ببساطة، سأذهب إلى "الخروج من الحبيبة" وأنقل عنه؛ لأنه تطبيق عملى مباشر للموضوع المُعطى: رحابة التجاوز - فى هذه الحالة: تجاوز الحبيبة، وما يستتبعه من رحابة :P
صديق الورق يسألني الكتابة عن "رحابة التجاوز" على أن تتجاوز كتابتي عشرون سطرًا.. عشرون سطرًا فقط! أأكتب عن فضاءنا الالكتروني الذي نغرق فيه بحثًا عن هذه الرحابة، ومع ذلك تبقى أرواحنا سجينة، مُعلقة بدائرة خضراء أو برتقالية، ولا تُرد لنا إلا عند إضاءة هذه الدائرة؟؟! أم أكتب عن "تلك الصغيرة" المُصِرة على الاختباء داخلي، مرة تهمس في أذني: "أنتِ بخير، الأسوأ مضى. كسر روحك ـ ربما ـ ولكنك تستطيعين تجاوز الكسر". ومرة أخرى تدق قلبي بعنف وترغمه على الميل تجاه ذلك المحبوب اللاموجود واللامختفي. وتفك كل خيوط شبكة العنكبوت الكبيرة التي استغرقت أعوامًا أرتِق بها ثقوب قلبٍ أوهى منهاوأوهن؟! أم أكتب عن "الرضا" ذلك الحُلم الأبعد من سراب؟! بالطبع، لن أكتب عن كل هذه الخرافات، صديقي العزيز، فقط سأخبرك عن قارئة كفٍ عجوز سألتها يومًا عن كل تلك الخطوط الصغيرة الممتلئ بها كفايّ، لما تبدو ملتفة ومتشابكة كضفائر صغيرة؟؟ ولما لا أملك خطًا واحدًا مستقيمًا بطول راحتي، سوى ذلك الخط القصير الموجود في نقطة التقاء كل تلك الضفائر؟؟ ضحكت العجوز وتمتمت بكلامٍ غير مفهوم عن مشكلات ومصاعب، ولقاءات كثيرة وفراقات أكثر.. وكل كلام بائعات الوهم المعروف. وختمت بالتميمة المحفوظة عن الآخر الساحر من سيأتي ليجمع شتات كل ضفائري في خطٍ واحد. كررت عليها ولكنه خط قصير؟ أهذه مكافأة طول الانتظار؟! ابتسمت وقالت: لحظة تعيشينها متجاوزةً كل آلام العالم، وأفراحه، في حضن روحٍ تشبهك، براح لا يمكنك قياس مداه. وتذكري يا صغيرتي أن التجاوز لا يعني النسيان؛ أن نتجاوز يعني أن نعيَّ كل لحظة ألم عشناها، نقيس مساحة الوجع داخلنا بدقة، نرسم حدود أخر شرخ في روحنا. ثم نكمل ما بقي من حياتنا ببسمة صافية ملئ القلب تذكرنا أننا يومًا كنا سعداء!
سَلْنى فى التجاوز أخبرْك عن ليلى التى تنقلنا إلى مدن الأحياء من الشط المهجور. ليلى المراوغة، مسيحنا الصغير الذى يأتى بالبشارة والخلاص، وليس يموت أبدا على الصليب
تجىء ليلى، ونكون فى حال، فتحملنا إلى منتهى الأحوال. ولأن الأحوال مواهب؛ فليلى موهبة لا تأتى بالكسب والمجهود؛ إذ ذاك شأن المقامات، وليس يُقيم فى براح ليلى إلا من اصطفاه الله بالهبة، فحلت فيه
وحلولها غريب، لا تسل فيه عن سبب أو ميعاد. تحل فى الميقات (ميقاتِها لا ميقاتِك) لسبب لا تدريه، فتفوض لله الأمر، وتبتسم رضًا، وينشرح صدرك لقدومها الذى يحملك حملا مما كنت فيه، ويحطك حطا فيما أنت صائر إليه، ليبدأ المقام المشروط باجتهادك. فاجتهد تُقِمْ وترَ الرحابة والبراح
قالوا فيها: إن ليلى هى الصفو/بل محض صفو ولا شوب فيه*، وقالوا: روحى تدور بأرجائها/عَلّها تتنسم بين تفاصيلها ريحَ ليلى/ولكن ليلى تظل بعيدا/بعيدا/ولا ينجلى سرها/بل أراها تباعدنى/ثم تمعن فى بعدها/بعدُها غربةٌ*، قلت: ولولا غربة البعد ما كانت المكابدة، ولولا المكابدة ما أشرقتْ؛ فكل إشراق تسبقه مكابدة بالضرورة، والله أكرم من أن يرد المُكابِد الذى صحت مكابدتُه خائبا بلا ليلى
ذاك منتهى علمى فى التجاوز، تجاوز الله عنى وعنك وعن المسلمين
هناك 5 تعليقات:
ببساطة، سأذهب إلى "الخروج من الحبيبة" وأنقل عنه؛ لأنه تطبيق عملى مباشر للموضوع المُعطى: رحابة التجاوز - فى هذه الحالة: تجاوز الحبيبة، وما يستتبعه من رحابة :P
صديق الورق يسألني الكتابة عن "رحابة التجاوز" على أن تتجاوز كتابتي عشرون سطرًا.. عشرون سطرًا فقط!
أأكتب عن فضاءنا الالكتروني الذي نغرق فيه بحثًا عن هذه الرحابة، ومع ذلك تبقى أرواحنا سجينة، مُعلقة بدائرة خضراء أو برتقالية، ولا تُرد لنا إلا عند إضاءة هذه الدائرة؟؟!
أم أكتب عن "تلك الصغيرة" المُصِرة على الاختباء داخلي، مرة تهمس في أذني: "أنتِ بخير، الأسوأ مضى. كسر روحك ـ ربما ـ ولكنك تستطيعين تجاوز الكسر".
ومرة أخرى تدق قلبي بعنف وترغمه على الميل تجاه ذلك المحبوب اللاموجود واللامختفي. وتفك كل خيوط شبكة العنكبوت الكبيرة التي استغرقت أعوامًا أرتِق بها ثقوب قلبٍ أوهى منهاوأوهن؟!
أم أكتب عن "الرضا" ذلك الحُلم الأبعد من سراب؟!
بالطبع، لن أكتب عن كل هذه الخرافات، صديقي العزيز، فقط سأخبرك عن قارئة كفٍ عجوز سألتها يومًا عن كل تلك الخطوط الصغيرة الممتلئ بها كفايّ، لما تبدو ملتفة ومتشابكة كضفائر صغيرة؟؟ ولما لا أملك خطًا واحدًا مستقيمًا بطول راحتي، سوى ذلك الخط القصير الموجود في نقطة التقاء كل تلك الضفائر؟؟
ضحكت العجوز وتمتمت بكلامٍ غير مفهوم عن مشكلات ومصاعب، ولقاءات كثيرة وفراقات أكثر.. وكل كلام بائعات الوهم المعروف. وختمت بالتميمة المحفوظة عن الآخر الساحر من سيأتي ليجمع شتات كل ضفائري في خطٍ واحد.
كررت عليها ولكنه خط قصير؟ أهذه مكافأة طول الانتظار؟!
ابتسمت وقالت: لحظة تعيشينها متجاوزةً كل آلام العالم، وأفراحه، في حضن روحٍ تشبهك، براح لا يمكنك قياس مداه.
وتذكري يا صغيرتي أن التجاوز لا يعني النسيان؛ أن نتجاوز يعني أن نعيَّ كل لحظة ألم عشناها، نقيس مساحة الوجع داخلنا بدقة، نرسم حدود أخر شرخ في روحنا. ثم نكمل ما بقي من حياتنا ببسمة صافية ملئ القلب تذكرنا أننا يومًا كنا سعداء!
لو تأذن لى يا إبراهيم
Chapeau, Marwa
الحقيقة إن مروة كتبت كتابة رائعة فعلاً :)
....
وستم نقلها إلى التدوينة فورًا
..
محمد من فضلك .. اتفضل اكتب
سَلْنى فى التجاوز أخبرْك عن ليلى التى تنقلنا إلى مدن الأحياء من الشط المهجور. ليلى المراوغة، مسيحنا الصغير الذى يأتى بالبشارة والخلاص، وليس يموت أبدا على الصليب
تجىء ليلى، ونكون فى حال، فتحملنا إلى منتهى الأحوال. ولأن الأحوال مواهب؛ فليلى موهبة لا تأتى بالكسب والمجهود؛ إذ ذاك شأن المقامات، وليس يُقيم فى براح ليلى إلا من اصطفاه الله بالهبة، فحلت فيه
وحلولها غريب، لا تسل فيه عن سبب أو ميعاد. تحل فى الميقات (ميقاتِها لا ميقاتِك) لسبب لا تدريه، فتفوض لله الأمر، وتبتسم رضًا، وينشرح صدرك لقدومها الذى يحملك حملا مما كنت فيه، ويحطك حطا فيما أنت صائر إليه، ليبدأ المقام المشروط باجتهادك. فاجتهد تُقِمْ وترَ الرحابة والبراح
قالوا فيها: إن ليلى هى الصفو/بل محض صفو ولا شوب فيه*، وقالوا: روحى تدور بأرجائها/عَلّها تتنسم بين تفاصيلها ريحَ ليلى/ولكن ليلى تظل بعيدا/بعيدا/ولا ينجلى سرها/بل أراها تباعدنى/ثم تمعن فى بعدها/بعدُها غربةٌ*، قلت: ولولا غربة البعد ما كانت المكابدة، ولولا المكابدة ما أشرقتْ؛ فكل إشراق تسبقه مكابدة بالضرورة، والله أكرم من أن يرد المُكابِد الذى صحت مكابدتُه خائبا بلا ليلى
ذاك منتهى علمى فى التجاوز، تجاوز الله عنى وعنك وعن المسلمين
ـــــــــــــــــــــــــــــ
* شعر/ فتحى فرغلى
إرسال تعليق