دعوني أتحدث معكم ببساطة، أو بسهولة يعني، أو حتى بصراحة مطلقة ...
دعوني أتحدث معكم .. وخلاص ...
أعطوني "الفرصة" و.. "المجال" .. لأتكلم .. وأقول! ...
الحقيقة أن الأمر محيِّر وممتع، ومعقد وملتبس ...
بمعنى أن الفترة قبل الماضية (على اعتبار إن الماضية تعود على الأسبوع الماضي) ... كانت أهدئ قليلاً، حيث كان يرقد جهازي العزيز في غرفة العناية غير المركزة، وباختياري قررت أن أؤخر أمر إصلاحه، واعتمادًا على غيابي المستمر عن المنزل، ثم استغنائي بكمبيوتر العمل للضرورة (مش القصوى يعني) ...
ولكن زاد الطين ... أن الرغبة في الانفصال عن ذلك العالم الذي يسرق كل شيء بدت أكثر إلحاحًا ..
حينما كان الجهاز عاطلاً، كنت لا أرثيه، بل أطالب التلفزيون (أيضًا) بأن يقتدي به، حتى أتمكن من الجلوس معي، أو معها، أو معنا، ... مع الكتاب، الورق،،، عوالمنا الاقتراضية غير الالكترونية (هل أدرك أحدٌ ذلك قبل وجود الإنترنت) ....
نصنع لأنفسنا سعادتنا الخاصة جدًا، وابتساماتنا البريئة الـ ..من القلب .. لا من مشهد مسرحي، أو فيلم كوميدي بممثلين ومؤلفين ومخرجين .. ودنيا وعالم، بل بصفحات ..."ورق" .. و "كلام" ... مكتوب بعناية، وخالق لعالم أكثر روعةً .. وجمالاً ..
مع اعتزاز الواحد منّا (الفرد السيبري) بكل أنشطته الإلكترونية، من محادثات، إلى متابعات، وقراءات مدونات، وصحف ومقالات، بلا ، بلا ، بلاا ... إلا أنه يبقى للأشياء القديمة مذاقها وشهيتها الخاصة، تقرأ من كتاب، وتعيش معه، تقلب صفحاته، تأخذه بين يديك أينما انتقلت، تفكَّر معه وأنت تطالع وجوه المَّارة، والناس ينظرون إليك شذرًا أحيانًا ( حتى الآن لم تنتشر ثقافة القراءة في الشارع.. ذكروني أن تكون التدوينة القادمة عن مهرجان الكتب للجميع) .... تتأمل العالم من حولك، مليء جدًا ومزدحم بالوجوه مرة، بالسحب والغبار مرة أخرى، تستريح من كل هذا العناء .. أصلاً .. وتنام ...
أو تفكر في تدوينة جديدة تكتبها .. الآن !! ...
أفكِّر في الاختفاء الطوعي ... مثلاً .. التوقف عن التفكير في ما أكتبه ومالا أكتبه، التوقف عن الشعور بالمسؤولية إزاء .."ما يحدث" !!، تأمل العالم ومشاهدته وكأنه من شاشة تلفاز مثلاً !!
هناك طرفان نقيضان فيما أرى للموضوع أولهما السلبية (وهو الأبرز) لأن المشاركة موصوفة دائمًا بالإيجابية وكذلك التفاعل في صنع أو خلق الأحداث، أعتقد أن هذا عندما تكون مؤثرًا فقط، الثاني أكثر راحة، وجمالاً فيما أراه، التأمل الخالص من كل رغبات كتابية !! ...
التوقف لأن هناك أشياء أجمل علينا أن نتهم بها ونمارسها أكثر ..
لأن الإنترنت والتقليب في المواقع ومحادثات الماسنحر تقتل الكثير من الوقت .. والوقت كالسيف (لو فاكرين) ...
ومع ذلك ها أنذا ... أكتب هذا الموضوع، وأنشره هنا ...
ولا أستمع لنصائح نفسي !!!
................
واقرؤوا .. إن شئتم >>>> خلـسـة المختلــــس .. لفاطمة ناعوت
فاصل ... و قد لا نعود ... قرار مفاجئ:)
دعوا ..مــارس .. يتنفس ، بلا تدوينات ... (مثلاً)