إليها ...مباشرةً ..عزيزتي .. " الحب" لا يمكن فهمه " غـلط" ....
.
في علاقاتنا بالناس نقابل من نعرفه مرة، ومن لا نعرفه مطلقًا، ومن تظل علاقتنا به ملتبسة، فلا نحن نعرفه فنحبه، ولا نتجنبه فنكرهه! وأنا أتعامل مع الناس كثيرًا من منطلق أني لن أكره إلا من أبرني على ذلك، والله قد مدح في رسوله كونه "لينًا" (فبما رحمة من الله لنت لهم، ولو كنت فظًا غليظ القلب لانفضوا من حولك) ...
وفي كل الأحوال تثبت فكرة أن " حب الناس" في حقيقتها المجردة "نعمة" وفضل من الله، قد يحرص البعض عليها، وقد يسعى إليها الكثيرون فلا يحصلون !! ، من هنا كتبت الكتب، وألفت المؤلفات فيما "كيف تكسب الأصدقاء"، أو حتى "إزاي تخلي الناس تحبك" ؟!! ....
وأنا لا أدعي أن لديَّ "وصفة سحرية" أقدمها لمن يقرأ تجعل من يتعامل معك يحبك، و النصائح بهذا الصدد قديمة، وكثيرة، من مثل" أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم"، و أبني إن البر شيءُ هين، وجه طليق وكلام لين" ......
ولكن المشكلة فيما أرى تكمن دااائمًا فيما "بعد الحب"، وبالمناسبة أنا هنا لا أتحدث عن الحب الذي ينشأ عنه علاقة عاطفية، وارتباط "رسمي"، وإنما أتحدث عن الحب الذي جمع الله به قلوب الناس، وأمرهم بالتعارف والتآلف على أساسه ...
"بعد الحب" يبدو لكل طرف أن على الآخر نحوه واجبات، أو حقوق ... قد يقصر فيها كلا الطرفين، فيعتقدا أن الحب قل، أو أن ألعلاقة ستتجه إلى الأفول بعد التوتر !! ....
ورؤيتي أن هذا الحب ليس كذلك، لأنه أسمى وأجمل من أن يعلق نفسه أو أفراده بمصالح شخصية، أو أشياء مادية، ذلك أمرٌ اجتمع الطرفان له أو فيه على نحو من القلوب التي تتآلف لأنها تعارفت واتفقت.. قد يبدو في الأمر "جميل" و "رده"، ولكن الطرفان على يقين أن علاقتهما ليست مرتبطة بمدى ما يقدمه أحدهما للآخـر ! ....
و ... كده يعني ....
من تجاربي الشخصية، والتي لا أعلم أأحاسب عليها في الدنيا أم في الآخـرة، وجدت دائمًا أن "حب الناس" نعمة، وهي كأي نعمة، من الصعب الحفاظ عليها طويلاً، إنك لا تعلم فيم أحبك فلان، أو فلانة، ولكنك على يقين أن الأمر لا يعدو كونه توافق أرواح، يكسبك ذلك في الحياة راحة واطمئنانًا، من منا لا يحب أن يركن إلى من يسمعه مثلاً ، لا لكي يحل له ما تعقد، أو يفك له ما اشتبك، ولكن ليشعر أنه ليس وحده، وأن هناك من هو معه ....
أولئك " الذين معك" من الذين قد يغيبون كثيرًا، ولكن يظل للحظة حضورهم ذلك الشجن والحنين كله، وللحظات الحديث البسيط معهم ذلك الأثر واللون لليوم والساعات ..
أولئك الذين قد لا يحرصون على تواجد دائم، بل يفضلون الحضور المتقطع ....
أولئك الذين تبتهج بهم الحياة .................
أولئك الذين لا تستطيع أن تقول لهم شكرًا ، ولا يمكنك أن ترد لهم جميلاً ، لأنهم ـ ببساطة ـ أجمل :)
.
.