مارلي تعرف أنها ليست "سندريللا" وأنا أعرف
جيدًا أنها لم تترك لي حذائها لأتذكر مقاسه، ولا لكي أستبدله، ولا لكي أصلحه
وأرسله لها مع الزاجل، أو أهديه لإحداهن! فبغض النظر عن أن واحدة لن تقبل أن
يهديها أحدهم "فردة" حذاء، فإني لن أفرِّط في تذكار كهذا بهذه السهولة!
.
تخلصت من كل تذكاراتها
في اللحظة التالية لخروجها من .. من .. من
قلبي !
.
لم يكن الأمر
سهلاً .. أعترف
في الأيام الأولى كنت أقرأ رسائلها وأنهار مع كلماتها ..
تنتابني حالات
بكاء هستيرية لا أعرف من أين تأتي ولا كيف تنتهي!
كنت أمسك بيدي "الفازة" التي كانت قد أهدتنيها
عشية احتفالي بصدور روايتي الخامسة، والتي كانت تحرص على تغيير الورد فيها كل
يومين، وتتندر من احتفاظي بالوردة الأصغر بجواري على السرير!
كنت كلما اقتربت من الفازة انتابتني حالة شجنٍ غريبة ..
واهتزت يدي وأنا أحاول الإمساك بها .. و .. و ... .
في اليوم السابع ـ تقريبًا ـ كسرت الفازة، كان غيظي قد
بلغ أقصاه، ألقيت بها على الأرض فتناثرت شظايها من حولي، وأخذت تلك القطع المكسورة
ووزعتها على شبابيك الشقة، رميت من كل شباك بقطعة حتى يصعب تجميعهم مرة أخرى! ..
.
شيئًا فشيئًا أصبح التخلص من التذكارات أسهل ..
.
ولكن أن يبقى
بعد كل هذا ..
بعد أن انطفأت النيران، وبرد الرماد، وزالت أثاره ,,
أن يبقى أثر عـابر مثل "فردة حـذاء" .. به ذلك
الخرق الكبير !! فهو أمر غير منطقي أبدًا وغريب تمامًا ....
.
أقول غريب، وغير منطقي ..
وكأن علاقتي بـ
"مارلي" كانت من "السنن الكونية" أو "الأمور
الطبيعية"!
.
والأمر ليس كذلك
بكل تأكيد!
ف"مارلي"
ليست مترجمة أجنبية أتت "مصر" خصيصًا لتتعاقد مع روائي وكاتب تحقق
رواياته مبيعات عالية وأرقامًا قياسية في مصر والشرق الأوسط!
ولا هي قارئة للأدب العربي وشغوفه بتتبع كتابه الجدد،
حضرت آخر حفل توقيع لي وتحملت كل الصعاب والمشقات والمناقشات حتى تحصل على توقيع
كاتبها العهربي المفضل، فالتقت عينانا وكان ما كان! ..
ولا هي صديقة لأحد أصدقائي الأدباء الذين لا تحلو لهم
الكتابة ولا تتفتق مواهبهم الإبداعية إلا بجوار امرأة حسناء وكأس متأرجحة!
"مارلي" ليست أيًا من ذلك ..
.
مارلي ... مارلي !
هناك 4 تعليقات:
اسلوبك جميل
أسئلة عميقة عن مارلي .. الصديقة!
هل كنت تحب مارلي؟! أم أنها مجرد "علاقة" عابرة؟!
.
هل كانت "مارلي" تحب كتابتك، أم تتجاوزها؟!
.
هل أحبت فعلاً كتاب ستيفن كوفي، ونصحتك بقراءته أكثر كمن مرة، وتذرعت أنت بأنك لا تحب كتب التنمية البشرية تلك، ولا تحتاج لـ عادات للنجاح، فقد ضنعت نجاحك الشخصي، الذي ربما يعلم أجيالاً من قراء كارينجي و كوفي على السواء!!
.
هل سيضنيك البحث عن هذا الكتاب وتشرع في قراءته فربما وجدت فيه سببًا واقعيًا لاختفاء مارلي المفاجئ؟!
.
هل كان اختفاؤها مفاجئًا حقًا أم أنها أعدت العدة له ؟!
.....
في لحظة ما و حالة انفعالية قد تكون مؤقتة نمسك بكل زكرياتنا ونلفيها ارضاً .. ولكن ... ياتي بعد ذلكـ الندم لأن زكرياتنا هي جزء منا ومن حياتنا حتى لو غاب عنها اعز احبابنا ... تحياتي
وبعدين بقى ايه حكايه مارلى ؟؟؟؟
yara eisa
إرسال تعليق