.
حسنًا إذًا يقول القمحاوي: ( لم أحلم يومًا أن تكون
مكتبتي أكبر مما هي عليه، أحلم فقط أن أجد وقتًا للعيش فيها أطول مما هو متاح لي
الآن، أن أقرأ ما اشتريته يومًا بغرض القراءة، وليس لصنع متاهة، ولكن ما أثقل أن
يكون المرء مواطنًا في العالم الثالث ومحبًا للكتب في الوقت ذاته..) ...
وأنا أيضًا
.. أشعر الآن بتلك المتاهة، سواء في مكتبتي الورقية، أو الالكترونية، بل وحتى
الدماغية!!
لهذا
تذهب الكتب أحيانًا إلى "الجحيم" .. والجحيم هنا تعبيرُ مجازي كما هو
واضح، فلا جنة قراءتي جنة، ولا جحيم البعد عنِّي جحيم، ولكنه الزحام الذي يجعلك
تلتف لكتابٍ وتغمض العين أو تغض الطرف عن آخر، بل ربما يجعلك "تفرّط"
فيه أصلاً !
نعم!
أصبحت أفرط في الكتب، مع إضافة "بسهولة"! ..
أفكِّر الآن في ذلك اليوم الذي قمت فيه إلى مكتبتي فنزعت منها 50 كتابًا،
لأوزعهم على بعض الأصدقاء ذات مساء! (لعلكم تذكرون)
أتذكر الكتب
التي أخرجتها من جنتي، وقذفت بها إلى "الجحيم" طواعية، وبرضا تـام .. فأتعجب
..
لعل أبرز
هذه الكتب/الروايات روايتان لكاتبين ظلا ردحًا من الزمان (حلوة ردحًا دي) يحتلان
مكانة عالية في قلبي ومكتبتي على السواء، بل ربما كانت رواياتهم في "الفردوس
الأعلى" من جنتي! فكيف كان هذا الانحدار؟!
أقصد بكلامي كاتبين بعيدي الشبه والبلد مختلفي النشأة والتكوين .. وإن كان يجمعهما اسم واحد هو "محمد" وهما "محمد حسن علوان" و"محمد المنسي قنديل" اللذان وضعا بعملهما الأخير (القندس) و(أنا عشقت) علامة هامة جدًا وإشارة دالة جدًا على أن التغيُر شأن كل شيءٍ في الوجود، وكما قالوا (سبحان من له الدوام) .. هذا الكاتبان ذكراني فورًا بابن زيدان، وكيف نزلت به أو هوت به روايته الأخيرة (مُحال) إلى أسفل السافلين!
أقصد بكلامي كاتبين بعيدي الشبه والبلد مختلفي النشأة والتكوين .. وإن كان يجمعهما اسم واحد هو "محمد" وهما "محمد حسن علوان" و"محمد المنسي قنديل" اللذان وضعا بعملهما الأخير (القندس) و(أنا عشقت) علامة هامة جدًا وإشارة دالة جدًا على أن التغيُر شأن كل شيءٍ في الوجود، وكما قالوا (سبحان من له الدوام) .. هذا الكاتبان ذكراني فورًا بابن زيدان، وكيف نزلت به أو هوت به روايته الأخيرة (مُحال) إلى أسفل السافلين!
وهذه روايات
ذهبت إلى الجحيم لأن أصحابها في الأصل من أهل النعيم، والمشكلة التي كانت معهم هي أننا كنَّا ننتظر منهم الجديد لفترة طويلة، أذكر يوم نشر خبر صدور رواية جديدة للمنسي قنديل بغلافها الأزرق الرائع وعنوانها اللافت "أنا عشقت!" ولكن صدمة المحتوى كانت كبيرة!! سامحك الله يا منسي..
ولكن ينبغي ألا ننسى أن هناك
كتبًا وكتابًا مقاعدهم الأثيرة في
الجحيم أصلاً، فكلما أصدروا كتابًا جديدًا ذهب إلى هناك فورًا مدفوعًا بلعنات
القرَّاء المخلصين .. من هؤلاء مثلاً "علاء الأسواني" الذي أقام له
الأصدقاء في جود ريدز مأتمًا قل أن يحوز عليه كاتب ذائع الصيت والنفوذ كعلاء!
ولكني بعيدًا
عن كل هؤلاء أحب وأتأمل أكثر جحيمي "الخاص"، أي الكتب التي يرتفع بها
أناس كثيرون قدرًا كبيرًا، وتأتي قراءتي لها لتصدني عنها تمامًا وتنفرني منها .. من
هؤلاء مثلاُ لا أنسى (سمرقند) معلوف و"بيدرو بارامو" التي أجمع كثيرون
على جودتها وروعتها .. وضقت أنا بها كثيرًا!
.
إنه الذوق
الخاص، وسقف التوقعات الذي قد تضعه لعملٍ ما قبل قراءته، ثم تكتشف فجأة أنه ليس بالجودة
والجمال الذي كنت تتوقعه، من هنا أيضًا أشير إلى أن أجمل الكتابات تلك التي تقرأها
بدون معلومات مسبقة أو معرفة، وتكتشف فيها جمالاً استثنائيًا تظل تبشِّر به!
.
ككاتب مغمور
أفكَّر بعد كل هذا، هل تذهب كتبي إلى جنة قرائها أم يلقون بها دومًا إلى الجحيم!!
هناك 6 تعليقات:
للجحيم وش يا ابراهيم
أوافقك الرأي على ( أن أجمل الكتابات تلك التي تقرأها بدون معلومات مسبقة أو معرفة، وتكتشف فيها جمالاً استثنائيًا تظل تبشِّر به! )
فكثيرة هي الكتب التي ذاع سيطها ولاقت رواجا بسبب شهرة كاتبيها ثم نفاجأ عند قرائتها بأنها لم تكن الأفضل يوما ولم نكن لنختارها أساسا ..
ودائما هناك سؤال يخالج عقلي ..لماذا يتدنى مستوى الكاتب فجأة لتصبح آخر كتاباته وكأنها البدايات..وبداياته
كأنها خلاصة إبداعه ومسيرته الأدبية ؟؟
أيعقل أن تصبح الكتابة تجارة كغيرها من التجارات ؟؟؟
إحنا هنهزر ,, للجحيم طبعًا يا صديقي للجحيم :P
القراءة اذواق عمومًا زي اللبس والافلام والذي منه وياما كتابات زي الفل لا تلقى الشعبية التي يلقاها الهري الأزرق اللي بيتنشر حاليًا :)
زي الاسود يليق بك بتاع احلام سخيف سخف التنين ومع ذلك شعبية الكتاب تجيب شلل رعاش :)
وبس بقى
أكثر من يهمنى فى هذا الموضوع هو المنسى قنديل. لم أقرأ روايته (ولم أعلم أصلا بصدورها)، لكنى سأحزن كثيرا لو اتضح لى أنها فعلا كما تقول. فصلتنى يا جدع انت
أما عن كتبك، فهل عرفتَ مع الكتب سوى الجحيم لتتوقع سواها؟
جحيم لمًّا يبعد عنك :) يا سوبيا
. . .
هبة الله:
أهلاً بيكي أولاً .. صحيح أصبحت الشهرة الآن بمقاييس إعلامية خاصة جدًا، وأصبحت الكتابة سلعة فعلاً .. وهذه مشكلة كبرى!
.....
نهى جحيم إيه؟؟ هوا أي كلام يتقال ؟!! وبعدين إنتي ما جبتيش التحديق في العيون أصلاً !!
.
فعلاً الأسود يليق كان سخيف جدًا وانضم ببساطة للكتب الذاهبة للجحيم
..........
محمد إنتا كل مدى بتأكد لي إنك مش معانا ع الكوكب!
يعني إيه ماكنتش تعرف ها؟!!
اه يا ابراهيم ليه بتفكرنى
منذ عدة اشهر قررت قراءة رواية لاننى لست من محبى الروايات وكنت قد عزمت على البدء فنصحتنى صدسقة بقراءة " انا عشقت" واهٍ لم استطع اكمالها اصلاً وبعدها بعدة اشهر وجدت احدى الصديقات الرائعات تكتب مقاطع عن "قمر على سمرقند" وكان حظى التعس !!
انا لم اقرأ روايات فى حياتى
وقررت ان لا اقراولن استمع الى ترشيحات من احد
:):)
فقد يأست
إرسال تعليق