قال العارفون: " لتمام الظـهور، لابد من غياب"
وعليه فاعلم حاطك الله بعنايته، وصبَّرك على ما ألمً بك، أن للحبيبة غيابٌ يطرأ، في وقت قد لا تدركه من ليلٍ أو نهار، وفي ساعة يغلب عليك فيها الطمأنينة، ويحيط بأركانك فيها السكينة !، ذلك ـ دمت بخير ـ غيابٌ هي له كارهة، وأنت على نفسك فيه مشفق !، ولكن لما كان دوام الحال من المحال، عَرِف أهل المعرفة أن الغياب لازمُ من لوازم الظهور، وأيقنوا أن الغياب كذا لا ينفي الحضور .. أعانك الله !
وعليه فكن على يقين من أن الغياب عرضٌ طارئ، لا يلبث أن يزول، ولكن عليك فيه باستعداد ريثما يكتمل الظهور ... ، واقرأ ما كتبه رحمه الله لها في غيابها، يوم أن استبد به الفراق، واكتمل لديه الاشتياق، قال:
( وأنتِ تغيبين !! تحترفين الغياب أو تضطرين للغياب !! .. وأنا اشتاق الآن لظهورك .. لاكتمالك / لاكتمالي ، لتواجدك .. أشتاقك حتى أنساني ، و أحتاج إليك حتى ... تعلمين ! الحديث عنك الآن أبلغ ما أقدر عليه ، وأقساه معًا !
. . . ما رأيكِ فيَّ الآن، وأنا أود أن أبدو عاقلاً .. جدًا .. أمشي و أضحك ... !!
أيضًا يقول العارفون: أنه إذا كان إيمانك بالورود متحققًا، فلا تيأسن من الشوك و القراميد! ... و أنتٍ الورد كله والورود كلها، ولا بد أني واردٌ منهلكِ يومًا !! اعلمي أيضًا أن اليقين لا يهتز بالعواصف و الأعاصير . . عرَّفي الآن الإيمان . . لقد آمنت بكِ .. فكوني واثقـة .. حتى تدخلي الجنـــة !)) ا
فانظر كيف استبد به الشوق، فلم يزده غيابها إلا يقينًا ، وهاهو يحرص، ولا شك يعد نفسه ترقب ذلك الظهور، وحدوث تمام الاكتمال ! ا
و اعلم أعانك الله على طاعته، وقرّبك من مرضاته، أن لك أثناء الغياب، وعليك في فترة الاحتجاب تلك أن تعد نفسك كي تكون جديرًا بمثل ظهور حبيبة، و ذلك لا يتسنى لك إلا بعد إعداد اليقين، ثم العمل الدؤوب على تحصيل الرضا، والعمل بما قيل ويقال لك ... كان الله في عونك . . .
ولا أحب أن أطيل عليك !
وإلـيـك:
فصل في الحبيبة الغائبة
فصلٌ فيما كتب ابن عبد القادر حول "ياء الغائبة" وفضله.
فصل " تجلي غيابـك" ا
فصـل في أن الغياب استكمال للحضور
فصلٌ في قول درويش " في حـضرة الغياب"ا
فصلٌ في . . . . . . ا
بِنتـم وبنـا فمـا ابتلـت جوانحُنـا . . . . . . شوقًـا إليكـم ولا جـفـت مآقيـنـا
نكـاد حيـن تُناجيـكـم ضمائـرُنـا . . . . . . يَقضي علينا الأسى لـولا تأسِّينـا