بالتجارب الشخصية ، إلا أني أرى أن الجميع يتذوق الشعر ، والكثيرون ـ ربماـ يقرؤونه.. ولكن الأقل يتابعون النثر، ويقرؤون الروايـة . . . .
..
.
والروايات أنواع منها الروايات الممتعة، الجذابة، التي تأخذك إلى عالم سحري جميل، تتمناه، حتى مع كل ما فيه من مآسٍ أو أحزان أو أشجان ... تشعـر معها بأن الحزن هو الإنسان ، وفي الأعم الأغلب لا توجد رواية بدون حزن .. واحد أو أكثر ! ....
روايات أخرى تكون جيدة، وفيها أفكار لا بأس بها ، لكنها ليست ممعتة بالقدر الكافي ، تقرأها رغبة في الوصول إلى نهايتها ، ربما تستعجل تلك النهاية ، ربما أيضًا تمل منها .. قبل النهاية بقليل ! ...
روايات تجعلك تقرأها ، حتى ولو على شاشة الكمبيوتر (المملة بطبعها) ، وروايات أخرى تـ(قرف) منها بسرعة ، والأسباب هنا متعددة ، ربما لطريقة السرد المملة ، واتكاء الكاتب /الرواي على "تيمة" واحدة يكررها باستمرار، أو توقف الحدث عند نفطة معينة ! ، أو تصوير مشاهد بشعة بأسلوب سردي سيء .... (مثلاً) . .
. . . .
روايات تقرأها مـرة وحدة ، فتعشقها ، لا تتخلى عنها ، تشعر معها بألف شدية ، تقرأها ألف مـرة ( هكذا يخيل إليك) بعد ذلك ... ، روايات تسحرك بحق ! ، وتظل تدور حولها ( كما قلت عن سقف الكفاية مثلاً ) تظل تحدث كل من تعرفه عنها ، وكأنها حبيبتك .. لا تتخلى عنها أبدًا .. . ..
روايات أخرى، وإن كانت جيدة لا تقرأها إلا مـرة واحدة ، عرفتها ، وعشت حالتها ، لا ثراء في لغتها أو تصاويرها يجبرك على استعادتها مـرة أخرى . . .
.
.
في السابق كنت أعتقد أن الرواية ليست إلا "حكاية" بمجرد أن تفض سرها وتقرأها وتعرفها ، لا تحتاج أن تعود إليها مـرة أخرى ، كنت أستعير أكثر مما أشتري ! ، روايات أخرى علمتني أني يجب أن أقتنيها، مثلاً يوم أن قالوا لي ( اشتر الحب في المنفى ولن تخسر ... )كانت من أجمل الروايات التي لا زلت أتخيلني بطلها الذي لم يسمه ...
.
مع الرواية نعيش عالم خيالي بأحلام وآمال أبطاله وخيالاتهم، لحظـة بلحظة ، نبكي لبكائهم ـ في الروايات الصادقة الناجحة قطعًا ـ ونفرح لفرحهم ، وتهزنا لحظات شجنهم ، وحنينهم ، وكأننا نعيش حياة أخرى متخيلة ، وكم نحن مغرمون بشيء كهذا ... دااائمًـــا .. . .
حياة أخرى . . في صفحـات رواية !
جــــديـــــرٌ بالذكــــر ـ في هذا الصدد ـ أن مدونتي تحمل عددًا من الروايات أحببتها كثيرًا، وإن اختلفت مضامينها
ربما نتحدث أكـــثـــــر فيما بعد :) ا
بعد موضوعي السابقين عن الشــعــر1 ،2 ، قررت أن أتحـدث عن ...الروايـــة
.
أول احتكاك رسمي لي بين النوعين الأدبيين، لم يكن فقط يوم زعم د.جابر عصفور (أو غيره ) بأنا في زمن الرواية ، ولا يوم ذكر د. طه وادي أن (القصة ديوان العرب) ... ولكن الاحتكاك الحقيقي، والتحدي الأجمل ، عندما قرر الشاعر أن يتخلى عن أوزانه وقوافيه، ويكتب رواية .. هي روايته الأولى ، وهي التي عرفت العالم به روائيًا ، وإن اختلفوا طويلاً بعد ذلك ...
يسرني أن أبدًا على هذا النحو .. بـمحمد حسن علوان .. عندما كتبت عن روايته (سقف الكفاية) ، حيث العلاقة الملتبسة حينما يختار الشاعر أن يكون ظهوره الأبرز من خلال الرواية، وهذا ليس فقط تمييزًا للجنس الأدبي ولا الرغبة في ارتياد منطقة أخرى (في الكتابة) ولكنه ـ فيما أرى ـ إيمانًا منه بأن ما تؤديه "حـالة" الـ (روايـة) أبلغ بكثييير ، وأقدر على التوصيل من مجرد "قصيدة" .. .... فذكرت ...
(( قد تستطيع قصيدة واحدة أن تسلب لبك، وتجعلك تتوحد معها شعوريًا بالكامل، بل وقد تشاهد على خشبة المسرح أداءً رائعًا لأحد مشاهد المأساة (الكلاسيكية بصفة خاصة) فتستدر منك الدمع، أو تصل بك إلى حالة من التوحد، تجعلك منبهرًا بها وأسيرًا لتلك الحالة الخاصة جدًا التي خرجت بها منها، ولكن أن يفعل ذلك كله فيك رواية أنت تقرأ حروفها، فإن هذا ـ في رأيي ـ كثير، كثيرٌ جدًا.. فرق بين أن تتوحد مع قصيدة، لا تستغرق مدة قراءتها الساعة بحال من الأحوال، وأن تتوحد مع نص روائي مكتوب يستغرقك بتفاصيله لمدة ثلاث ساعات ـ مثلاً ـ بل وتجدك غارقًا في تفاصيله، حتى لتخالك تعيش كل كلمة ينطقها السارد/ البطل هنا.. وتعيش معه كل آلامه، وأحزانه..)) من مقال عن الرواية
.
.
.
و أقول هنا، أمـا الرواية فهي الجنس الأدبي الذي لايصبر عليه إلا الراسخون في القراءة، وإن ظل الأمر مرتبطًا بشكل أو بآخر بالتجارب الشخصية ، إلا أني أرى أن الجميع يتذوق الشعر ، والكثيرون ـ ربماـ يقرؤونه.. ولكن الأقل يتابعون النثر، ويقرؤون الروايـة . . . .
..
.
والروايات أنواع منها الروايات الممتعة، الجذابة، التي تأخذك إلى عالم سحري جميل، تتمناه، حتى مع كل ما فيه من مآسٍ أو أحزان أو أشجان ... تشعـر معها بأن الحزن هو الإنسان ، وفي الأعم الأغلب لا توجد رواية بدون حزن .. واحد أو أكثر ! ....
روايات أخرى تكون جيدة، وفيها أفكار لا بأس بها ، لكنها ليست ممعتة بالقدر الكافي ، تقرأها رغبة في الوصول إلى نهايتها ، ربما تستعجل تلك النهاية ، ربما أيضًا تمل منها .. قبل النهاية بقليل ! ...
روايات تجعلك تقرأها ، حتى ولو على شاشة الكمبيوتر (المملة بطبعها) ، وروايات أخرى تـ(قرف) منها بسرعة ، والأسباب هنا متعددة ، ربما لطريقة السرد المملة ، واتكاء الكاتب /الرواي على "تيمة" واحدة يكررها باستمرار، أو توقف الحدث عند نفطة معينة ! ، أو تصوير مشاهد بشعة بأسلوب سردي سيء .... (مثلاً) . .
. . . .
روايات تقرأها مـرة وحدة ، فتعشقها ، لا تتخلى عنها ، تشعر معها بألف شدية ، تقرأها ألف مـرة ( هكذا يخيل إليك) بعد ذلك ... ، روايات تسحرك بحق ! ، وتظل تدور حولها ( كما قلت عن سقف الكفاية مثلاً ) تظل تحدث كل من تعرفه عنها ، وكأنها حبيبتك .. لا تتخلى عنها أبدًا .. . ..
روايات أخرى، وإن كانت جيدة لا تقرأها إلا مـرة واحدة ، عرفتها ، وعشت حالتها ، لا ثراء في لغتها أو تصاويرها يجبرك على استعادتها مـرة أخرى . . .
.
.
في السابق كنت أعتقد أن الرواية ليست إلا "حكاية" بمجرد أن تفض سرها وتقرأها وتعرفها ، لا تحتاج أن تعود إليها مـرة أخرى ، كنت أستعير أكثر مما أشتري ! ، روايات أخرى علمتني أني يجب أن أقتنيها، مثلاً يوم أن قالوا لي ( اشتر الحب في المنفى ولن تخسر ... )كانت من أجمل الروايات التي لا زلت أتخيلني بطلها الذي لم يسمه ...
.
مع الرواية نعيش عالم خيالي بأحلام وآمال أبطاله وخيالاتهم، لحظـة بلحظة ، نبكي لبكائهم ـ في الروايات الصادقة الناجحة قطعًا ـ ونفرح لفرحهم ، وتهزنا لحظات شجنهم ، وحنينهم ، وكأننا نعيش حياة أخرى متخيلة ، وكم نحن مغرمون بشيء كهذا ... دااائمًـــا .. . .
حياة أخرى . . في صفحـات رواية !
جــــديـــــرٌ بالذكــــر ـ في هذا الصدد ـ أن مدونتي تحمل عددًا من الروايات أحببتها كثيرًا، وإن اختلفت مضامينها
ربما نتحدث أكـــثـــــر فيما بعد :) ا