قد تمضي الأيام وأنساك، وقد تتوقف وأهواك، وقد أنسى ولا تمضي، وأهواك بغير توقف! .
في الغالب نتواطأ على التورط .. فنغدو منقادين لما تواطأنا عليه! .. وفي العادة يكون تواطؤنا هذا بمحض إرادتنا إلا أن انقيادنا يكون أمرًا مسلمًا به و .. غير مشروط!
هكذا ... كلمـا فتحت عينك ذات صباح أدركت أنك في يوم جديد، وكلما أويت إلى فراشـك ـ مهما أخذ بك التعب مأخذه ـ فلاشك أنـك نائم!
نضحك بملء أشداقنا كأن كل الأمور لا تعنينا، لنفاجئ ذات مرة بـ (كـأنما) كبيرة تطاردنا في الصحو والمنام!
و .. لكأنما ..حكاية من الطريف روايتها على الدوام!
ممممممممم
بدت يومها كنموذج للكلمة العربية المنزوعة من السياق التي يمكن لأي شـاعر أن يبدأ بها قصيدة، هيا أكمل بعد (وكأنما)!
لم أكن أضحك! ..
في الحقيقة تتعامل معنا الحياة و(كأنما) الأشياء التي تستدعي الضحك فيها أشياء ذات سماجة عالية، و(سماجة) هذه في الأعم الأغلب ليست عربية، ولا طائرة! ....
دعوه ...
هذه فعل أمــــر!
دعوه فالتركيز يبدأ بعد انتهاء أول صفحة، ويمكنك في كل الأحوال بعد أن تصاب بالملل أن تتجاوز عن هذا كله!
هذه كتابة عظيمة في يوم كهذا عظيم!
يقولون أن الأشياء العظيمة (الناس/الأحداث /المواقف /الكلمات/الطرق/البيوت/ الصحراوات/ الأماكن/ البلدان/ الكتب/ السيارات ....) .. عادة ما تفقد عظمتها بالاختفاء، وهو أمر معروف وساذج ولكن أمرًا آخر يتجنبون الحديث عنه طويلاً هو وجودها هكذا ..بمفردها ... جبل شاهق ضخم عظيم، ولكن لا تلال حوله أو رمال أو ناس يمارس معهم قهره وعظمته ومكانته، لن يكون لشيء من عظمته وجود! لا يحتاج الجبل أن يختفي، يكفي أن يفرد في المكان اللامكان وحيدًا حتى يشعر بالتلاشي مهما بدا عظيمًا! ...
كذلك المدن، ويحكون عنها كثيرًا، تلك التي كانت عظيمة في بناءها وعمرانها ولكنها أقفرت فجأة من ناسها وسياراتها وحركتها بل وخسفت الأرض بما جاورها، فلا هي قادرة على التفاخر باحتوائها لهم ولا هم قادرون على المقارنة بعظمتها بينها وبين مثيلاتها!
وهذه الكتابة عظيمة وواجدة نفسها كذلك لأنها هنا، وبخط يدي أنا الوحيد الذي أكتبها وأبثها هنا في تلك المدونة الغريبة، التي تبرز تفرد تلك الكتابة بما كان قبلها ومابعدها في المكان والزمان!
تمضي الأيام!
العبارات المسكوكة بجاهزية لا تساعد في الغالب على الإفصاح عن المكنون، هذا في الغالب، ولكن بما أنه لا غالب اليوم ولامغلوب، فإنها قد تعبر وتعبر بنا إلى شط أمانٍ وحيد! ... نمارس فيه عظمة استثنائية فريدة وغريبة!
آخذين بالاعتبار كل ما سبق من كلمات تعبر لوحدها وبدون أن ينطق بها حتى آخرون عن نفسها سيكون من حقنا أن نشهد مضي اليوم تلو اليوم، وأن نعبر عن تجمع ذلك الحدث بمضي الأيام، وعن تكاثره بأنه حدث عظيم، لإدراكنا الفردي له! وإلا فالجماعة لا يمثل لها مضي الأيام فرادى أو جماعات (كالشهور والسنين) حدثًا عظيمًا إلا إذا أثقلهم الزمن، ومرت عشرات أو مئات من الأعوام!
كم للحكمة في كلامنا من مكان جلي!
درر يا إخواني درر!
أشياء كثيرة قد تحدث ـ كما نعرف كلنا جميعًا دائمًا ـ ولكن قد يكون من المؤلم ألا تحدث أشياء أكثر ....
عبارات كالحب والهجر والنسيان والتعلم والاستعداد يكون عليها أن تؤطر نفسها ـ وربما هي تفعل أحيانًا ـ على الدوام بأطر أسمك وأقوى من أن يتم اختراقها بسهولة هكذا، لنكتشف بعد كل تعامل معها كم هي هشـة و ... زائـفـة!
الزيف أيضًا عبارة أخرى يجب أن تكون ذات إطار أصلب من أن توضع في سياق كهذا، فيبدو الزيف كما لو أنه حشو جاهز تم وضعه بعناية لعجينة مطاطة تركت في النار بضع دقائق!
لايكون الحشو جاهزًا في العادة، ولا الزيف كذلك، لذا فإن الحرص على تقوية الإطار عبر معارف مصقولة وخبرات عميقة بالغة التعقيد عليه أن يكون أمرًا لازمًا لا تراجع فيه ولا استسلام!
صدعت أدمغتكم، وأرهقت نفسي!
أعوامكم كمـــا تستحقون .. وأعيادكم تأتي وترحل كما تشاءون ...
والسعادات والأحزان الحاضرة والغائبة على السواء ..
تتربع على عروش دنياكم .. ولا فرق
وكأنما نحن هنا وهناك في نفس الوقت
وكأننا نمارس كل ذلك بمحض إراداتنا مهما كانت ... مسلوبة!