أنت

في حياتي كلها أتوقع أن تكوني بذرة الضوء التي لا أدري كيف تنمو بداخلي لتنير اليوم، لكن أثرك أعجز ـ لازلت ـ عن التعبير عنه **** ، ولكنكِ تفرحين، وها أسنـانك تظهر .. ف تبتسمين :) وتطلع الشمس، هذه المرة ليس عنِّي بل عن جميل مرورك كلما حدث ... أمــــــــانـــــة عليكو أي حد يعدِّي هنا يترك تعليقًا .. ليستمر النور :)

الثلاثاء، 20 أكتوبر 2015

قبلةٌ لمرورك .. العابر

هناك فكرة ساذجة وعبيطة تفترض أنكِ تمرين من هنا كل فترة (ربما كل يوم) وتقرئين كل ما أكتب، وعليه فينبغي عليَّ:
 1ـ أن أكتب كل يوم، 2. أن أهتم بشدة بما أتركه هنا، 3. أن أحرص على رش المكان بالورود.
 ولكن:
1.    تفتكري لو بشوفك كل يوم.. إيه؟!
2.    هوا إحنا مش قلنا م الأول إن دي فكرة ساذجة
3.    وماذا بعد؟!
تغيبين!
وأنا أمجد هذا الغياب، وأحتفي به جدًا، كما ترين، ولكنه يقتلني!
هناك عدد من المعادلات التي يمكن أن نحيل إليها كل غياب، ليس غيابك أنتِ بالضرورة، كل غياب على الإطلاق، لقد تعلموا منكِ جميعهم تقريبًا، فأصبحوا يحضروا لكي يغيبوا .. ما أجمل ذلك شاشات متراصة كل ما نفعله معها أن نبتسم لأصحابها، لكي يغيبوا، أتوقع بعد تكرار الموقف لأكثر من ألف مرة ـ كما ذكرنا في تدوينة سابقة ـ سنمرض بالاعتياد، وسنألف تقلب الوجوه ذاك، فلا تلوميني بعد ذلك!
 طبعًا لست أنا من كتب "لاتلوميني" ولا "بعد ذلك" تلك، الذي كتبها هو شخص عنده أمل أن ثمّة عودة بعد كل هذا الغياب، ما رأيك في "سقف الكفاية"؟
 تلك الرواية السخيفة، التي افترض كاتبها بعد 600 صفحة من التذكر والحنين، أنه "حبيبته" عادت أمامه فجأة، وترك القارئ هـ كذا ، بعد كل هذا !
آآآهـ .. أشياء مزعجة يا "أختي"، ومؤرقة، أي والله!
 نحمل قلوبنا، وتحمل لنا قلوبنا الهم باستمرار،
المهم أن إحداهن كتبت بالأمس عن فكرة "كم جميل لو بقينا أصدقاء"، طبعًا هي لا تعرفك، ولا تعرف الأشياء الجميلة الأخرى في الحياة ! 
 الدنيا تتغيّر يا "حُلوة"  وما نتحدث عنه الآن يغدوا الأكثر ابتذالاً مع الأيام!
هههه يفترض بي مثلاً أن أحدثك الآن عن ... ممممممممممم عن ماذا؟!
 ضعي احتمالاتِ أربعة
 إن لم يكن "الكتب" من بينها، فسأقطع علاقتي بكِ فورًا ..
لا تبتسمي أرجوكِ (خلينا نكمِّل جد شويّة)
نعم، لا تزال الكتب منحني بهجة حقيقية، ولا تزال مقول الحافظ (ملت للكتب وودعت الصحابا لم أجد لي وافيًا إلا الكتاب) منطبقة معي، وإن كان الكتاب في الحقيقة مرتبط هذه الأيام ببعض الصحاب، المتعلقين به، كأن يرسله لي أحدهم، كم هو جميل هذا الأمر، لاسيما إذا كان الكتاب جميلاً أيضًا، وإلا فأنا أعاني أحيانًا ممن يرسلون لي مالا يستحق القراءة، أو على أٌل تقدير مما يستهلك وقتًا لا فائدة منه، لأنه ينتظر رأيي، من أنا لأقول لكم يا اخواننا؟!
المهم، أن هناك كتبًا مبهجة، لن أتحدث عنها الآن طبعًا، لأنكِ تعلمين أين تجدي ما أكتبه عنها J  (جود ريدز واليوم الجديد، ما تنسييييش)
لازلت أفكَّر كيف يمكن أن أتعامل مع الغياب باعتيادية!
 ادعي لي .. فأنت أقرب! 

الجمعة، 16 أكتوبر 2015

في مدح العلاقات السطحية والعابرة!


.
مبدئيًا هذا الموقف يحصل عشرات المرات، بل آلاف المرات، وليس عليك في رصده أي خطر! كل ما عليك هو أن تتعلَّم موقنًا في قرار نفسك البعيدة أنك مثلها تمامًا (مابتتعلِّمش)!
(وقفٌ من أجل الأغنية)
(تعرف فلان؟ أعرفه، عاشرته؟ لأ، يا "زين المعرفة")
 نريد أن نغيِّر كثيرًا في قناعاتنا بما يتعلَّق "بالعشرة" وما يظنونه فيها من خير، ولعلَّ الأجيال القادمة ـ عزيزتي ـ ستكون أقدر وأكثر خبرةً منَّا ودراية في ذلك، فهم لن يتوقفوا طويلاً عند حدود ما نتعارف عليه باسم "طول الأمد" و"العشرة" بل سيقلبون الناس كما نقلب صفحات الكتب، وستظل معرفتهم بهم سطحيّة وهشَّة!
عودٌ على بدء،
 ذلك الموقف يحدث باطراد، تجلس في "القطار" وتمسك بين يديك روايتك المحببة، وتطالع صفحاتها، فيما تجلس هي بجوارك، بجوارك تمامًا! تختلس نظرةً إلى "النور"، كنت تظنه مرآةً تعكس الشمس، فإذا به (والله) وجهها، تعود لصفحاتك لتفاجئ بحلول الليل، فإذا به (بعد التفاتتك السريعة) خصلات شعرها، ترتبك!
طبعًا ترتبك، تحضر كل الأغاني والأفلام والأشعار الآن، لا تذكر أن بين يديك ورقا ورواية، أحبيني بلا عقدٍ، تتذكر فورًا Before Sunrise هذه هي بطلتك المستحيلة ستبدأ معها الآن حوارًا ممتعًا، ولن ينتهي إلا بوعدٍ بمقابلة أخرى، ولكن لحظة ..
لقد انتهى الحوار بالفعل، ابتسمت لك مرتين، وشاركتك بعض اهتماماتك، ثم انصرفت، متمنيةً لك يومًا جميلاً!
انتهى كل شيءٍ يا عزيزي، لن تغيَّر خط سيرك من أجل عابرة
 ستعبر أنت أيضًا، وربما يتوقف بك القطار فجأة، وتكتشف أنك وصلت أخيرًا!
في المساء، ستستعيد وجهها ال"نور" وابتسامتها الـ "مشرقة" وستكون ممتنًا جدًا لهذا المرور العابر، وهذه اللحظات الخارجة من الزمان، ستبحث عن اسمها على فيس بوك، وستضيفها وستقبل إضافتك بسعادة.
 هذا كل شيء، من فضلك لا تفكر فيما هو أكثر من ذلك!
 احترم قدسية اللحظات العابرة، هي التي تبقى، تذكَر أنه بعد سنوات ستقول لك قابلتك منذ سنوات، وكيف تغيَّر بكما الحال منذ ذلك الوقت حتى الآن، ربما استرجعتما معًا تلك اللحظات الغريبة، كلها كلها في ساعتين، وينتهي الأمر كما بدأ!
لن تنشأ بينكما مواقف سخيفة ولا أمور معقدة، لن تعدك بمقابلة وتخلفها، ولن تخبرك بوصولها وتتأخر عليها، لن تسألك سؤالاً وتجيب بشكل بارد، ولن تحضر لها هديةً فترفض أخذها! لن يحدث شيء مما توهم نفسك به مما يستمر لأيام وأسابيع وشهور وتعجز عن الإحاطه بتفاصيله الكثيرة!
العلاقات العابرة أجمل، والسطحية ألذ وأبقى
 صدقني




السبت، 12 سبتمبر 2015

مجرد محاولة بسيطة .. للإمساك بال. . . بال .. باللحظة!

 لم يكن الكلام أجمل الأشياء طبعًا، ولا الحديث العميق عن الكتابة والجدوى، ولا الحكايات المسجَّلة باعتناء بالغ في notes الموبايل، بل وربما أبالغ فأقول ولا حتى إغماضة عينيكِ عند كل ابتسامة ..... تلك التي ... والذين ..
 أجمل الأشياء قطعًا فترات الصمت تلك و"السرحاان" العابر، حتى نعود لموضوعٍ آخر، أو نصل ما انقطع أو نعلِق على شيء بسيط، تلك كانت الأجمل قطعًا ..
.
وربما يكون جميلاً أيضًا ما أفعله الآن، محاولة الإمساك بلحظةٍ لا أعلم هل ستتكرر، يتردد في ذهني الآن كل اللقاءات العابرة الشبيهة، والناس الناس الناس الذين يختفون فجأة في الزحام، ونحاول أن نسترجعهم كل مرة فنفشل، ونحاول فنفشل، حتى ينقطع الأمل!
الأجمل هو محاولة الإمساك باللحظة، ذلك التوثيق،
 الآن، في عودتي للمدونة، أتذكر أن هناك الكثير من المدونين ـ اطمئنّي تمامًا ـ يكتبون أجمل منّا، ولا ينشرون شيئًا، ولا يهتمون أصلاً بذلك السخف كله،..
 نجومي الأليفة ـ كما أسمتهم عزة رشاد ذات رواية ـ الذين لا يهمهم كل ذلك الصخب الدائر، هم يخلصون للكتابة فقط، ويكتبون ما يحبونه مهما كان تافهًا وعبيطًا أو جميلاً وعميقًا أيضًا، ولكنهم يخلصون ويصدقون، لايتكلفون لكلمة، ولا يجملون عبارة، تأتي الكلمات منهم هـ كذا، تأخذ مكانها في القلب بالضبط .. فيهدأ ويسكن
أليست تلك غاية الغايات ورسالة الرسائل كلها؟!
.
لو لم تكن كل القصص والحكايات على اختلاف أحداثها وأشخصاها وحوادثها وخيالها الجامح أو البسيط كلها كلها لم تهدف إلى أن تستقر بقلوب قارئيها فما يمكن أن يكون الهدف منها بالأصل، لا أهمية ولا جدوى أبدًا لأي كتابة مهما زوقها كاتبها ونمقها وحلاها ... مالم تصل للقلب .. والله!
أفكَّر الآن في القصة التي سأسرق فكرتها، وأضحك، ما كانت فكرتها أصلاً؟! لقد تركت الأثر وذهبت، قالت هنا كتابة جميلة، هنا نفس نقي يمكن أن تسكن إليه .. ورحت ..كما جئتِ .. بسرعة، فما كان أجمل تلك الكتابة وما كان أدوم ذلك الأثر!
.

لا نفعل في الحياة أكثر من ذلك أبدًا، نحيا الحياة بطولها وعرضها وتفاصيلها المعقدة كلها، ذهاب وعودة ألف ليل وألف نهار، لنصل إلى لحظةِ نقاءٍ عابرة كـ تلك، تمضي .. بسرعة، فنعود في أثرها نحاول الإمساك ببقاياها، وندعو الله أن تتكرر أبدًا وتدوم! 

الخميس، 30 يوليو 2015

كيف الحال؟!

 أود  الآن فقط مثلاً أن أبدو مجنونًا،

 ماذا عليّ أن أفعل، ألقي بكل تلك الكتب على الأرض بفوضوية شديدة، ألقي بالأكواب والأطباق على الأرض وأكسر بعض الزجاجات، سأحرص على ألا أسير عليها، لست غبيًا، أود فقط أن أعبَّر عن ذلك الضيق..
 عاديٌ جدًا، صديقي ـ كما اتفقنا على تسميته ـ .."غيابك" ..

حتى الكتابة تنفر مني والله، تتطاير .. كل الأفكار التي تحاوطني، وكل ما أود أن أقوله يتلاشى ..
 سأحاول أن أجرب الصمت أكثر
.
تخيلي مثلاً أن أنسى كلمة سر هذه المدونة؟!
 سأرتاح بالتأكيد،
 أن أغلق حسابي على فيس بوك،
 سأرتاح أكثر،
.
 أن أنام ولا أحلم!


الثلاثاء، 9 يونيو 2015

تجري الرياح وتأتي السفن .. رحلة ألمانيا



لاشيء يدوم على حال، قابلت الرجل إذًا، أعددت العدة وحاولت جاهدًا أن أحصر عدد من أعرفهم من كتّاب شباب، وما قد يمكن أن يسألوني فيه عنهم، وما إذا كانت علاقتي بهم تسمح بمزيد من المعلومات أم لا، وأعددت كذلك ـ على جانب آخرـ معلومات عن أعمالهم وكتاباتهم ومحاولاتهم ودور نشرهم، استفدت استفادة بالغة مما بثه بعضهم على صفحات التواصل الاجتماعي (قسمًا بالله يقولون تواصل اجتماعي ويقصدون فيس بوك لوحده) وحاولت أن تكون أفكاري مجمَّعة مرتبة قدر الإمكان والاستطاعة .
جاء عرضه للأمر وطريقته في الحديث عنه، كمن يحدث حبيب عن حبيبته، أو صاحب عن صاحبته، كان بسيطًا غير مفتعلاً، ودودًا غير متجهمًا، بالمناسبة لم أشعر أني في مؤسسة الرئاسة أصلاً .. بل شعرت أني في شركة من شركات (متعددة الجنسيات) المالتي ناشيونال تعرض عليَّ خدماتها، تعرفون هؤلاء الشباب حسنو المظهر الجميلون جدًا الذين يقابلونك بابتسامة ويعرضون عليك فيلا في شرم الشيخ مقابل قسط شهري تافه، وتجلس أمامهم لفترة طويلة تسمع العرض وفي رأسك تدور الأفكار والأحلام والخطط والأماني، ثم تستعيذ بالله من الشيطان قبيل نهاية اللقاء وتدرك أنها شركة نصبٍ كبرى وتنسحب بهدوء!
 طبعًا شعرت بالأولى، ولم يكن للأمر أي علاقة بالنصب أو الاحتيال أو ما شابه
كان الرجل بشوشًا (كما قلت يعني) ورأيت ابتسامته التي كنت قد تخيلتها من قبل (فاكرين ولا أفكركم؟) وتجذابنا أطراف الحديث .. وهكذا وهكذا ..
لم يكن الأمر خطيرًا كما حدست، حدسي يخيب كثيرًا هذه الأيام، تذكرت حدسًا آخر يتعلق بجاري المريض وزوجته الحسناء، الذي كنت أعتقد يومها أنه مات، وذهبت لأؤدي واجب العزاء بروح معنوية عالية ففوجئت بأنه مريض لم يمت أصلاً، هذا ليس موضوعنا ..
 كل ما في الأمر أن رئاسة الجمهورية (سأقولها مرة أخرى) أن رئاسة الجمهورية (لو كررتها مرة أخرى بيني وبين نفسي ستزول رهبة الكلمة تمامًا، لقد ذهبت بالفعل، وجلست مع الرجل، ولم يكن الأمر خطيرًا) رئاسة الجمهورية تريد التعرف على (يعني هو ليس التعرف بالضبط، فهم يعرفون كل شيء) على عدد من الكتّاب الشباب، بشكل شخصي وحميم (لايذهبن عقلك إلى أشياء بعيدة) أملاً في أن يتم اختيار أفرادٍ منهم لمرافقة السيد الرئيس في جولته ...................
يتم اختيار أفراد منهم لمرافقة السيد الر .....
 يتم اختيار أفراد منهم لمرافقة ....
كيف يتأتى لهذا الرجل الجمع بين هذه الكلمات بهذه السهولة، أتذكر الآن، بعد أن لممت شتاتي وعادت إليَّ أركاني في منزلي المتواضع البعيد كل البعد عن مؤسسة الرئاسة ومنسوبيها، أتذكر أن الكلمات جاءت متتابعة وأن استيعابي لها جاء متفرقًا، اختيار وأفراد ومرافقة والسيد الرئيس؟!!
لماذا لايكون هناك أسلوب أفضل في التعبير عمّا يريدونه أقل تأثيرًا على قلوبنا المرهفة!

لايمكن أن أتخيّل الأمر مجرد تخيل، لاسيما وأنه تم استدعائي منذ البداية، أي أنه يمكن ـ وبعملية حسابية بسيطة ـ افتراض أنني سأكون ضمن الوفد الـ ... 
 يا إخواننا قولوا كلامًا غير هذا، بالله عليكم ..
 ورقة شجرة تستنجد وسط الرياح وتقول ها أنا أسقط .. أهه أهه
 شعرت بنفسي هكذا بالضبط والله!!
 تظاهرت بعدم الفهم الكامل أول الأمر، ثم بدا أن محاولتي باءت بالفشل، لأنه ابتسم لي قائلاً أن الأمر بسيط الرئيس يريد أن يرافقه بالفعل هذه المرة وعلى غير المعتاد عدد من شباب الكتَّاب، لأنه يعلم ما للسفر من فوائد في العملية الإبداعية من جهة، ولأنه يريد أن يقترب (نعم يا خويااااا؟!!) يقترب منهم ويسمعهم بالفعل (تذكرت الآن حوارًا دار مؤخرًا مع رئيس الوزراء وعدد من الصحفيين الشباب أيضًا، يبدو أن هذه الدولة تتعمد هذا الأمر، ويبدو أن ثمة نور في آخر النفق!!)
حسنًا إذًا، الأمر بسيط،
 كان اللقاء الأول بالنسبة لي صعب ولم أستطع أن ألملم أفكاري التي كنت أعددتها، كنت كمن يقابل حبيبته للمرة الأولى فينسيه حضورها "الكلام كله" .. لذا اقترحت على السيد المسؤول الذي قابلته (هكذا قرر أن يعرف نفسه) أن أجمع له ما أراه مناسبًا من أسماء الكتَّاب وأخبارهم وآتيه بهذا كله في .. امممم المرة القادمة لو .. امممم لو أمكن!

 لم يغيَّر الرجل من ابتسامته وهدوءه الحد الذي جعلني أفكَّر فعليًا فيما إذا كان يعبس، أو يمكن أن يستفزه أحد فيبدو على وجهه تجمهاً، وما إذا كان أصلاً مخلوق مثلنا أم مخلوق بهذه الابتسامة وهذا الهدوء الذي أوشك أن يكون مستفزًا ..
 أخبرني ـ وياللعجب ـ أنهم يعرفون (لماذا لايقول أعرف، لا أفهم والله!)  أن عندي معلومات الكثيرين منهم وأخبارهم، ولكن إن شئت أجلت ذلك للقاء آخر فلا بأس، على ألا أتأخر، سيكون لقاءنا بعد يومين ..
 وابتسم وهو يصافحني مودعًا.

لماذا لاتوجد كاميرات تصوير في هذا المكان

السبت، 6 يونيو 2015

رحلة ألمانيا .. 1

 معظم النار من الفاير ووركس

استيقظت فزعًا مساء ذلك اليوم على صوت اهتزازات جهاز المحمول الخاص بي، رغم أني وضته على ال"فايبريشن" ولكن يبدو أنه حينما يأتي القدر يعمى البصر، كما يقولون، لأفاجئ ب خمس اتصالات ممن سمى نفسه (رقم غير معروف) قلت لنفسي لعلها لعبة من ألعاب أحد أصدقائي أو مزحة من مزاحهم، فلم أول الأمر كثير اهتمام، ولكن النوم قد طار!
قاتل الله "غير معروف" أفندي، ما إن استقر موضعي على قاعدة التواليت "أعزكم الله" حتى استعاد جهاز المحمول أزيزه بأغنية موبينيل الشهيرة (عشان لااازم نكون مع بعض) .. حاولت أن أسارع فيما كنت أقوم به حتى ألحق بالرنين المتصل قبل أن يغلق غير المعروف الخط، فلا أتمكن من معرفه من يكون، وبالفعل تمكنت من اللحاق به.
جاء صوته هادئًا رصينًا بسيطًا متمكنًا، سألني عن اسمي متأكدًا، وأخبرني أنه يريد مقابلتي، مقابلة من يا رجل ؟ أنا؟!  أجاب بابتسامةٍ تخيلت شكلها الساحر عبر الأثير أن نعم، أنت، أنت تحديدًا، فنحن نعرف .. (ربكم والحق نحن هذه أربكتني) أنك واحدٌ من الكتّاب المغمورين، ونعلم  كذلك أن لك صلات لا تنقطع بعدد من جيل شباب الكتاب، تنحنحت وغامت الكلمات في حلقي لأقول بعضهم فحسب يا سيدي، بدا الابتسام ديدنه وشكله العام وهو يرد بهدوء غير مفتعل، هؤلاء هم من نريد، وسنخبرك بالتفاصيل ريثما نقابلك في مكتب الرئاسة!
 للزلازل تأثيرها الواضح، كنت أسمع عنه وأتخيَّل نفسي في يوم زلزالٍ وأنا أترنّح يمنة ويسرة، ولكني لم أتخيل أبدًا أن يأتي زلزال زلزال .. زلزال .. من مكالمةٍ هاتفية هادئةٍ كتلك، قال "مكتب الرئاسة" كما يرد أحدنا على صاحبه السلاام "وعليكم" .,.. قالها ببساطةٍ وتلقائية من لايجد في الرئيس والرئاسة بل والجمهورية كلها أي مسبب للخوف أو القلق، ومن نزع عن نفسه منذ فترة رهبة تلك الأماكن الحسّاسة شديدة التأثير، غابت الكلمات في حلقي مرة أخرى، ويبدو أنها مرت بأزمات طويلة، ووجدته يستدعيني بصوته الهادئ الوقور، أستاذ إبراهيم إنتا معايا؟ معك، معك طبعًا، معك دومًا، قلت له وقد بدأت الأسئلة تتراص في ذهني بتمهلٍ شديد: يعني حضراتكم عاوزني عشان الكتاب اللي أعرفهم؟
 بدا القلق في سؤالي، فكان رده الهادئ مرة أخرى: ماتقلقش، هتعرف كل حاجة ف وقتها.
 كدت أغلق الخط وأنا أقول له تحيا مصر!
.
علاقتي بالكتّاب الشباب ليست بهذه الخطورة والأهمية (أقسم بالله) أعرف بعضهم بحكم احتكاكٍ لازمني منذ فترة تعليمي المبكرة الإعدادية والثانوية تحديدًا وعلى أثرٍ من ارتيادي لبعض المكتبات ولقاءاتي ببعضٍ منهم في حفلات التوقيع، حقيقةً لا أعرف كيف بدأ الأمر، ولكن يبدو أنه في طريقه لأن ينتهي، فليتمم الله مساعينا، وليكللها بالنجاح!
.
أخذت الأفكار تتناوشني، وذهبت إلى مكتبتي الصغيرة المتواضعة أنظر فيها علّي أجد كاتبًا شابًا يخرج لسانه لي، ويقول أنا أيها الغبي، لماذا يريدون كتابًا شبابا؟! وما إن فكرت بطريقته التي تحمل نون الجماعة على التصرفات الفردية حتى اعترتني قشعريرة مفاجئة أنا الآخر، من هم؟! أيعقل أن يكونوا هم هم فعلاً؟! أم أنهم آخرون غيرهم؟!
 حاولت أن أفكِّر بأكثر النقاط إيجابية في أمر اتصال هاتفي من رئاسة الجمهورية، تذكرت على الفور أن هذا واحد، واحد فقط من نتائج ما فعلناه في أيمانا الميمونة الأخيرة (ها أنا أستخدم نون الجماعة فلا أهتز إلا فخرًا) نعم، معقولٌ جدًا بعد أن قنمنا بثورتين، وما شاءت لنا الآلهة من عمليات التجميل، أن يحصل كاتبٌ مثلي على اتصالٍ عابر من رئاسة الجمهورية، ماذا في هذا يعني، ألم تكن الثورة الثانية (على سبيل التحديد) قد قامت على أكتاف بعض الشباب، ونذكر أسماءهم جميعًا!!
 نعم، الدنيا بخير، ورئاسة الجمهورية بدأت تلفت أخيرًا لعقول أبنائها وأرواحهم (أليست القراءة غذاء الروح؟!) ويبدو أنها بصدد عمل ورشة تثقيفية تربوية تنموية تعليمية شاملة للكتّاب الشباب، حتى تخرج كتاباتهم على المستويات المرجوة المأمولة، بل وربما تتجاوز ـ كالمعتاد ـ حدود المحلية لتصل ـ بعون الله وسلامته ـ إلى ضفاف العالمية، يومها، ويومها فقط، يمكن أن نحيل العجز بالإنجاز إعجازًا، ونرى كتابنا الشباب يحصودن جوائز العالم ..
.
 ولكن ما شأني أنا بكل هذا؟!
قال بارك الله فيه، وسدد على طريق الحق خطاه، قال ستعرف حينما تأتينا (هذه نون جماعة مقلقة ولاشك)
.
كل ما عليَّ أن أستعد، وأهيء لكل سؤالٍ جوابًا، وأعد للإجابة صوابًا، وللحظة الفارقة ما تستحق!

...... ... .. 

الاثنين، 20 أبريل 2015

مما جاء في التخزين، واستحالة الاستعادة ..

سنغنّي ولو لم يبق في الإناء إلا قطرة!
 ألملم نفسي لكي أكتب، فلا أجدني!
ولكني أتذكّر ذلك المشهد، وأراهن أنكِ لم تفكري فيه ..
 "التخزين"
تلك اللحظات الماضية التي لن تعود، ألا يحسن بنا في مراّتٍ قادمة، أن نحسن "تخزينها" حتى نتمكّن في يومٍ ما من استعادتها .. كما كانت .. وربما أحسن!
ستخبريني بابتسامتك الهادئة أن ذلك "مستحيل" وسأذكرك أن كثيرًا من "المستحيلات" مؤخرًا قد حصل، وأن المسافة بين الواقع والخيال هي ما نشعر به نحن، لا مايفرضه علينا الآخرون، ولكنكِ لن تقبلي بالتخزين مرة أخرى، وستفكرين بطريقةٍ سلبية أيضًا، وستقولين أن بعض الأشياء ربما يفسدها التخزين، ويصعب بعد ذلك استعادتها، سأقول لكِ ولكنها تبقى، يبقى منها شكلٌ أثرٌ هيكل، ستزعمين أن كل ذلك سيزول .. سأدور حولكٍ مرارًا .. زاعمًا أني سأغنّي ولو لم يبق في الإناء إلا قطرة .. وستتبخّر القطرة .. وأظل مستمسكًًا بالإناء!
.
 ماجاء في الإناء الفارغ بعد امتلاء!
.
 اكتبي أنتِ عن الإناء، واكتبي عن قطرات المطر!
 اكتبي أنتِ عن هذا العبث الذي نلملم أجزاءه فيتبعثر، اكتبي عن مشاعرنا الطيّبة التي تتجمّد فلا هي بقيت للناس ولاشعر بها أحد!

اكتبي عن الامتلاء في الحضور ولاتملي فالملل لا يتسرّب إلا للقلوب الضيقة! 

السبت، 4 أبريل 2015

الشوق والفقد والحنين والوحشة وما بينهم من قلة أدب التعود وبساطة العبور ثم هدوء تجاوز ذلك كله!



لن أقدِّم لكِ خارطة العالم ثم أحدد مكانينا بالضبط لأقول، يمكننا أن نعبر هكذا ..
 أدركتِ الآن، كما أدرك تمامًا أن المسألة لم تعد تُقاس بالمسافات، المسألة أقرب إليكِ من "شربة ماءٍ" طلبتها منكِ يوم كنَّا عطاشى وأمرتني حينها بمواصلة الصوم، ثلاثة أيامٍ أصوم وأصبر، أتذوق حلاوة الجوع أملاً في اقترابٍ وشيك، حتى إذا ما اقتربت .. كأن شيئًا لم يكن!
تعلَّمت الدرس طبعًا، لكن طريقة التلقين تلك آذتني!
 حتى أصبحت في كل مرة أعطش فيها أشرب حتى امتلئ، ولا امتلاء!
يزعجني الغياب مهما امتلأ الحضور وأتخم، أصبحت أرصد حالات فقدكِ  مع كل حاضرة وراحلة بلازاد ولا راحلة!
لم يعلمني التكرار شيئًا، وتخبرني صديقتي أني سأتخلص من تلك "الحالة" قريبًا هي لا تدرك ما يسكن فيَّ وأسكن فيه، هي لا تدرك تلك التفاصيل العابرة التي لفرط اعتيادها أصبحت مزعجة، ولفرط تكرارها تبدو سخيفة، ولكنَّها كلما مرّت رغمًا عني ابتسمت وتذكرت ..
 عزائي الوحيد أنكِ لن تقرأي ما أكتبه الآن، لقد ضعت في الزحام ..
 ما أجمل هذا الضياع، وما أجمل أن أكون صفرًا في الأعداد الكثيرة التي أغرمتِ بها ..
بل حتى ما أجمل (تُنسى كأنَّك لم تكن)
كنت وكنًا، ولن تمر الأشياء بسهولة، كما أنها لن تُنسى بالكلمات، ولن تعود طبعًا،

ليست المشكلة في عودتكٍ من عدمها، فلا شيء يعود، والأيام التي لا ندفعها للأمام لن تعود بنا ـ قطعًا ـ للخلف
 المشكلة في ذلك العبور البسيط ثم مايزعمون أنه تجاوز!
لاشيء يعود، لا عبور بسيط، لايمكن أن نتجاوز


 انتهى! 

الجمعة، 16 يناير 2015

تجاهلوا الحاجة بضمير ..

أخطر ما يواجه الإنسان في هذه الحياة هو في ظني يعني الأوهام والضلالات، التي يظل المرء مقتنعًا ومؤمنًا بها لفتراتٍ طويلة في عمره، ويأتي من يؤكدها له ويوهمه أكثر بصدقها وحقيقتها، ولكن مع مرور الأيام (تقول الأيام كلمتها) وتثبت الحقيقة واحدة راسخة لاتهزها الرياح ولا الأنواء ولا الضلالات ..

لا تتوقف الحياة عن تعليمنا في كل مرحلة من مراحلها، ولا يكف أناسٌ بأعينهم عن بث رسائل التوجيه والإصلاح من حينٍ لآخر بشكل غير مباشر غالبًا بل قد لا ندركه إلا لفرط التكرار الذي يعلم الأذكياء والحمار!
نبقى ممتنين (في نهاية الرحلة) للأيام التي تقلبت فأرتنا الحقائق، وللأشخاص والناس الذين بثوا هذه الحقيقة كلٌ بطريقته ..
من هذه الأوهام والضلالات، أو كما يقولون يعني (حلقة اليوم) يتكون عن خرافة تم ترديدها طويلاً وهي (احضنوا الحاجة بضمير .. اللي فاضل مش كتير!)

والنص من قصيدة شهيرة للشاعر الصديق العزيز "مصطفى إبراهيم" كما يعلم الكثيرين، ولكن المغالطات التي تطرحها هذا السطر أو هذه الفكرة تحتاج منَّا إلى وقفة لبيان عورها وخطئها وخطر ترديدها "عمال على بطّال"!
تفترض هذه المقول أن الأثر الأخير في التعامل مع الأشياء هو ما "سيبقى" وعليه، فهو ينصحنا ويرشدنا ويدلنا على ضرورة الاهتمام "بكل تفصيلة صغيرة" حتى لا تتفلت الأشياء من بين أيدينا مع مرور الأيام!

ومصدر الخطأ والخلل في هذا الافتراض هو شعور البعض (نسأل الله السلامة) أن مجرد "اهتمامهم" بتفاصيل اللحظات (سواء كانت أولى أو أخيرة) سيستبقي عندهم أو لهم أثرًا مغايرًا ومختلفًا عمَّا يتركه تجاهلهم لتلك التفاصيل في هذه اللحظات أو تلك!

وطبيعة الحياة وسريان الدنيا يخبرنا أن هذا محض افتراءٍ وتضليل، فلم يكن (احتضان الحاجة بضمير) أبدًا في لحظة من اللحظات سببًا ولو بشكل غير مباشر في استبقائها ولو لثانية أخرى إضافية، يقولون مببرين لهذه الفرضية أن كل الأشياء إلى زوال، ومادامت كل الأشياء إلى زوال وكل اللحظات حتمًا ستنتهي فما أهمية الإيهام بأن إضافة "بهارات" جديدة مختلفة للحظات الأولى أو الأخيرة سيكون فارقًا .. يا ناس يا عُبط يا عشمانين !!!!
 تجاهلوا الحاجة بضمير
 عيشوا المشاهد كلها أو ما تعيشوهاش .. مش فارقة!
.
بس كده J

الأحد، 11 يناير 2015

قد قالت كلمتها الأيام ..




.
فليبارك الله أولاً لكل من قرأ هذا العنوان فتذكَّر على الفور تلك الأنشودة البديعة التي كنَّا نتغنى بها أطفالاً .. لم تلوث براءتنا حقائق الحياة!
 ومايستدعي ذلك من "أناشيد" أخرى
(تهون الحياة وكلٌ يهون .. ولكن إسلامنا لا يهون) ..
بدا في الأيام التالية أن الأيام لا تقول كلمتها، وأن كلمة مطاطة مثل (المستقبل للإسلام) تتخذ شعارًا ووسيلة لأمور أخرى كثيرة عديدة، غير ما يقصده أصحابها من كون الحياة "إسلامية" .. الخدعة الكبرى التي سار حولها الملايين وصدقوها وآمنوا بها، وعملوا من أجلها، فلما وقعت الفأس على الرأس .. انكشف كل شيءٍ وبان، وظهر أن الفكرة ليست سوى "وسيلة" للوصول فعلاً .. (ياللكارثة) .. كما كان يقول "الأعداء" و "الحاقدين" و "الناقمين" ..
لن يتحوَّل الأمر إلى مراجعات فكرية عقيمة، أحب أن أعود فقط لتلك اللحظات البريئة الأولى،
هل تحب أن أذكرك بماهو أجمل : (لبيك إسلام البطولة .. كلنا نفدي الحمى) ..
هل تذكر سنوات الانتظار تلك، وكيف تحطمت كلها معأول صخرة من صخور الواقع؟!
ذهبت الفكرة الإسلامية والمشروع الإسلامي والباذنجان الإسلامي .. وبقيت وحدك .
حينما تعود ـ في كل مرة ـ إلى هذه الذكريات القديمة المملوءة بالشجن، لاتعلم هل كان حسن حظك أن ابتعدت سريعًا، أم هو حظك السيء، وهنا تتذكر على الفور صديقك الذي فقد إحدى عينيه بعد (فض الاعتصام) وتوفى بعدها بأيام!
هل كانت تلك "الشهادة" التي طالما تمنيتها؟؟؟
 ت م ن  ي ت ه ا ؟
متى كانت آخر مرة سألت الله فيها "الشهادة" .. بصدق؟!
 كيف راحت تلك الأمنية العزيزة جدًا؟
 متى إذَا سنقاتل "الكفار"؟؟ ومن سيفتح "القسطنطينية"؟؟
..........................
 قالت كلمتها الأيام
قالت أنك ابتعدت كثيرًا عن الخط المرسوم، وقالت أنك اكتشفت أن الخطوط معقدة ومتشابكة، وقالت أنك الآن رغم أنك لست على يقينٍ (كما كنت سابقًا) إلا أنك تشعر أنك أقرب!
قالت كلمتها الأيام،
وحينما تفكر في الأشخاص الذين عشت معهم تلك الأيام ورحلوا أو تركتهم غير آسفٍ عليهم، أو تراقب غيرهم متأملاً الفروق بين أصابع يدك الواحدة، تدرك ـ كما أدركت مبكرًا ـ أن الفكرة لاتموت بموت أصحابها، وأن اليقين المطلق والحق المطلق لا يملكه أحد وأن .....
تواصل الترديد
طوبى لرجالٍ قد عرفوا .. ما الدرب فساروا ما وقفوا

Ratings by outbrain