فعليك .. يا رعاك الله .. ألا تعتبر الأمر الطارئ أمرًا
دائمًا ولا باقيًا، ما شيءٌ منك باقٍ حتى تبقى لحظاتك وساعاتك المحببة إلى نفسك ..
بقاء الدهر!
لذا قال العالمون أن "الفرصة" (كنموذج على كل ماهو طارئ)
ماهي إلا (بنت جميلة .. راكبة عجلة بدال) يالها من صورة شاعرية، وأنت وإن خطف قلبك
منظر البنت على عجلتها وعجلتها، إلا أنك عالمٌ كل العلم متيقنٌ كل اليقين أنها ما
مرت إلى بعينك، وما كان لها أن تسكن قلبك ولو خطفته!
ولذا وجب عليك التعامل مع الأمر كما هو على حقيقته، واحترام كونه
وكينونته، لتهدأ .. فضلاً اهدأ ..
التعامل مع "الفرص" و"الطوارئ" و"عوارض
الحوادث" أمر جلل وخطير، يجب اعتباره والاهتمام به في حينه، بل وربما تحاكيت
به، مرة بينك وبين نفسك، تستذكر كل كلمة وهمسةٍ وإشارة، وربما أسررت به لمحبيك
وأقربائك وأصدقائك وخلصائك، ولكن أن يعود، أن يتكرر، أن يرجع فهذا ما قالت فيه
الست (قول للزمان ارجع يا زمان) ..
لا شيء يعود، يجب التعامل مع ذلك كمسلَّمة ..
أنت لن تعود طفلاً بريئًا يعمل أشياء قد لا يحاسب عليها ويدبدب
برجليه في الأرض حينما يريد شيئًا فيستجيب له الكبار، عليك اليوم أن تدبدب برجليك
ليل نهار، ولكن اعلم أن ما قُدِّر لك ..كان!
وماكان من خلق الله شيءٌ عصيٌ على الفهم، صعب الإدراك، يحاول الجميع فهمه
وتمحيصه فيفشلون، كالذاكرة! عليك الاستعانة بها قدر جهدك، واستجلاب كل مافيها من
لحظات الأمور العابرة، والتمهِّل في عرضها أمامك كأنها امتثلت مرّة أخرى أمام
ناظريك، وكأنك حيٌ بها الآن ..
ثم اطلق لعينيك الآن .. العنان ..
ما أنت بحالم!
لقد مرَّت الفرصة كالسكرة .. وجاء الواقع من خلف الفكرة ..
تقبله وتعامل معه ..
واشكر للحظِّ تلك الفرصة!
هناك تعليق واحد:
ما أجمل دورانك حول المعنى .. دون الغوص فيه
بوركت :)
إرسال تعليق