الحكاية القديمة التي تُروى باستمرار
عن الفراشات التي تتحلق حول النور، كلما رأت شعاع ضوءٍ حتى تحترق ... لاتزال تتكرر
.
لاتقترب فتحترق! ..... الدرس سهل وبسيط،
والتكرار يعلِّم الغبي والأحمق والحمار ! في كل مرة يجذبك الضوء والشعاع ويروق
لك النور وتقترب تندمج في النور تمامًأ، ماذا يحدث ؟؟ تذوب .. في النور،
يتساقط جلدك إذًا .. تحترق .. هذا رائع .. تذكر ما حدث إذَا كي لا يتكرر معك، بنفس
تفاصيله المملة في المرات القادمة ....
ماذا أيضًا ؟!!
تقترب .. يعجبك الضوء هذه المرة، نور على نور
؟! ولكننا قلنا لا تقترب فـ تحترق ! لا تع شيئًا مما حولك، يجذبك النور بسحره بقوة
.. تقترب أكثر !! تلعب بذهنك الأفكار ، هذا نور مختلف، هذا ضوء أشد سطوعًا .. هذه
نارٌ لا ضرر فيها ولا أذى، تقترب أكثر يضيء جنباتك النور، تشعر بتوهج ولمعان، تشعر
باشتعال أطرافك ويدركك احتراقٌ كامل ... لا أقل مما سبق، ربما أكثر .. هنيئًا لك
.. ها قد اكتمل احتراقك .. أنت شعلة من النور والنار !!
والآن .. ستبدل جلدًا غير جلدك، وتدخل
مرة أخرى سالمًا معافى !
تذكر أول الإرشادات ..
هناك في آخر الجانب اليسار على اليمين
لا تقترب فتحترق ..
هذه المرة تعد العدة جيدًا، المؤمن لا يلدغ
أبدًا، فقط تراقب النور من بعيد، وتسعد به وتطرب، تشير عليه إذًا، هذا هو، إنه
بعيد، ولكنك تشعر به ، ربما يقترب هو منك، تخبر السالكين طريقك بوجوده، وروعته، لا
تقترب هذه المرة، ربما يأتيك النور جاثيًا، جميلُ هذه المرة جدًا ومنير، لا تملك
إلا أن تستضيء ، لا ضير عليك، لقد أعددت لك شيء عدته، سيقترب منك النور، وأنت آآخذ
حذرك .. اقترب منه أيضًا، يمكنك أن نعم ببعض النور ، لا نار هذه المرة، هو
الاشتعال المعتاد البسيط، يغمرك بالنشوة، ويحيطك التوهج ، تسمو روحك، أليست روحك؟!
نعم إنها هي الباقية دومًا، وهاهو جسدك، قد احترق، هنيئًا لك التجربة، وقاك الله
الشرير ! .......
......
فرشاات أخرى تتحلَّق الآن حولك، تقودك
كلها إلى النور لتنعم بالضوء وتحترق، وأنت تراقبها، وتدعو الله :
يارب قنا النور، اصرفه عنَّا واصرفنا
عنه
امنح أجسادنا دروعًا بلاستيكية تذوب
بسرعة .. فيشتد بنا الحذر ونبتعد عن مصادر النور ياااارب !!
يارب امنحنا لذة العيش في الظلام
اعم أعيننا واغش قلوبنا فلا نرى
النور أبدًا ... ولا النار
كي لا تحترق أجسادنا كل مرة
لم يبق لنا إلا تلك الروح، وها هي تحوم !!
.
يااارب اصرف النور عنَّا واصرفنا عنه
.
واقدر لنا الخير حيث كان ثمَّ رضنا به
أمتنا على ما نحن عليه تمامًأ فنحن راضين
بحكمك وقضاءك ..
هبنا من لدنّك سلطانًا فلا يصلون إلينا
بنورهم ولا بنارهم
.
احفظ لنا ما تبقى ...فهو قليل
احفظ لنا ما تبقى ...فهو قليل
.
احفظ لنا ما تبقى ...فهو قليل