بدا واضحًا وجليًا أنه كالغول
والعنقاء والخل الوفي!
ما إن "أختلف" معك اليوم
حتى أغدو وبأيسر الطرق عدوًا لك!
ولا بأس حينها من أن تشتمني
بأقذع الشتائم، وتصفني بكل السيئات، والجهل، والغباء وانعدام الرؤية ...
لا يمكن أن أحمل رأيًا مختلفًا عنك
وتظل رؤيتك لي هي نفسها، وطريقة تعاملنا متقاربة أو متشابهة حتى!
انكسر شيء بداخلنا، لمجرد أن
اختلفنا في "الرأي" و"التوجهات"!
وقديمًا قال الشاعر العربي:
جزى الله الشدائد كل خير ..
عرفت بها عدوي من صديقي!
...
في زمن "الفتنة" ـ وليس
أوضح من هذا الوصف لتلك الأيام التي نعيشها ـ يحسن بك أن ترتكز على قناعاتك تمامًا
ثم تراقب الدنيا والناس من حولك ..
في زمن الفتنة يجب أن تدرك أن الحق ليس
كما قالوا لك على مدار السنوات "أبلج" بل هو "متذبذب" دومًا
يتراوح ويختلف تبعًا لنظرتك العلمية الدقيقة للفيل..
أتذكر الفيل والعميان؟! تلك
القصة الشهيرة..
هذا هو ما نحن عليه، وليس على
أعمى من العميان أن يفرض رؤيته، ويفترض أنها الحق الذي لا مراء فيه ..
أود أن أقول أيضًا أن سيدنا
"عثمان بن عفان" رضي الله عنه كان يرى أنه على حق، وأنه لا يجوز
"الخروج" عليه ولا نزع الولاية منه، يومئذٍ كان الامتحان الأول للأمة
المسلمة وفيهم صحابة كثر ومبشرون بالجنة، وانقسم الناس منذ يومها قسمين كبيرين كل
فريق يرى أنه على الحق، فمعاوية رضي الله عنه ـ بعد مقتل عثمان ـ يطالب بالثأر من
قاتليه، في حين يرى علي رضي الله عنه أيضًا أن الأصح أن نخمد نار الفتنة، وكانت
الحرب التي التقى فيها المسلمان بسيفيهما ..
....
لم تلتق سيوفنا بعد، وإن كنت أتمنى
دائمًا أن لا نخرجها إلا في حرب "حقيقية"
ولكن خرجت معاركنا الكلامية،
وانتشر الاتهام بالتخوين والعمالة والجهل والضلال!
كل ذلك ولا زلنا أبناء وطنٍ
واحد!
..
إنه زمن الفتنة، والحقيقة أنه
يعجبني جدًا
..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق