أنت

في حياتي كلها أتوقع أن تكوني بذرة الضوء التي لا أدري كيف تنمو بداخلي لتنير اليوم، لكن أثرك أعجز ـ لازلت ـ عن التعبير عنه **** ، ولكنكِ تفرحين، وها أسنـانك تظهر .. ف تبتسمين :) وتطلع الشمس، هذه المرة ليس عنِّي بل عن جميل مرورك كلما حدث ... أمــــــــانـــــة عليكو أي حد يعدِّي هنا يترك تعليقًا .. ليستمر النور :)

الثلاثاء، 30 ديسمبر 2008

عزازيل ... ديسمبر ...


لم أتوقع أن تستغرقني قراءة رواية كل هذا القدر !! ... اقترب الشهر من الانتهاء وأخيرًا أنهيت تلك الرواية المختلفة المتميزة الفريدة جدًا ... (عزازيل) ...

شكرٌ واجب أولاً لـ "نـضـال"، ثم للدكتور "أيمن الجندي" ...

ولــ "حوارات" هبـــة ... أيضًا :)

تقريبًا نفس السيناريو (باختلاف شخوصه) حصل لي العام الماضي مع (تغـريدة البجـعة)، وبوصول (عزازيل) لقائمة بوكر العربية هذا العام، لم يبق إلا أن تطرحها الهيئة العامة للكتاب في (مكتبـة الأسـرة) وهو ما أشـك في قدرتهم على فعله، لا سيما بعد اعتراضات رجال الكنيسة على مـا جاء فيها ...

أحب أن أسجل قصتي مع كل رواية، ويحضرني هنا أن "مصطفى السيد سمير" كان أول من اقتناها أمامي،(لأنها أثـارت ضجة..عندهم) وأخبرته أنني لا أتشجع على قراءة هذا الـ"حجم" من الروايات ، ربما لأني لا أثق أن كاتبها سيحتفظ على قدرته على إمتاعي طيلة 400 صفحة (الرواية 380 صفحة) .......

ظلت (عزازيل،يوسف زيدان) تطاردني في العديد من الكتابات والأخبار الصحفية، حتى عثُرت على نسخة (مجانية) منها على الإنترنت، حيث اعتنت (دار الشروق) بتغليفها فلا يمكنك مطالعتها في المكتبات،،، وكان أن بدأت أتصفح أوراقها الأولى، وكان أن كونت رؤية جزئية جدًا عنها أن "لغتها" جيـدة جدًا ...

لا شيء كاللغة (في ظنِّي) يُحسـن ويرفع من قيمة "الرواية"، ذلك السـرد الطويل المتوالِ ، الذي أن لم يسند ببناءٍ لغوي سامق، سقط وانهار على الفور ! ... وأرى أنني كثيرًا ما أتهم رواية بسوء "لغتها"، ذلك أن الأحداث والمواقف والأساليب قد تتقارب وتتشابه، ولكن يكون عماد الرواية لغتها، وما استطاع أن يكسبه كاتبها لأحداثها من تصوير بلاغي جيـد ...

.... عثُرت على"د.يوسف زيدان" منذ فترة أراها بعيدة، في موقعه الشخصي، الخاص بالتراث والمخطوطات، وعرفت أن له رواية في "روايات الهلال" لم أقرأها، واسمها (ظـل الأفعى) أذكر أنها كانت متاحة مجانـًا هناك !! ....

المهم أني أبتعد (أحيانًا) كثيرًا عن كل رواية يـقصـد من ورائها إثارة الرأي العام، ويثور من حولها المشكلات، وكأن صاحبها قصد ذلك للشهرة إلخ ،،، غير أني توقفت أيضًا طويلاً عند (د.يوسف)، فلا هو في ظنِّي كاتبٌ مغمور يسعى للشهرة، أو هـاوٍ يسعى للأدب، وإن كان أستاذًا في التراث العربي والمخطوطات .................................

المهم، أيضًا، قلنـا لندع ذلك كلَّه جانبًا ونتوقف على الرواية ...

بعد اللغة تأتي طريقة السرد، والشخصيات، وفي ظنِّي أيضًا أن استخدام صيغة المتكلم في الرواية من أنجح الأساليب لشد القارئ وجذب انتباهه وتماهيه مع البطل/ الراوي، حدث ذلك في روايات كثيرة، أذكر منها روايات أحلام، والحب في المنفى، وسقف الكفاية (والثلاثة لغتهم شاعرية) …

من أكثر ما أعجبني في (عزازيل) فنيًا (حيث أبتعد عن ما تطرحه من أفكار مبدئيًا) قدرة الكاتب على نقلك إلى حالات "أحداث" الرواية بطريقة تشويقية، بحيث إنه يعلم أن عمله تتعدى صفحاته الـ 300 مما قد يسرب الـ"ملل" إلى التفاصيل، ولذلك فإنه يلجأ إلى تطعيم كل فصل بحدث قد يكون منفصلاً، ولكن يضع له صلة بالفصل التالي، أو يقدم لأحداث تالية بطريقة "بوليسية" إن صح التعبير، حدث لك مع حكايته عن (مرتا) والعالمة (حلوة العالمة دي) هيباتيا ....

قصص الحب في الرواية ليست قصصًا (فيما يبدو) حقيقية، أقصد بها المعنى الرومانسي الصرف، فالمتحدث/الراوي/ السارد/البطل في كل الأحوال رجلٌ زاهد في الحياة، ولكن (عزازيل/الشيطان) يؤثر فيه، بل ويتجلى له أحيانًا ويحدثه ...

من الجميل في الرواية أيضًا أنها ثرية بحيث تطرح مجالات عديدة للكتابة و (الكلام) عنها، وهو أيضًا معيار ذكي من معايير وملامح الذكاء لدى الكاتب وموضوعه ، أنا مثلاً طرأ على بالي (في أول الرواية) فكرة ما إذا لم يكن ابن زيدان (وهو ما لا يجب أن نفعله مع الروايات عادةً) قد اختار قديسًا نصرانيًا ليمحور حوله الرواية، وما إذا كان بإمكانه أن يختاره "صوفيًا" أو متصوفًا مثلاً، لماذا تحدث عن العلاقة بين الله والإنسان في الديانة المسيحية، ولم يتحدث عنها إسلاميًا (كما هو منتظر من كاتب مسلم!!) والحقيقة أنه لا أجوبة حقيقية عن أسئلة لا علاقة لها بالعمل!! ، ولكنه طرأ! ,,,,,

من جهةٍ أخرى مثلاً أعجبتني علاقة الراهب بمن حوله، علاقته بالأشياء، علاقته بمن يحبهم، ومن يكرههم ، وطريقة سـرد هذه العلاقات وتدريج الحديث عنها، بحيث يصل كما تخيلت ذلك الراهب من أول الرواية إلى نهايتها، تقريبًا لم يفاجئني إلا في الفصول الأخيرة، حيث شعرت بهروب من مواجهة عند الكاتب والسارد في آن معًا، لأني لم أقتنع أن تبعد عنه مرتا لأنه أصيب بالحمى!!

في قراءتي الثانية للرواية ((من علامات الجودة بالنسبة لي أن تشدَّك الرواية لاستعادة قراءتها، وكثيرًا ما يحدث منذ بعد (ذاكـرة التيـه) و (فوضى الحواس) مع الروايات التي تعجبني )) .. تذكرت عددًا من الأمور، منـها أن فكرة "تاريخية" الرواية أعاد لذهني ما كتبه "الغيطاني" منـذ سنوات في (الزيني بـركات) ((وهي من الروائع أيضًا)) واختلاف الطريقة والتناول، فلم يقصد "الغيطاني" بوضوح الفترة التاريخية التي حكى عنها لشيءٍ إلا للإسقاط السياسي الذكي على الفترة الناصرية، وكان بطل روايته آنذاك (الزيني) مجرد نموذجًا للحاكم المستبد الذي رأى فيه الغيطاني وجيله رمز "عبد الناصر" الذي تحطم، أما ابن زيدان هنا فلم يقصد أي إسقاطات "سياسية" أو "دينية" فيما أزعم، ولكن اللغة هي المجلى الأساسي للروايتين، وربما أنتظر من يوسف رواية أخرى يبرع فيها ببطلٍ غير مسيحي!

بعد قراءة عزازيل ذكرتها لأحدهم فقال لي (ولكنك لا تعرف شيئًا في التاريخ القبطي)، أجبته: وعلى الرغم من ذلك استمتعت بالرواية جدًا، بل وأرى أن ذلك مجلىً أساسي في جمالها، لأنها لو اقتصرت على سـرد تاريخ لكنت قد مللتها من الصفحـات الأولى !!

كذلك أعجبني استخدامه المختلف في تأخير المعطوف عليه، وذكرني بتشبيهات "مكاوي سعيد" الغريبة في (تغريدة البجعة)، وكذلك المقدمات التي يضعها لأحداث أشار إليها ...

كتبوا عن (عزازيل)

وكتب أفريكانو

هذا بالإضـافة إلى الأرشيف الذي وضعه د.يوسف في موقعه من (أصداء الرواية)

والمقطع الذي وضعه هناك أيضًا لـ مدينة الملح والقسوة ... استمتعوا...

هناك 4 تعليقات:

Shimaa Esmail يقول...

السيد الأستاذ/ ابراهيم عادل
صاحب مدونة / أنا وأنا
" تحية طيبة" وبعد..
اعتذر عن الخروج من موضوع التدوينة، لكنني أرسلت لك رسالة عبر البريد الإلكتروني تتعلق باستمارة استقصاء بيانات عن المدونات المصرية.
أرجو الاهتمام والرد سريعا بالإيجاب أو السلب.
تحياتي وتقديري
شيماء إسماعيل
باحث ماجستير- كلية الآداب جامعة القاهرة.

Shimaa Gamal يقول...

إيه ده ، تعليق واحد!
أولاً لازم أعترف إنى شخص مش متابع جيد للأخبار . فالضجة التى أحدثتها عزازيل لم تصلنى إلا بعد قرائتها بفترة . كنت بنصح صديق بقرائتها فعلق إنها عاملة قلق و إنه مش بيحب النوع ده من الكتب .
و حتى بعد لما عرفت إنها أثارت الرأى العام مفهمتش ليه الإثارة .
الرواية تشد من الجلدة للجلدة . مش مملة و بالنسبة لى فتحت باب إنى أدعبس فى فترة تاريخية مادعبستش فيها قبل كده .
مش علشان الرواية كتاب تاريخ ، و لكن لإن حتى كتب التاريخ لا تحمل الحوادث بصورة مجردة و لكنها تحمل الأحداث من وجهة نظر كاتبيها .

بس تفتكر هيبا راح فين ؟ :)

ريحانة يقول...

يااااااااااه بقالى كتير معلقتش هنا

المهم

عزازيل
حقيقى رواية تستحق القراءة يمكن انا غيرك الرواية لم تستغرق منى اكثر من يوم ونصف بالراحة
نجحت تماما فى ربطى بصفحاتها إلى أن انتهت
ويمكن بقالى كتير مقابلتش رواية اجبرتنى انى مبدأش مباشرة فى رواية غيرها تأثراً بيها

معاك تماما طبعا ان لغة الرواية اكثر من رائعة وسردها شائق جدا

ورغم كثرة تفاصيلها إلا انى كنت مستمتعة كأقصى ما تكون المتعة

حبيت جدا علاقته بربنا وحكيه عن أخطاءه ونزواته كبشر
رغم اختيار الرهبنه


حكيه عن ضعفه فى حمايه قصص حبه
امممممممممم بهرتنى اوى رحلة بحثه الدائم عن نفسه
عن طريق يريحه
عن لملمة لشتاته


الحكى كمان عن الفترات التاريخية اعتقد كان موفق جدا

ومعتقدش امه شىء يسىء للمسيحين بأى حال ان كان فى فترة كانت الناس تسىء فهم الديانة
او بيستغلوها للوصول لمطامعهم
وارد يحصل ده فى اى فترة مع اى ديانة او قيمة عليا

ويمكن عزازيل مش اول رواية تطرق للموضوع



من الاخر
رواية مبهرة جدااااااا

sara rabie يقول...

انا سمعت عنها كتير بس مش قراتها

ممممممممم هجبها بقى

حاضر يا ابراهيم :))

Ratings by outbrain