اسمعني جيدًا، لست أنا من بدأ هذه المشكلة، وأنت تعلم هذا جيدًا، ربما "تكابر" أو "تعاند" على طريقتك السمجة التي أصبحت أمقتها بصراحة في الأيام الأخيرة، ولكن هذا لن يسمح لك أن تقضي على مستقـ. . . أنا أعلم أن أفكارك العبثية تسيطر عليك، وستهذي بكلام من قبيل من أخبرك أن هذا مستقبك أصلاً، ولكن ليس عليك أن تستمر في الهجوم علي وعلى أفكاري على هذا النحو!!
.
منذ البداية أدركت أننا سنفترق يومًا ما!
وأنت تعلم أني كنت أفكر في هذه اللحظة كل يوم، أي الأمور ستجعلك تثور تغضب مني، ألأني أخبرتها أنك كنت هنا ولم تتصل بها، أم لأني لم أحضر لك ما ظللت تطلبه مني أسبوعًا كاملاً وأنت تعلم أنني يحرجني المرور من المكتبة في الوقت الذي أنهي فيه عملي، أم تنتظر حتى أسقط كوبًا آخر من الشاي أو النيسكافيه على الأرض فتقيم الدنيا ولا تقعدها لإنه (بيبقع) .. بالمناسبة أنا فعلاً لا أحب هذه الأشياء من يدك أصلاً ! وأنا أعلم أنك لست مضطرًا لخدمتي، وإن كنت تعتقد أني لا أعلم أنك تراقب حركات يدي وعيني وأنت تقوم بما تعتبره مساعدتي في إعداد الطعام أحيانًا فأنت مخطئ، ولكن ما لا تعرفه هو أني كنت أرصد تحركاتك بكل تفاصيلها لأعرف أين الخلل!
حتى أنا أغسل ال"براد" بالماء ثم أملأه، وأضعه على النار، حتى أنا أخطئ كل مرة في فتح عين البوتجاز مما يجعل بعض الغاز يتسرب لأنفي قبل أن تشتعل العين، وأخفض حرارتها لئلا تحترق يد البراد، حتى أنا أخرج إلى الصالة أصطنع أني مشغول بشيء آخر، أو أفتح التلفزيون وأقلبه ريثما أسمع صوت الماء يغلي، حتى أنا أحضر الكوب مباشرة، لا أشطفه ولا أمسحه، أضع معلقة شاي صغيرة أحرص على أن أخففها ـ مثلك تمامًا ـ كل مرة ثم معلقتين من السكر، حتى تقليبك للشاي والسكر معًا بنفس طريقتي.. ثم تأخذ الكوب وتنفخ فيه ثم تشرب، هاااا أو تعطيني الكوب الخاص بي ، لمااذ تنفخ في الكوب؟؟؟ ما هذا القرف الذي تفعله؟! .. ولكن السر ليس فيما تنفخه في الكوب في الحقيقة! فأنت لا تعطيني الكوب الذي تنفخ فيه! ومع ذلك يكون طعمه ماااسخًا مثيرًا للاشمئزاز!!
من الذي يتحمل الآخر إذًا!!
كل مرة، كل مرة أصبر، وأشرب الشاي أو النيسكافيه على مضض، وأقول في المرة القادمه أقوم أنا بعمله، وبالفعل أعمله لك بعد ذلك ويكون رائعًا، أنت لا تكلف نفسك أبدًا أن تتابعني حينما أعد أي شيء، تعتبر ذلك أمرًا عاديًا، وتعتقد أني أتابعك لأني أخاف من أن ...
أنت تعلم أنها أتت من قبل مرتين، وسألت عليك، وأني لا أخافها ولا أخاف من غيرها، حتى عم "شعبان" صاحب القهوة، أخبرني أنه حاول أن يجعلك فقط تمسح الكراسي والطاولات في القهوة، وأنه اكتشف أنك لا تصلح لهذا العمل أبدًا! .. أي إنسان ذلك الذي لا يمكنه أن يمسح الكراسي وطاولات الدنيا؟!!
والآن أنت تغلق موبايلك، وستقرأ هذه الرسالة بأعصاب باردة طبعًا!!
لهذا لن أكمل توجيه اللوم عليك، ولن أحكي لك أي شيء آخر، فأنت تستحق تمامًا ما وضعت نفسك فيه، قلت لك أخبرها بالحقيقة من أول يوم، وقلت أنك ستفعل، وكذبت علينا جميعًا!
أنا لا ألومك على كذبك بالمناسبة، فأنا أعلم أنك منذ جئت إلى هنا وأنت تكذب، كلنا نعرف ذلك ونتعامل معه على أنه أمر عادي، بل ونتندر به أحيانًا، قال أنه ذهب إلى كذا، إذن لم يذهب، قال فعلت كذا إذن لم يفعله! ولكن معها هي كان الأمر صعبًا، لأن المسائل المادية كما تعلم تطير فيها رقاب!
هذه آخر مرة، أقسم بالله آآخر مرة أكتب لك فيها!
يا أخي ما كتبته لك من أول يوم شفت وجهك فيه يكفي لكتابة مجلدات!
ماهذا حرام عليك؟
في البداية لم أكن أتخيل أن الأمر يمتعك لهذا الحد، وكنت أصطنع النوم، ولأن عيني "تبربش" إذا أغلقتها مصطنعًا كنت أغطي وجهي بالملاءة وأكاد أختنق وأنا أتابعك بعد أن تدخل، وتغلق الأنوار وتأخذ الورقة وتبتسم! بالمناسبة أنت في كل مرة تبتسم، حتى لو بدأت الرسالة بشتيمة قبيحة لأبيك!
تبتسم لمجرد وجود الرسالة!
ألم أقل لك أنك غريب؟!
تبتسم (ياحبيبي) وتأخذ في قراءتها بهدوء وتتغير ملامح وجهك، ولكن بالعكس، فأنت لا تتعجب عند مواضع التعجب، بل وتضحك وربما تقهقه عند مواضع لا تستعدي الضحك بالمرة! لدرجة أني عندما أستيقظ أستعيد قراءة الرسالة مرة أخرى فأتجنن تمامًا من عدم توافق ردود أفعالك مع ما أكتبه! أقول ربما تقرأ الرسالة بطريقة أخرى، تقع عينيك على سطور وسطور وتقرأ ما تشاء .. هذا بالتأكيد ما تفعله ..
أقسمت بيني وبين نفسي مراراً أني لن أخبرك بهذا كله
ولكن الأمر زاد، أقسم بالله لك زاد فعلاً عن حده، وأنت تعلم جيدًا أني شخص ملول
ولكن اسمح لي أن أطلب منك أن تحضر الآن مرة واحدة تعال، وسوف أخبرها والله بكل شيء، سأخبرها أنك كنت تقرأ رسائلي ثم تأخذ ...
أنت تعرف طبعًا ..
أنت
تعرف!
هناك تعليق واحد:
ها اقول لا الهالا الله يا له من غضب مكتوم
مرحي... مرحي..
إرسال تعليق