أنت

في حياتي كلها أتوقع أن تكوني بذرة الضوء التي لا أدري كيف تنمو بداخلي لتنير اليوم، لكن أثرك أعجز ـ لازلت ـ عن التعبير عنه **** ، ولكنكِ تفرحين، وها أسنـانك تظهر .. ف تبتسمين :) وتطلع الشمس، هذه المرة ليس عنِّي بل عن جميل مرورك كلما حدث ... أمــــــــانـــــة عليكو أي حد يعدِّي هنا يترك تعليقًا .. ليستمر النور :)

الاثنين، 6 يونيو 2022

عن أماكننا التي تركناها، والصديقة التي عادت، وهذه الأشياء!

 

ليس أجمل من أن تعود إلى مكانك القديم فتجد كل شيءٍ فيه على حاله، الذكريات مهيأة لالتقاطها، وعبق الماضي ينتشر في الأرجاء، تنتعش خلايا عقلك فجأة، وتمر بطرف عينك على كل ما كان كأنه لم يبتعد عنك كل ... هذا .... القدر ..

 أضحى التنائي بديلاً،

 أعلم ذلك يقينًا، ولكن ثم ذكرياتٍ تحاصرك، وتشعر لفرط حضورها أنها جزءٌ من تكوينك، ما يمكن أن تفعله حيالها غير أن تدوّن بعضًا منها، تترك هنا أثرًا ربما تتفقده بعد أيام، وتفكّر هل حدث وتفقدت شيئًا بعد مرور أعوام عليه أصلاً؟!

 أطل هنا على الجانب الأيمن لسجل التدوينات، هل تحمل العناوين التي أضعها أي معنى؟! أم أنه يتوجب علي أن أعود لكل موضوع وأرى أثر ما تركته هناك على نفسي الآن!

) يؤلمني أن بعض الحكايات عندما تبعث على هيئة كتابة، تتحول إلى ما يشبه الرنين الذي يصعد ويهبط في مواقع مختلفة من الحكاية، معطلاً سيرة الشجن، إلا الذي يتردد في صدري أنا وحدي .... ربما هذا ما يجعلنا محدودين بعدة آلاف فقط من الحكايات المكتوبة، إزاء الملايين منها التي حدثت في الحياة، ولكنها رفضت أن تحني رأسها الدرامي الرفيع للكتابة) ... محمد حسن علوان

لا أحب أن أفعل ذلك أصلاً، ثلاثة نصوص من العام الماضي تدور حول نفس الفكرة، علميني أن أتخلى عن أفكاري التي تلح عليَّ لا أن أدور حولها كمن يطوف حول الكعبة! اجعليني أسعى بين صفا ومروة.

المهم لنعد إلى ذلك المكان الجميل الأثير، الذي تركناه، وخرجنا نلعب في الشارع! لنعد إلى بيوتنا، أحب أن أتفقد هذه البيوت/المدونات من حينِ لآخر، وأفرح فعلاً كلما وجدت أصحابها باقين على العهد.

ذكرتني صديقة هذا الصباح بأيامٍ جميلة مضت لا تعود، أيام كنت أحضر أمسيات شعرية في قبة جامعة القاهرة، حينما كنّا طلابًا ونتعرّف للمرة الأولى على هذا العالم الثري البعيد، قبل أن تجري في الماء الأنهار ويحدث كل ما حدث بعد ذلك، تذكرت تحديدًا أحمد تيمور وقصيدته الجميلة (قليل من الحب لا يصلح) .. لا أعرف كيف لم يأتِ ذكر هذا الشاعر الجميل في مدونتي من قبل، وأين ـ بالضبط ـ تركت ذكرياتي معه، حتى ولو كانت ذكرى واحدة، وأمسية واحدة،

 تعلمين كيف يكون ذلك الأثر؟! مرة واحدة تقابل شاعرًا وتسجِّل قصائده بصوته، وتكتبها في دفتر مذكراتك الخاصة، تشعر بشيءٍ كبير من الحميمية، وكأنه أصبح منذ تلك اللحظة شاعرك المفضّل، اليوم غصَّ الفضاء الالكتروني بالشعراء، ويمكننا أن نذكر عشرات القصائد بضغطة زر، ولكن لن يبقى ذلك الأثر الخاص، براءة الاكتشاف الأول، والانتعاش الأول بالكلمات .. التلقي البكر للمعاني والمفاجأة، حتى أحمد بخيت، رغم تكرار سماعنا له، فقدت اللقاءات الأخيرة معه براءة المرات الأولى!

إني تذكرت أيضًا، تلك الكتابة التي بدأتها هنا، وجاء منها كتابي (أن تعيش فتقرأ) وما تلاه من ذكريات القراءة وأفكار الكتب وتحولات عديدة جرت سواء معي أو مع من أعرفهم، حكايات طويلة فعلاً تحتاج فقط لأن أتفرغ وأكتبها، ولكني لا أفعل! ولا أعرف لماذا؟!

ربما كل ما في الأمر أني انتظر تلك اللحظة التي يتدفق فيها سيل الكتابة بلا توقف، سننتظر ونرى.

ليست هناك تعليقات:

Ratings by outbrain