في كل مرة أذهب فيها إلى المكتبة تستوقفني
الكثير من العناوين، خاصة التي لا أعرفها طبعًا ولا أعرف أصحابها، لاسيما إذا كانت
تحتل مكانًا بارزًا في المكتبة، عالم المكتبة في حد ذاته خطير، وبتعاملي مع أصحاب
المكتبات اكتشفت العجب! يأتون إليهم فعلاً ويسألونهم عن الكتب ويرشحون لهم كتبًا
بعينها، البائع لا يقرأ ـ في الغالب ـ وإذا رشَّح كتابًا فإما لأنه أغلى ثمنًا
وإمَّا لأنه يحقق "الأعلى مبيعًا" لديه، ظاهرة "الأعلى
مبيعًا" أو (بيست سيللر) أصبحت داءً مستشريًا لا فكاك منه، طال القراءة والكتابة
بل وصل كما تعلمون إلى الجوائز! ولا غرابة .. ما دمنا في عصر الرواية الرائجة!
...
لا أشتري
الكتب من المكتبة، من أين تشتريها إذَا؟ هل من محل البقالة؟! ..
كلما دخلت
مكتبة، ومررت بين الكتب، حمدت الله أكثر على نعمة الكتاب الالكتروني، لولاه لما
قرأت عشرات الكتب! .. ليس الأمر هذا فحسب، ولكن يستوقفني كثرة العناوين والكتابات،
بل والمواضيع ودور النشر، أصبحت من الأشياء المحبطة جدًا بالنسبة لي ذلك التزايد
الفظيع في الكتابة والنشر، لا أعلم هل للأمر مميزات أم أنه يغرق الجيد القليل في
السيئ الشائع والسهل والمنتشر!
هذا ما ألاحظه باستمرار، فما بين 10 دور نشر
(أعرفهم بالاسم) يمكنك أن تعثر على دار نشر واحدة أو اثنتين ـ بالكاد ـ يهتمان
بجودة العمل المقدم، ثم يهتمون بإخراجه جيدًا، ثم يهتمون بعد ذلك بنشره وتوزيعه، وهو أمر ذو شجون بالتأكيد ..
بعد كل هذه الخطوات الخطيرة والفظيعة يبقى للمكتبة "وجهة نظرها" الخاصة جدًا في الكتاب الذي وصلها، فهم ـ كما نعلم جيدًا ـ إن لم يجدوا طلبًا على الكتاب ومبيعاتٍ ترضيهم، فسيلجؤون فورًا إلى إخفائه بالداخل، حيث يصعب على من لا يعرف الكتاب الوصول إليه!
..
في ظني أن هناك مكان محجوز في الجنة لهذه الكتب التي يعلوها الغبار راضيًة مرضية، بينما يستقر بين صفحاتها الإبداع المتميز ولا يحصل عليها إلا ذوو الحظ العظيم، من الدؤبين على البحث أو من ذوي الحظوة والمكانة من أصدقاء الكتب والكتَّاب الجيدين، الذين ينصحونهم أيضًا بالكتب الجيدة والجميلة ..
مثل ماذا، مثل (متــاهة الأوليــــاء) ..
...
آخر مرة اشتريت فيها كتابًا من المكتبة لم يكن لي أصلاً، ولم أكن قد اكتشفته، هذه المرة يفترض ألا تحسب، أود أن أعثر على كتابٍ بمحض الصدفة، وأكون قادرًا على شرائه، أو أشعر برغبة شديدة في أن أفعل (كما حدث مؤخرًا في معرض الكتاب مع شجرة اللبخ .. مثلاً) ..
توقفنا منذ فترة طويلة عن الحصول على المفاجآت داخل المكتبات، والحمد لله على المفاجآت الأخرى التي تأتي بعيدًا عن المكتبات أصلاً ...
يقودنا هذا الحديث إلى سور الأزبكية العظيم وخزائنه وعطاياه، ولكن الأزكبية ليست مكتبةً أبدًا .
إنها مخزن عامر وكنز دفين
....
ربما نتحدث عنه لاحقًا،
.
هناك 4 تعليقات:
صادف أن صديقتي تتصل بي اليوم، ينما هي في إحدى المكتبات، وتسألني أن أقترح لها رواية ما، وكلما قلت لها اسمًا وسألت عنه لا تجده!!!
استفزني جدًا هذا الأمر !!
.....
جميل الكلام ده.. :)
صباح الفُل يا إبراهيم.
تسلم يا عبدو
إرسال تعليق