خواطر حول قواعد
العشق
(1)
* من أين أبدأ؟ الحديث عن "الحب" كما تعلمين
مستهلك، وإن كان حاضرًا طوال الوقت، وإن كنَّا لا نمل الحديث عنه، ولكني بعيدًا عن
"الحب" وآثاره تعجبني تلك الفكرة التي تقدِّم لها الكاتبة في الرواية،
وهي فكرة أثر "الكتاب/الرواية" على حياة تلك الزوجة البسيطة، تلك التي
فيما يبدو ستغيِّر حياتها وفقًا لما تقرأ، أو على أقل تقدير ستنظر إليها وتفكِّر
بها بشكل مختلف، وأفكِّر معكِ هل نفعل مثل ذلك؟!
يدور في خاطري أسماء عديدة لروايات وكتب قرأتها مؤخرًا
أيهم توقفت عنده بشكل "فارق" وجعلته "مغيرًا" لحياتي، أي
كتابٍ ذلك الذي لمَّا نقرؤه يغيَّرنا تغييرًا شاملاً، وعلى الرغم من يقيني أن
التغيرات الشخصية ليست بتلك الحدة، وإنما هي تراكمات ومعارف ومواقف وأحداث نمر بها
على الدوام تجعلنا نغيَّر وجهات نظرنا في الأمور، إلا أنه يبقى حلم
"الكتاب" المؤثر حلمًا مخايلاً للكثيرين، لا سيما للكتَّاب! ذلك
"الأثر" الذي يتركه فيك الكتاب .. ربما هو "الأثر" الذي حفزني
للكتابة عن هذا الكتاب كله، والتوقف عند عدد من النقاط والمواقف التي دارت فيه،
كنوعٍ من رد الجميل!
أظن إذًا أن الفكرة ـ وإن كانت رومانسية مثالية ــ إلا
أنّها واردة .
* (ولما كان
"العشق" جوهر الحياة وهدفها السامي، كما يذكِّرنا "الرومي"
فإنه يقرع أبواب الجميع، بمن فيهم الذين يتحاشون الحب ـ حتى الذين يستخدمون كلمة
"رومانسية" كإشارة إلى الرفض والاستهجان.)
(أنا أحبه يا أمي، هل
يعني هذا لكِ شيئًا؟ هل تتذكرين هذه الكلمة من مكانٍ ما؟ إنها تجعل قلبي يخفق
بقوة، لا يمكنني أن أعيش من دونه) ..
تضع الكاتبة بطلتها في حيرة من أمرها منذ بداية الرواية
في الموقف من "الحب"، إذ تصدمها ابنتها الصغيرة برغبتها في الزواج من
حبيبها، فيما تفكِّر الأم ـ شأن الأمهات ـ في الأمر بشكلٍ عملي، ويأتي هذا
الكتاب/الرواية ليجعلها تعيد التفكير في حياتها الماضية وفي "الحب"
والعشق!
ذلك الرهان الذي يبدو مثاليًا أيضًا والذي يتمثل في
المقطع السابق، في اعتقاد المتصوفة أن "الحب/العشق" جوهر الحياة وهدفها
السامي .. يجعلنا نتوقف حوله كثيرًا ..
وأي حب ذلك الذي
يقصده "الصوفي" "الرومي" ..
ذلك الذي سيتكشَّف بين أيدينا بعد قليل ..
ذلك الذي سيتكشَّف بين أيدينا بعد قليل ..
....
هناك تعليق واحد:
:(
إرسال تعليق