أنت

في حياتي كلها أتوقع أن تكوني بذرة الضوء التي لا أدري كيف تنمو بداخلي لتنير اليوم، لكن أثرك أعجز ـ لازلت ـ عن التعبير عنه **** ، ولكنكِ تفرحين، وها أسنـانك تظهر .. ف تبتسمين :) وتطلع الشمس، هذه المرة ليس عنِّي بل عن جميل مرورك كلما حدث ... أمــــــــانـــــة عليكو أي حد يعدِّي هنا يترك تعليقًا .. ليستمر النور :)

الأحد، 31 مارس 2013

أنا بقى .. وجنَّة الإخوان :)

أحب الكتب التي تستفزني للكتابة، وتثير لديَّ الذكريات!

الأسبوع الماضي ..  عندما انتهيت من كتاب جنة الإخوان للصديق سامح فايز، وأثناء قراءة الكتاب أصلاً، كنت أتذكر كثيرًا تلك الأيام القديمة التي تبدو كلما تذكرتها كأنها ماضٍ سحيق، رغم أنه لم يمض عليها أكثر من عقدين من الزمان!
 ربما لهذا السبب نحب "السير الذاتية" لأنها تجعلنا رغمًا عن أنفسنا نقارن بين الكاتب وما مررنا به في سنوات عمرنا الماضية، فما بالك إذا كان هذا الكاتب أصغر منك سنًا! ..
.
يتحدث "سامح" في كتابه عند بداية التزامه، والتحاقه بجماعة "الإخوان المسلمين"، فأتذكر أن بداياتي ـ خاصة في دولة كالسعودية ـ كانت مختلفة تمامًا، بغض النظر عن كون والدي من الإخوان المسلمين أصلاً! (أقدَّر مفاجئتكم وأعذرها) .. لذا كان تشرب أفكار "الإخوان المسلمين" أو "التيار الإسلامي" عمومًا في مرحلة طفولتي أمرًا عاديًا ومستساغًا، أذكر جيدًا أني كنت أغضب بشدة كلما رأيت أمي وإخوتي يفتحون "التلفاز" (يجب أن يقال هكذا ليتوافق مع طريقة الشيوخ في الحديث عنه) وكنت أطلب منهم مرارًا أن يكفوا عن متابعة ما فيه من "مسلسلات" على الرغم من أن "التلفزيون السعودي" لم يكن يعرض فجرًا وفسوقًا، كالذي نشاهده "ونتسمَّر أمامه" كلما نزلنا إلى "مصر" في الإجازات، رغم أنها كانت "في الأعم الأغلب" أفلام أبيض وأسود! ..
الالتزام إذَا، بل وحفظ القرآن والمواظبة على "الصلاة في المسجد" والاستيقاظ لصلاة الفجر، كانت أمورًا عادية عندنا وعند طرف غير بعيد من أصدقاءنا، بل وأقرباءنا أيضًا، أذكر أن جدي كان معروفًا بحضوره "صلاة الفجر" مع جماعة المسجد، بل وعمل مؤذنًا قبل وفاته مع أنه لم ينتم يومًا لتيار إسلامي، كان تدينه ذلك التدين الفطري البسيط، ولذا لا عجب أن جاء أبناؤه خليطًا بين اليمين واليسار والوسط ..

 يتحدث "سامح" عن أول حبٍ قابله في حياته، ذلك الحب العذري الصموت، في المدرسة الابتدائية، وكيف قوبل يومها ـ دون ذنبٍ اقترفه ـ ب"علقة سخنة" من أستاذ اللغة العربية! جعلت "الحب" و"البنات" عقدة في حياته، لم يتمكن من التخلص منها إلا متأخرًا في شبابه!
 وأتذكَّر أني لم يكن متاحًا لي ما أتيح لسامح في "الابتدائية" أصلاً، فلم تكن المدارس مختلطة (منذ الصف الأول الابتدائي  بالمناسبة) في السعودية أمرًا متاحًا، البنت طوال الوقت بعيدة عن الولد، وما إن تبلغ حتى يتم تغطيتها تمامًا من رأسها لقدميها، ولم يكن "إبراهيم" حينها ساخطًا أو ناقمًا على ما يحدث، فوالدته وأخواته كنَّ كذلك، بل وكان الانتقاد كله لمن يذهبن إلى "مصر" فيتحررن من العباءات السوداء، ويلبسن البنطلون، غير أن ذلك المظهر العام لم يكن مزعجًا بالنسبة لي رغم تديني الظاهري، كنت قادرًا على فهم أن هذه طبيعة بلد، ربما لم أربط الأمر بالدين أصلاً! لم أقترب من عالم "الفتيات" إلا بالصدفة البحتة وفي المرحلة الثانوية وابتعدت عنها بعد ذلك سريعًا! حتى جاءت الجامعة وتجارب الجامعة إليَّ تتهادى!

يتحدث "سامح" عن وجوده في كلية الحقوق، يوم كان يعمل ليحصِّل مصاريف الكلية، وأتذكر شبيهين بـ سامح كانوا معي في كلية الآداب، أذكرهم بأسمائهم، كان منهم "إبراهيم" الذي كان يخبرني أنه يعمل محَّارًا، ولهذا كان يغيب كثيرًا عن المحاضرات، وكان يحب زميلة لنا في الدفعة، ولكنه اختفى في ظروف غامضة، وكنت أسميه (إبراهيم انتساب)، وأسامة ذلك الشخصية الروائية باقتدار، الذي مكث أربع سنواتٍ معنا مع بنتِ كنَّا نعتقد أنها قريبته وحبيبته، فلمَّا تخرجنا اكتشفنا أنه كان يحافظ عليها فقط! وأنها لم تكن قريبته أصلاً، أسامة العزيز (ذلك الفتى الملتزم الذي كان المصحف لا يفارق يديه) وكان يحب "الإخوان" ولكنه "ليس منهم"، الذي اكتشفت أنه يكذب (بعد تخرجي بفترة) على صديقتي، ويخبرها أنه يحضر دراسات عليا في الآداب وأنه الأول على دفعته (دفعتي) .. ولم يكن كذلك !! بل وكان يكتب لها كلمات "الأناشيد" على أنها من شعره وتأليفه!!  كتبت عنه قصة مخصوص في كتابي الأوَّل لأوثق تلك الحالة النادرة! 

وأتذكر صديقي "محمود فايز" الذي غيَّر حياتي بإشارة منه، واقتراح أن أحضر درسًا لـ "راغب السرجاني" يوم كان مغمورًا في مسجدٍ قريبٍ من منزلنا، يوم أسرني ذلك الرجل بطريقته، وأعجبت به وبتناوله وشرحه للتاريخ الإسلامي، وعرفته على والدي، وكان ما كان!!! "محمود فايز" رغم أنه سكن عندنا في "فيصل" وأذكر أنه تزوَّج قبلي، كان كلما قابلني يتندر من علاقاتي بزميلاتنا في الكلية ويقول (إنت متعدد الثقافات)
..
أغبط "سامح" على أنه يتذكر أشياء كثيرة من حياته، بالتفصيل، وأنه تمكَّن من أن يدونها كلها في كتاب واحد، وأن كتابه يخرج إلى النور، ويسميه (جنَّة الأخوان) رغم أن سيرة حياته أهم وأعقد من أن يربطها بتلك الجماعة مهما كان أثرها فيه وانتقادها له ..
يذكر "سامح" أنه انتمى للإخوان من 2000 إلى 2005 .. ويوثق علاقته بهم في كتابٍ بينما أصمت أنا! 
.
 سامح فـايز يتحدث عن تجربته في بلدنا بالمصري 

الثلاثاء، 26 مارس 2013

الوجه الآخـر ... للخذلان !

كنت أقول لآخري الملتصق بي ككيانٍ واحد، أو يود على أغلب الأحوال أن يبدو كذلك لاسيما في الآونة الأخيرة، كنت أقول له لا خير فيك إن لم تقل، ولا خير فيَّ إن لم أكتبها! .. وإذا كنت تجهدني طوال الوقت بالأفكار غريبها وجديدها، عاديها ومستهلكها فما عليَّ إلا أن أمتثل لفكرتك الامتثال الأكمل أو الأصوب، وأحاول جاهدًا أن أصل بها أولاً إلى سطح الورق وثانيًا إلى نفوس المتلقين وثالثًا إلى شاطئ السلامة، وكنت متكئًا فجلست وقلت .. سلامتنا جميعًا يا عزيزي، إنك لا تعلم من أين تؤتى الحكمة، أليس كذلك؟!
وكان يحدثني غير قلقٍ ولا هيَّاب، وأسمعه وأنا له مصدِّق ولحديثه مؤمِّن وعليه رقيب: أن من النعم الخفية نعمة "الخذلان"! ويقول تكلِّم ..
فأحدثه أن للقلب اعتيادٌ على السهام بعد كثرة ورودها والتقاعس عن صدودها، وإلا ما قال أحدهم "فؤادي في غشاءٍ من نبال"* وأن للألم لذَّة لا يدركها إلا غارقٌ في الحزن متألمٌ بإتقان، فهو إذ يتعرّض أو يعرِّض نفسه لهاتيك السهام والتي تليها بسرعة أكبر، يكون كذلك الفدائي الذي آثر أن يلقونه ب"كرة النار" على بوابة "القلعة الحصينة" حتى يدخل الناس من بعده أفواجًا ويتحقق النصر ، ويبقى الغريب غريبًا!

استوقفني فجأة .. وقال كلماتك وعباراتك تزيد الطين، وما نحن بمستيقنين، ولا تفي بالمعنى المقصود ولا المراد، تستهويك عبارات الألم والحزن والطعنات والسهام، لتبدو لقارئك ضحية مسكينة مغلوبٌ على الأمر أعمل الجلادون فيك سياطهم فلم يبقوا لك على رمق! وما الأمر يا هداك الله كذلك وما كان له أن يكون..
وكنت أنصت علِّي أصل من حديثه لما انقطع، أو يبين لي من كلماته ما خفي واندثر،  فيقول تكلَّم..
فأقول له ليس الأمر كما رميت، كان الحديث في الأصل إليك، فما أنت بطالبٍ من أحدٍ شفقة ولا مستجدٍ من عابرٍ نعمة! الأمر كله مردَّه فيك منك وإليك.. وعليه ستبقى على العهد بهم جميعًا، كأن شيئًا ما كان متمثلاً قول القائل (أمشي وأضحك يا ليلى مكابرةً .. علِّي أخبي عن الناس احتضارا...)
كاد يضربني بشيءٍ غليظٍ بين يديه ويقول ما احتضاراتك قاتلك الله! إنك تبالغ بطريقة فجَّة، فقلت له هم الشعراء، فقال ما أنت بشاعر ..فواصلت بعد أن ابتعدت أقول: القصد أن تستمر كما أنت لا تشكو ألمًا فما أحدٌ بسامع، بل ارتق قلبك من جديد فإنه يكون أشد وأقوى، ولا يتشد ويقوى إلا بتوارد تلك السهام وتقبلك إياها بنفسٍ راضية، ما عليك إلا أن تنزع سهمًا لتتلقى الآخر ..
تنهَّد واستراح، ومال بظهره إلى الوراء وكاد يبتسم ..
ها قد اقتربت من المعنى، فهلاَّ سكتت الآن فورًا!
وما كدت أسكت حتى بادرني: ولكن حدثني عن فائدة البعد والترك..
ابتسمت أنا وقلت بأريحية كاملة: إنك إن ابتعدت عنهم شعرت بصدرك أكثر اتساعًا وروحك أكثر انطلاقًا (وكان صدري يضيق وقلبي ينقبض وروحي تختنق ولا ينطلق لساني!) وما إن يتواردون على ذهنك المكدود بتذكرهم المهموم بشأنهم بعد ذلك حتى تتسع ابتسامتك (كالأبله ولم أقلها) وتشير إليهم كما لو كانوا نجماتٍ لامعة في سماءٍ سوداء .. (أنا هنا خذوني معكم ..) وهم .. يا إلهي (أمقت الزيف) يبتسمون لك بودٍ ظاهر (وأكره الحقيقة) وتشرق أرواحهم بمرآك ويرسلون إليك أياديهم ملوحِّة (كمراوح تنقض على روحك) (نحن هنا .. ابق كما أنت) ..
ولكنه لمح ما بوجهي من سواد، ومسحه بيده الكريمة، وقال .. وفي ذلك؟
قلت: وفي ذلك فوائد جمَّة حصرها كل أولو الألباب وكتبوا عنها مؤلفاتٍ عظيمة ما عليك إلا أن تعود لها ..
فيبتسم ابتسامته الأخيرة، ويقول هلاَّ أجزت، فأرد عليه بيسر .. لقد أجهدتني .. وآن أن نستريح! 



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*عجز بيت صدره (رمانى الدهر بالأرزاء حتى) .. للمتنبي 

الاثنين، 25 مارس 2013

مرة أخرى .. أو حينما تقدم الحياة لك نفسها باعتبارها غير متاحة!


يسعى البعض للعودة إلى الأصول، الأصول الحقيقية، وليست "المقلَّدة" حيث كل شيءٍ ذا قيمة، وكل أمرٍ ذا بال، لأنه ـ في زعمهم ـ أن تكونولجيتنا الحديثة قتلت الأشياء فقتلت بالتالي الأحياء، وابتذلت الأحاسيس والمشاعر، قد يكون هذا صدقًا وحقًا كله، ولكني لست منشغلاً بالصدق والحق بدرجة كبيرة!
 .
 في العالم أمور كثيرة يجب التوقف عندها للتأمل والملاحظة، وربما أخد الدروس والعبر، من هذه الأمور أقل الأشياء عاديةُ في حياتك، كاستيقاظك قبل موعدك المعتاد بساعةٍ مثلاً، هناك رسالة ما ربما خفيِّة ربما ظاهرة في هذا الصحو، رسالة تقول لك بكل ثقة .. هناك شيءٌ مهم في هذا العالم .. فقم!
تقوم من نومك، وتفكِّر جيدًا في الأشياء الهامة التي عليك القيام بها، وتعدها جيدًا، وتبدأ بأقربها إلى قلبك، فالتي تليها فالتي تليها، لتكتشف أن الرسالة كلها .. لم تصلك أصلاً، وأنه يفترض بك الآن أن تكون نائمًا، أو مستلقيًا ـ في أغلب الأحوال ـ على سريرك تمارس رياضتك المفضَّلة والوحيدة وتقرأ !!
.
الحياة حلوة .. بالألوان الطبيعية .. يمكنها أن تمنحك حبة تفاؤل! ويمكنك في لحظة ما أن ترثي الأشياء الأقل قيمة!!* 
أصلاً ((لا شيء يبتعد عن منشئه ومنحاه. دخان باريس، هذا المساء، ليس من ذلك الدخان. ولكن هل للمقارنة معنى؟ ألا يكون مضحكًا، مثلا. أن تقارن الأفعى بالحصان؟
كدت أتساءل،بصوت عال:"إذا كانت مقارنة عناصر الطبيعة، بعضها ببعض أمرًا مضحكا، أوليست مقارنة الطبائع أكثر إضحاكًا"؟ وأتابع خروجي نحو القاع. ويلحقني الصوت المرتاع:"لا تخرج - لا تخرج بهذا الشكل ولا بهذا اللبس سيعرفون أنك مجنون. ومنذ أن يروك سيقذفونك بالحجارة. سيقذفونك حتى تسيل الدماء. وأنا وحدي لا أستطيع أن أفعل شيئًا" بلى، بني. أنت وحدك تستطيع. تستطيع أن تفعل كل شيء: تستطيع أن تفعل ما بوسعك فعله، وأرحل، مع الدخان الهائم، بعيدًا أريد أن ألامس الرفيف. أن أشم الريح، ألا أسمع، بعد الآن، تنفسها العكر الذي كان يتواتر قربي. كنت بحاجة لأن أكون وحيدا. ولم تكن الوحدة المنشودة إلا الوجه الآخر للهزيمة))**
نتورط في الحياة بلا اختيارات مسبقة، ولا ترتيبات أولية، ونسير على غير هدى!
 ولفترات طويلة نتوقف وننظر إلى الوراء فنجد الصحراء و"هسيس" الرياح .. فنشك في الطريق ويشك فينا السائرون، فلا نخبرهم بوجهتنا مرة أخرى، ولكن الحياة لا تتوقف!
..
 نقدِّم لأنفسنا بمقدمات مختلفة، وفي كل مرة نكتشف خطأ هذه المقدمات، فنغيَّرها في مرات أخرى، فنكتشف خطأ تلك المقدمات في المرات الأخرى أيضًا، فنكف عن التقديم .. فنتأخَّر! 
نريد أن نكون جيشًا من المتأخرين المثاليين، الذين يفاجئون العدو (قال عدو قااال) بهجومهم بعد أن كان قد اطمئن للنصر (نصر مييين ياااعم) واستراح! 
لا راحة في الدنيا، طالما العدو على الأبواب، وطالما يأتي من .. من حيث تترفع أنت من أن تتداخل معه! ***
 أنا لا أقول حِكمًا، خذوا الحكمة .. من أفواه المجانين .. أنا لست مجنونًا!
 لا أخبركم بالحقيقة ..
 الحقيقة عندكم أنتم يا أصحاب الحقيقة ..
 هنا نستمتع بالوهم، ونقرقش الخيال سويًا ..
 هاتوا خيالاتكم معكم في المرات القادمة ..
 ودعوا كل شيءٍ باطلٍ في الخارج ..

.
 ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* مجموعة تدوينات قديمة .. يمكنك العودة إليها :) 
** من رواية "تفريغ الكائن" لـ خليل النعيمي
*** قول مـأثور يمكنك العودة إليه هنا الليلة مع مرسي


الأحد، 24 مارس 2013

الاستجابة الفورية للأحداث الراهنة .... أو .. لماذا لم يشارك (إبراهيم عادل) في موقعة المقطم


نتورط في الحياة بلا اختيارات مسبقة، ولا ترتيبات أولية، ونسير على غير هدى!
 ولفترات طويلة نتوقف وننظر إلى الوراء فنجد الصحراء و"هسيس" الرياح .. فنشك في الطريق ويشك فينا السائرون، فلا نخبرهم بوجهتنا مرة أخرى، ولكن الحياة لا تتوقف!
..
 نقدِّم لأنفسنا بمقدمات مختلفة، وفي كل مرة نكتشف خطأ هذه المقدمات، فنغيَّرها في مرات أخرى، فنكتشف خطأ تلك المقدمات في المرات الأخرى أيضًا، فنكف عن التقديم .. فنتأخَّر! 
نريد أن نكون جيشًا من المتأخرين المثاليين، الذين يفاجئون العدو (قال عدو قااال) بهجومهم بعد أن كان قد اطمئن للنصر (نصر مييين ياااعم) واستراح! 
لا راحة في الدنيا، طالما العدو على الأبواب، وطالما يأتي من .. من حيث تترفع أنت من أن تتداخل معه! *

 أنا لا أقول حِكمًا، خذوا الحكمة .. من أفواه المجانين .. أنا لست مجنونًا!
 لا أخبركم بالحقيقة ..
 الحقيقة عندكم أنتم يا أصحاب الحقيقة ..
 هنا نستمتع بالوهم، ونقرقش الخيال سويًا ..
 هاتوا خيالاتكم معكم في المرات القادمة ..
 ودعوا كل شيءٍ باطلٍ في الخارج ..
.
الحياة حلوة .. بالألوان الطبيعية .. يمكنها أن تمنحك حبة تفاؤل! ويمكنك في لحظة ما أن ترثي الأشياء الأقل قيمة!!**

أصلاً ((لا شيء يبتعد عن منشئه ومنحاه. دخان باريس، هذا المساء، ليس من ذلك الدخان. ولكن هل للمقارنة معنى؟ ألا يكون مضحكًا، مثلا. أن تقارن الأفعى بالحصان؟
كدت أتساءل،بصوت عال:"إذا كانت مقارنة عناصر الطبيعة، بعضها ببعض أمرًا مضحكا، أوليست مقارنة الطبائع أكثر إضحاكًا"؟ وأتابع خروجي نحو القاع. ويلحقني الصوت المرتاع:"لا تخرج - لا تخرج بهذا الشكل ولا بهذا اللبس سيعرفون أنك مجنون. ومنذ أن يروك سيقذفونك بالحجارة. سيقذفونك حتى تسيل الدماء. وأنا وحدي لا أستطيع أن أفعل شيئًا" بلى، بني. أنت وحدك تستطيع. تستطيع أن تفعل كل شيء: تستطيع أن تفعل ما بوسعك فعله، وأرحل، مع الدخان الهائم، بعيدًا أريد أن ألامس الرفيف. أن أشم الريح، ألا أسمع، بعد الآن، تنفسها العكر الذي كان يتواتر قربي. كنت بحاجة لأن أكون وحيدا. ولم تكن الوحدة المنشودة إلا الوجه الآخر للهزيمة))***
.
يسعى البعض للعودة إلى الأصول، الأصول الحقيقية، وليست "المقلَّدة" حيث كل شيءٍ ذا قيمة، وكل أمرٍ ذا بال، لأنه ـ في زعمهم ـ أن تكونولجيتنا الحديثة قتلت الأشياء فقتلت بالتالي الأحياء، وابتذلت الأحاسيس والمشاعر، قد يكون هذا صدقًا وحقًا كله، ولكني لست منشغلاً بالصدق والحق بدرجة كبيرة!
 .
 في العالم أمور كثيرة يجب التوقف عندها للتأمل والملاحظة، وربما أخد الدروس والعبر، من هذه الأمور أقل الأشياء عاديةُ في حياتك، كاستيقاظك قبل موعدك المعتاد بساعةٍ مثلاً، هناك رسالة ما ربما خفيِّة ربما ظاهرة في هذا الصحو، رسالة تقول لك بكل ثقة .. هناك شيءٌ مهم في هذا العالم .. فقم!
تقوم من نومك، وتفكِّر جيدًا في الأشياء الهامة التي عليك القيام بها، وتعدها جيدًا، وتبدأ بأقربها إلى قلبك، فالتي تليها فالتي تليها، لتكتشف أن الرسالة كلها .. لم تصلك أصلاً، وأنه يفترض بك الآن أن تكون نائمًا، أو مستلقيًا ـ في أغلب الأحوال ـ على سريرك تمارس رياضتك المفضَّلة والوحيدة وتقرأ !!



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ  
* قول مـأثور يمكنك العودة إليه هنا الليلة مع مرسي

 ** مجموعة تدوينات قديمة .. يمكنك العودة إليها :) 
*** من رواية "تفريغ الكائن" لـ خليل النعيمي

Ratings by outbrain