أنت

في حياتي كلها أتوقع أن تكوني بذرة الضوء التي لا أدري كيف تنمو بداخلي لتنير اليوم، لكن أثرك أعجز ـ لازلت ـ عن التعبير عنه **** ، ولكنكِ تفرحين، وها أسنـانك تظهر .. ف تبتسمين :) وتطلع الشمس، هذه المرة ليس عنِّي بل عن جميل مرورك كلما حدث ... أمــــــــانـــــة عليكو أي حد يعدِّي هنا يترك تعليقًا .. ليستمر النور :)

الثلاثاء، 9 يونيو 2015

تجري الرياح وتأتي السفن .. رحلة ألمانيا



لاشيء يدوم على حال، قابلت الرجل إذًا، أعددت العدة وحاولت جاهدًا أن أحصر عدد من أعرفهم من كتّاب شباب، وما قد يمكن أن يسألوني فيه عنهم، وما إذا كانت علاقتي بهم تسمح بمزيد من المعلومات أم لا، وأعددت كذلك ـ على جانب آخرـ معلومات عن أعمالهم وكتاباتهم ومحاولاتهم ودور نشرهم، استفدت استفادة بالغة مما بثه بعضهم على صفحات التواصل الاجتماعي (قسمًا بالله يقولون تواصل اجتماعي ويقصدون فيس بوك لوحده) وحاولت أن تكون أفكاري مجمَّعة مرتبة قدر الإمكان والاستطاعة .
جاء عرضه للأمر وطريقته في الحديث عنه، كمن يحدث حبيب عن حبيبته، أو صاحب عن صاحبته، كان بسيطًا غير مفتعلاً، ودودًا غير متجهمًا، بالمناسبة لم أشعر أني في مؤسسة الرئاسة أصلاً .. بل شعرت أني في شركة من شركات (متعددة الجنسيات) المالتي ناشيونال تعرض عليَّ خدماتها، تعرفون هؤلاء الشباب حسنو المظهر الجميلون جدًا الذين يقابلونك بابتسامة ويعرضون عليك فيلا في شرم الشيخ مقابل قسط شهري تافه، وتجلس أمامهم لفترة طويلة تسمع العرض وفي رأسك تدور الأفكار والأحلام والخطط والأماني، ثم تستعيذ بالله من الشيطان قبيل نهاية اللقاء وتدرك أنها شركة نصبٍ كبرى وتنسحب بهدوء!
 طبعًا شعرت بالأولى، ولم يكن للأمر أي علاقة بالنصب أو الاحتيال أو ما شابه
كان الرجل بشوشًا (كما قلت يعني) ورأيت ابتسامته التي كنت قد تخيلتها من قبل (فاكرين ولا أفكركم؟) وتجذابنا أطراف الحديث .. وهكذا وهكذا ..
لم يكن الأمر خطيرًا كما حدست، حدسي يخيب كثيرًا هذه الأيام، تذكرت حدسًا آخر يتعلق بجاري المريض وزوجته الحسناء، الذي كنت أعتقد يومها أنه مات، وذهبت لأؤدي واجب العزاء بروح معنوية عالية ففوجئت بأنه مريض لم يمت أصلاً، هذا ليس موضوعنا ..
 كل ما في الأمر أن رئاسة الجمهورية (سأقولها مرة أخرى) أن رئاسة الجمهورية (لو كررتها مرة أخرى بيني وبين نفسي ستزول رهبة الكلمة تمامًا، لقد ذهبت بالفعل، وجلست مع الرجل، ولم يكن الأمر خطيرًا) رئاسة الجمهورية تريد التعرف على (يعني هو ليس التعرف بالضبط، فهم يعرفون كل شيء) على عدد من الكتّاب الشباب، بشكل شخصي وحميم (لايذهبن عقلك إلى أشياء بعيدة) أملاً في أن يتم اختيار أفرادٍ منهم لمرافقة السيد الرئيس في جولته ...................
يتم اختيار أفراد منهم لمرافقة السيد الر .....
 يتم اختيار أفراد منهم لمرافقة ....
كيف يتأتى لهذا الرجل الجمع بين هذه الكلمات بهذه السهولة، أتذكر الآن، بعد أن لممت شتاتي وعادت إليَّ أركاني في منزلي المتواضع البعيد كل البعد عن مؤسسة الرئاسة ومنسوبيها، أتذكر أن الكلمات جاءت متتابعة وأن استيعابي لها جاء متفرقًا، اختيار وأفراد ومرافقة والسيد الرئيس؟!!
لماذا لايكون هناك أسلوب أفضل في التعبير عمّا يريدونه أقل تأثيرًا على قلوبنا المرهفة!

لايمكن أن أتخيّل الأمر مجرد تخيل، لاسيما وأنه تم استدعائي منذ البداية، أي أنه يمكن ـ وبعملية حسابية بسيطة ـ افتراض أنني سأكون ضمن الوفد الـ ... 
 يا إخواننا قولوا كلامًا غير هذا، بالله عليكم ..
 ورقة شجرة تستنجد وسط الرياح وتقول ها أنا أسقط .. أهه أهه
 شعرت بنفسي هكذا بالضبط والله!!
 تظاهرت بعدم الفهم الكامل أول الأمر، ثم بدا أن محاولتي باءت بالفشل، لأنه ابتسم لي قائلاً أن الأمر بسيط الرئيس يريد أن يرافقه بالفعل هذه المرة وعلى غير المعتاد عدد من شباب الكتَّاب، لأنه يعلم ما للسفر من فوائد في العملية الإبداعية من جهة، ولأنه يريد أن يقترب (نعم يا خويااااا؟!!) يقترب منهم ويسمعهم بالفعل (تذكرت الآن حوارًا دار مؤخرًا مع رئيس الوزراء وعدد من الصحفيين الشباب أيضًا، يبدو أن هذه الدولة تتعمد هذا الأمر، ويبدو أن ثمة نور في آخر النفق!!)
حسنًا إذًا، الأمر بسيط،
 كان اللقاء الأول بالنسبة لي صعب ولم أستطع أن ألملم أفكاري التي كنت أعددتها، كنت كمن يقابل حبيبته للمرة الأولى فينسيه حضورها "الكلام كله" .. لذا اقترحت على السيد المسؤول الذي قابلته (هكذا قرر أن يعرف نفسه) أن أجمع له ما أراه مناسبًا من أسماء الكتَّاب وأخبارهم وآتيه بهذا كله في .. امممم المرة القادمة لو .. امممم لو أمكن!

 لم يغيَّر الرجل من ابتسامته وهدوءه الحد الذي جعلني أفكَّر فعليًا فيما إذا كان يعبس، أو يمكن أن يستفزه أحد فيبدو على وجهه تجمهاً، وما إذا كان أصلاً مخلوق مثلنا أم مخلوق بهذه الابتسامة وهذا الهدوء الذي أوشك أن يكون مستفزًا ..
 أخبرني ـ وياللعجب ـ أنهم يعرفون (لماذا لايقول أعرف، لا أفهم والله!)  أن عندي معلومات الكثيرين منهم وأخبارهم، ولكن إن شئت أجلت ذلك للقاء آخر فلا بأس، على ألا أتأخر، سيكون لقاءنا بعد يومين ..
 وابتسم وهو يصافحني مودعًا.

لماذا لاتوجد كاميرات تصوير في هذا المكان

السبت، 6 يونيو 2015

رحلة ألمانيا .. 1

 معظم النار من الفاير ووركس

استيقظت فزعًا مساء ذلك اليوم على صوت اهتزازات جهاز المحمول الخاص بي، رغم أني وضته على ال"فايبريشن" ولكن يبدو أنه حينما يأتي القدر يعمى البصر، كما يقولون، لأفاجئ ب خمس اتصالات ممن سمى نفسه (رقم غير معروف) قلت لنفسي لعلها لعبة من ألعاب أحد أصدقائي أو مزحة من مزاحهم، فلم أول الأمر كثير اهتمام، ولكن النوم قد طار!
قاتل الله "غير معروف" أفندي، ما إن استقر موضعي على قاعدة التواليت "أعزكم الله" حتى استعاد جهاز المحمول أزيزه بأغنية موبينيل الشهيرة (عشان لااازم نكون مع بعض) .. حاولت أن أسارع فيما كنت أقوم به حتى ألحق بالرنين المتصل قبل أن يغلق غير المعروف الخط، فلا أتمكن من معرفه من يكون، وبالفعل تمكنت من اللحاق به.
جاء صوته هادئًا رصينًا بسيطًا متمكنًا، سألني عن اسمي متأكدًا، وأخبرني أنه يريد مقابلتي، مقابلة من يا رجل ؟ أنا؟!  أجاب بابتسامةٍ تخيلت شكلها الساحر عبر الأثير أن نعم، أنت، أنت تحديدًا، فنحن نعرف .. (ربكم والحق نحن هذه أربكتني) أنك واحدٌ من الكتّاب المغمورين، ونعلم  كذلك أن لك صلات لا تنقطع بعدد من جيل شباب الكتاب، تنحنحت وغامت الكلمات في حلقي لأقول بعضهم فحسب يا سيدي، بدا الابتسام ديدنه وشكله العام وهو يرد بهدوء غير مفتعل، هؤلاء هم من نريد، وسنخبرك بالتفاصيل ريثما نقابلك في مكتب الرئاسة!
 للزلازل تأثيرها الواضح، كنت أسمع عنه وأتخيَّل نفسي في يوم زلزالٍ وأنا أترنّح يمنة ويسرة، ولكني لم أتخيل أبدًا أن يأتي زلزال زلزال .. زلزال .. من مكالمةٍ هاتفية هادئةٍ كتلك، قال "مكتب الرئاسة" كما يرد أحدنا على صاحبه السلاام "وعليكم" .,.. قالها ببساطةٍ وتلقائية من لايجد في الرئيس والرئاسة بل والجمهورية كلها أي مسبب للخوف أو القلق، ومن نزع عن نفسه منذ فترة رهبة تلك الأماكن الحسّاسة شديدة التأثير، غابت الكلمات في حلقي مرة أخرى، ويبدو أنها مرت بأزمات طويلة، ووجدته يستدعيني بصوته الهادئ الوقور، أستاذ إبراهيم إنتا معايا؟ معك، معك طبعًا، معك دومًا، قلت له وقد بدأت الأسئلة تتراص في ذهني بتمهلٍ شديد: يعني حضراتكم عاوزني عشان الكتاب اللي أعرفهم؟
 بدا القلق في سؤالي، فكان رده الهادئ مرة أخرى: ماتقلقش، هتعرف كل حاجة ف وقتها.
 كدت أغلق الخط وأنا أقول له تحيا مصر!
.
علاقتي بالكتّاب الشباب ليست بهذه الخطورة والأهمية (أقسم بالله) أعرف بعضهم بحكم احتكاكٍ لازمني منذ فترة تعليمي المبكرة الإعدادية والثانوية تحديدًا وعلى أثرٍ من ارتيادي لبعض المكتبات ولقاءاتي ببعضٍ منهم في حفلات التوقيع، حقيقةً لا أعرف كيف بدأ الأمر، ولكن يبدو أنه في طريقه لأن ينتهي، فليتمم الله مساعينا، وليكللها بالنجاح!
.
أخذت الأفكار تتناوشني، وذهبت إلى مكتبتي الصغيرة المتواضعة أنظر فيها علّي أجد كاتبًا شابًا يخرج لسانه لي، ويقول أنا أيها الغبي، لماذا يريدون كتابًا شبابا؟! وما إن فكرت بطريقته التي تحمل نون الجماعة على التصرفات الفردية حتى اعترتني قشعريرة مفاجئة أنا الآخر، من هم؟! أيعقل أن يكونوا هم هم فعلاً؟! أم أنهم آخرون غيرهم؟!
 حاولت أن أفكِّر بأكثر النقاط إيجابية في أمر اتصال هاتفي من رئاسة الجمهورية، تذكرت على الفور أن هذا واحد، واحد فقط من نتائج ما فعلناه في أيمانا الميمونة الأخيرة (ها أنا أستخدم نون الجماعة فلا أهتز إلا فخرًا) نعم، معقولٌ جدًا بعد أن قنمنا بثورتين، وما شاءت لنا الآلهة من عمليات التجميل، أن يحصل كاتبٌ مثلي على اتصالٍ عابر من رئاسة الجمهورية، ماذا في هذا يعني، ألم تكن الثورة الثانية (على سبيل التحديد) قد قامت على أكتاف بعض الشباب، ونذكر أسماءهم جميعًا!!
 نعم، الدنيا بخير، ورئاسة الجمهورية بدأت تلفت أخيرًا لعقول أبنائها وأرواحهم (أليست القراءة غذاء الروح؟!) ويبدو أنها بصدد عمل ورشة تثقيفية تربوية تنموية تعليمية شاملة للكتّاب الشباب، حتى تخرج كتاباتهم على المستويات المرجوة المأمولة، بل وربما تتجاوز ـ كالمعتاد ـ حدود المحلية لتصل ـ بعون الله وسلامته ـ إلى ضفاف العالمية، يومها، ويومها فقط، يمكن أن نحيل العجز بالإنجاز إعجازًا، ونرى كتابنا الشباب يحصودن جوائز العالم ..
.
 ولكن ما شأني أنا بكل هذا؟!
قال بارك الله فيه، وسدد على طريق الحق خطاه، قال ستعرف حينما تأتينا (هذه نون جماعة مقلقة ولاشك)
.
كل ما عليَّ أن أستعد، وأهيء لكل سؤالٍ جوابًا، وأعد للإجابة صوابًا، وللحظة الفارقة ما تستحق!

...... ... .. 

Ratings by outbrain