"إن الطريقة التي نرى
فيها الله ما هي إلا انعكاس للطريقة التي نرى فيها أنفسنا، فإذا لم يكن الله يجلب
إلى عقولنا سوى الخوف والملامة، فهذا يعني أن قدرًا كبيرًا من الخوف والملامة
يتدفق في نفوسنا، أما إذا رأينا الله مفعمًا بالمحبة والرحمة فإننا نكون
كذلك" ..
...
هل نعرف الله حقًا؟! من أي الطرق
سلكنا إليه؟! كيف تعرفنا عليه ..منذ البداية؟! كيف أخذونا إليه؟
أعن طريق "الحب" أم "الخوف"
و"الرهبة"؟!!
إنها أحد الأسئلة العميقة التي لا
أعتقد أنها تتكشف للناس إلا بعد فترةٍ من اكتمال وعيهم، أذكر الآن صديقًا لي كان
يقول لي (هل أصلي لله لأني أخاف من عقاب الله، أم أصلي لأني أرجو رحمته؟!)
من الذي أخبرهم أن معرفة الله تتم
من خلال الأوامر والترهيب بدلاً عن "الترغيب" والعقوبات، أعرف أطفالاً
كثر يحفظون القرآن، لا يتجاوز حناجرهم! وأعرف كثيرين كانوا يساقون إلى
"المساجد" فلا ذلك قربهم من "الله" ولا ذلك جعلهم أكثر
إيمانًا!!
من الذي جعل كل اهتمامنا بالدين ومعرفتنا بالله
منصبة على "المظهر" دون سواه، فهذا يطلق لحيته ليقال عنه (شيخ) وتلك
تتحجب ليعرف الناس مقدار "التزامها"؟!
من الذي قال لهم أن "الدعوة
إلى الله" أو ترغيب الناس في شرعه تكون بالخطب الزاعقة التي تنفِّر الناس
لمجرد "طريقة كلامهم" بغض النظر عمَّا يحمله مضمونها من سخف وغباء
وقسوة!
ألم يقرؤوا قول الله لنبيه الكريم
(ولو كنت فظًا غليظ القول لانفضوا من حولك) ؟!!
من هؤلاء الذين تسلطوا علينا باسم
الدين، فكرهوا الناس في الدين وفي حياتهم كلها!!
لا أعتقد قطعًا أنه يجب أن نكون
جميعًا "متصوفين"، وليس بإمكاننا أن نكون كذلك، حتى نمتلك تلك الخصوصية
في العلاقة بالله، ولكني أعتقد أنه يكفينا جدًا أن نكف عن كوننا أوصياء على
الآخرين فيما يفعلونه، لاسيما في علاقتهم بالله!
لقد حدد الله علاقتنا به وأكَّد أن
(لا إكراه في الدين) وقال لنبيه (أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مسلمين؟!) ..
واهتم "الإسلام" دومًا بتربية علاقات
الناس بعضهم ببعض، فقال الرسول أن (الدين المعاملة)، وذكر في الحديث الشريف (يخرج
عليكم رجل من أهل الجنة .. وكان كل ما ميزه عن صحابة الرسول أنه (لا يحمل غلاً
لأحد) ..
في القاعدة التالية يتحدث مباشرة
عن "القرآن الكريم" ومراتب فهمه، وهو أمر يعرفه كل من تعلم الدين بشكل
صحيح، تلك المفاضلة للتميز :
( إن كل قارئ للقرآن
الكريم يفهمه بمستوى مختلف بحسب عمق فهمه. وهناك أربع مستويات من البصيرة: بتمثل
الأول في المعنى الخارجي, وهو المعنى الذي يقتنع به معظم الناس, ثم يأتي المستوى
الباطنى. وفى المستوى الثالث, يأتي باطن الباطن, أما المستوى الرابع, فهو العمق
ولا يمكن الإعراب عنه بالكلمات, لذلك يتعذر وصفه. أما العلماء الذين يركزون على
الشريعة فهم يعرفون المعنى الخارجي, في حين يعرف الصوفيون المعنى الباطنى. أما
الأولياء فهم الذين يعرفون باطن الباطن. بينما لا يعرف المستوى الرابع إلا
الأنبياء و الأولياء الصالحون والمقربون من الله)
قد يختلف كثيرون حول هذه
التراتبية، ويتحدثون حولها طويلاً، ولهم أن يفعلوا ذلك، ولكني أراها حقيقة لا تقبل
الجدل!
كيف نتعرف على الله إذًا؟!
يمكنك أن تدرس الله من
خلال كل شيء وكل شخص في هذا الكون, لأن وجود الله لا ينحصر في المسجد, أو الكنيسة,
أو في الكنيس. لكنك إذا كنت لا تزال تريد أن تعرف أين يقع عرشه بالتحديد, يوجد
مكان واحد فقط تستطيع أن تبحث فيه عنه, وهو قلب عاشق حقيقي. فلم يعش أحد بعد
رؤيته, ولم يمت أحد بعد رؤيته. فمن يجده يبقى معه إلى الأبد.
فمن يجده يبقى معه للأبد
تكلمت كثيرًا هذه المرة ..
والمفروض أن الصمت في حرم الجمال .. جمال!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق