قاتل الله الفضول، بسببه كانت ستسقط قطة الحي الأليفة في
بالوعة الحي القذرة ذات صباح، وبسببه أيضًا يرتكب بعض الأصدقاء حماقات قد تؤدي بهم
إلى شجارات عنيفة، أو على أقل تقدير .. الموت ..
"مارلي" في ظني كانت تحيا وكأن الحياة .. أبد
كما قال أحدهم عن أحد الزعماء أو الشهداء لا أتذكر!
ربما يكون ما يؤلمني في غيابها، أو أكثر ما سيؤلمني في
اختفائها أني لن أدرك تلك اللحظة بالغة الإنسانية والرهافة التي تودع فيها
"مارلي" العزيزة .. الحياة!
لن أكتب في "مارلي" مرثية وداع تليق بـ غريبة
ولن أطوف حول
حياتها أستكشف أسرارها وأصارع الموت الذي يصول ويجول بين جدران منزلها حتى يقتنص
روحها في لحظة ضعف، ولن أقيم حوارية درويشية معه، سأتركه هـ كذا .. ربما كـ ما فعل
"معتز" بطل "صوفيا"* ولكني سأتخلى عن كل فلسفاته الوجودية .. فقط
أشاهد تلك اللحظة الفريدة التي تنتهي فيها الحياة من عد أنفاس مارلي .. ويسكن
قلبها تمامًا ..
ربما أحملها من
على الأرض (في الغالب ستموت "مارلي" على أرض غرفة الطعام) وأنظر لعينيها
المحدقتين في الفراغ، واللتان ستكونان لأول مرة في حياتها لا ترياني، ربما تراني
روحها آنذاك بشكل أوضح .. وأغمض عينيها ..
وأترك لنفسي لحظة تأمل الجسد الفارغ من الروح والحياة .. ربما لأول مرة ..
ربما سأجهش
(تقترب هذه الكلمة في نطقها من أدائها الصوتي في الواقع) بالبكاء، وأستحلفها
بالحياة والحب والصداقة ألا ترحل هكذا ..
وربما أكون قد
اكتسبت قدرًا معقولاً من الحكمة (مع يقيني أنها لن تمرض قبل موتها يومًا واحدًا، ستموت
فجأة كما دخلت حياتي فجأة، وكما غابت فجأة أيضًا!) ربما أتحلى بالحكمة وأستسلم
لإرادة الله .. وأطلب من أحد أصدقائي إبلاغ الجهات المختصة لدفنها ..
.
لكنها لم تمت!
حتى الآن على الأقل، وعلى الرغم من أني لن أبحث عنها في
محركات البحث الالكترونية، ولا في صفحات الوفيات، إلا أن شيئًا في روعي يقول أنها
لم تمت بعد، بل وربما تموت بعدي أصلاً ..
لذا أقول إنها
لن تموت ..
إنما يموت من
ندرك موته، أما البقية فهم يظلون أحياء دومًا، أو كانوا في الأصل موتى !
.
لهذا كله أنا على يقين أنها لن تموت، ليس لأنها تحب
الحياة جدًا، أو لأنها دائمة الابتسام، قليلة الهم والنكد، ولكنه مجرد شعور داخلي
شخصي جدًا .. هذه ال....
الـ ماذا؟!
.
كنت أود أن أقول لـ"حسين" وهو يحدثني بسخافة،
أن شأني مع "مارلي" يهمني أنا وحدي، وأنني حينما أروي له طرفًا من
أمرها، فليس معنى هذا أن يتدخل في حياتي، ويسألني كل يوم أو ويومين إذا ما كانت قد
وافقت أن تأتي معي إلى السينما، وما إذا كان الأمر سيتورط إلا دعوتها للعشاء،
وعمَّا إذا كانت قد ذكرت "الشرب" أمامي أم لا!!
لم يبق إلا أن
يحذرني من ارتكاب الفاحشة!!
سأقطع علاقتي بحسين بالتأكيد!
وسأبني علاقة
أخرى مع صديق أخر، ربما يكون مممممممممم ربما يكون عبد العزيز، عبد العزيز طيب
ومسالم، ومستمع جيد جدًأ، ويقدِّر إلى حد غريب كوني كاتب ذا طبيعة خاصة!
هل أنا فعلاً ذا
طبيعة خاصة أم شاذة؟!!
هل خشيت أن أحكي لـ "حسين" عن ليلتي الحلوة مع
"مارلي" لأن عقله وأوهامه المريضة لن تتخيل أن نبقى سويًا طوال الليل
ولا يقترب أحدنا من الآخر؟!!
وأنه سيفترض حينها أني أمثل دور القديس، بل ربما أحب أن
يجرب بنفسه هذه الليلة كي يقتحم عالمي يصفاقة!
قطعًا لن أسمح
له بذلك
.
.
.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*صوفيا .. رواية بديعة لـ محمد حسن علوان
.
.
.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*صوفيا .. رواية بديعة لـ محمد حسن علوان
هناك تعليقان (2):
اختيار لطيف ابراهيمسعيدة انك لم تهجر التدوين مثل معظمنا...وكاننا توقفنا عن الاحساس والحلم
دمت طيب
:)
لسه شايفة يا بخت من زار و علق:D
كتابتك بتسيب نعومة ! مش عارفة ازاى..
كتابتك حلوة
فعلا حلوة و كل حاجة حلوة فيها لذعة لكن ما تفسدش حلاوتها
استاذ ابراهيم احساسك عالِ
و لو ابديت رأيك فى مدونتى اكون اكتر من مبسوطة :)
http://tantoushat.blogspot.com/2012/06/blog-post_5747.html
شاكرين مقدما ..
إرسال تعليق