أنت

في حياتي كلها أتوقع أن تكوني بذرة الضوء التي لا أدري كيف تنمو بداخلي لتنير اليوم، لكن أثرك أعجز ـ لازلت ـ عن التعبير عنه **** ، ولكنكِ تفرحين، وها أسنـانك تظهر .. ف تبتسمين :) وتطلع الشمس، هذه المرة ليس عنِّي بل عن جميل مرورك كلما حدث ... أمــــــــانـــــة عليكو أي حد يعدِّي هنا يترك تعليقًا .. ليستمر النور :)

الخميس، 9 مايو 2013

عزيزي السيد .. لا أحد !


عزيزي السيد Nobody*:
لن ابدأ بالمقدمات المعهودة في مثل هكذا خطابات ولن اعرف بنفسي اوابرر لك او لنفسي ارتكابي حماقة كارسال خطاب لشخصية وهمية..لن افعل ذلك ببساطة.. لانك تعرف...انت تعرف كل شئ ..لطالما فعلت ..ولن اطلب منك ان تشرح لي شعور المعرفة..او ان تخبرني كيف ستؤول بي الاحوال...انا فقط احتاج ان اسالك هل معرفتك لمسار حياتك بعد اتخاذك قرار ما يغير شيئاً ام انك تفعل ما كنت ستقدم علي فعله علي اية حال...و الاهم من ذلك هل يغادرك الندم ان لم تفعل ام تقنع وترضي وتتخذ من القرار البديل اسلوب حياة؟
 ***

عزيزتي:

حسنا فعلتِ انك لم تساليني عن شعور المعرفة فانا لا استطيع ان اذكرك به...نعم اقول اذكرك وليس اخبارك .. فانت ايضا اختبرتيه يوما ما ...فكما تعرفين الاسطورة تقول ان الاطفال جميعهم قبل ان تبدأ في التكون في اجساد امهاتهم يعيشون بالجنة.. يعرفون كل شئ عن الماضي والمستقبل و فور ان يبدأوا في  التكون تأتيهم الملائكة لتنسيهم كل شئ...تنسيهم جميعهم الا انا..

ممم...

من قال ان المعرفة دوما نعمة...
لا احد يستطيع العيش بهكذا معرفة...
ان تعرف تماما عواقب ما تقدم عليه ..
ان تعرف نتيجة افعالك كاملة قبل ان تخطو نصف خطوة..

ان تختار بين مسارات مختلفة لحياتك فتصبح اي شئ كان يمكن ان تحلم ان تكونه... مصورا ناجحا ، رجل اعمال مشهور كاتب، رسام..اي شئ

أن ..أن تعرف مصير حبك...ان تعرف القصه كاملة منذ النظرة الاولي حتى الرحيل.. كل ذلك  لا يعني ابدا انك  تستطيع ان تكون سعيدا او ان تمنع قلبك من ان ينكسر...كل الطرق تؤدي الي روما كما يقولون ...
حتما تفكرين الآن اني مجرد عجوز خرف..احاول ان اهرب من تساؤلك و اردد عليك  كلام الاشخاص الواقعية في حياتك...ان اخبرك_ رغم كل ما تعرفينه عن معرفتي لكل الاشياء_ ان الحياة ليس بها طرق مختصرة تجنبنا هذه المشاعر التى نكره ...

ممم...حسنا...اعترف..في البداية اعتقدت مثلك...شعرت ان اختلافي نعمة ..ان معرفتي تمكنني ان أكون سعيدا..غنيا ...بشريا خارقا لن يسقط يوما ولن يبكي و لن ينكسر له قلب او يضيع له حلم...فكلما تشير لي الطرق ان سقوطاً صار محتما سأعود ببساطة لنقطة البداية و أختار طريقا اخر..و لم لا فانا لا أخسر شيئا...انها مثل لعبه الكترونية متطورة تعطيها بيانات عن حياة محتملة فتريك كيف تنتهي ..لذا جربت مسارات عديدة...اضع شخصا هنا ووظيفة هناك حتى اختار بالنهاية حياتي المثالية..ففي النهاية الانسان لا يعيش سوى مرة واحدة..

لكن المثالية يا صغيرتي ليست الا وهما اخترعه البؤساء امثالنا ليعذبهم اكثر...ها انا افعلها مجددا...

تسأليني عن الندم واشعر ان خطابك_ ذلك الحماقة_ يحمل قلباً مكسورا بين طياته...ففي النهاية لا يدفعنا شيئا لارتكاب الحماقات سوي الحب... لذا سأخبرك عنهن...

ساخبرك اولا عن آنا...تلك الطفلة الوديعه ..احببتها حقاً و احبتني بصدق..لكن كل الطرق معها كانت محكومة بالغرق...كل الطرق معها وان احتوت سعادة مؤقته تنتهي بموت..بكاء و اكثر من قلب ينكسر..غريزة البقاء ورغبتي في الدفاع عن قلبي وقلبها جعلاني في بداية الامر اعود و اسلك طريق آخر... تركتها..اخبرت نفسي انه حب كان ليكون رائعا فعلا لكن ربما المثالية وهم في النهاية..

لذا اخترت اخري...ربما ساحبها لكن ابدا ليس مثل " آنا"...لا يهم طالما نعيش بسعادة...ماذ؟؟ لا اصدق هل تكون السعادة ايضاً وهماً...ستبقي دوما تبحث عن شيئا ما...ساعرفه طبعاً لكني لن اخبرها بذلك..حتى تخبرني هي عن (آخرها) يوما...يومها ساتذكر " آنا" رغم انها لن تكن موجوده في هذه النسخة من حياتي... ستخبرني انها لم تحب سواه...ثم ستحسم امرها ذات صباح وتتركتي لا لتكون معه لكن كي لا تكون معي...النتيجة باختصار شديد ..وحدي مجددا بالاضافة لعدة قلوب كسيرة وربما بعضها محطم تماما...

محاولة اخري/ اخيرة .."تزوج من تحبك ليس من تحبها" هكذا يزعم مدعوا الحكمة و هكذا سافعل هذه المرة..لكنهم لا يخبرونك الحقيقة كاملة..يخبرونك فقط كم ان هذا سيحمي قلوبكم جميعا...فهي تحبك..سترضي منك باي شئ و ستبقي ولن تتركك ابدا او تجرح قلبك ..حقاً؟ الن تجرح القلب دموعها كل ليلة وهي تسأل عن مكانتها به.. اوعن اسم تلك الاخري الذي اناديها به عندما تخرجني من شرود شبه دائم ...او عن محاولة انتحار اجهل انا نفسي _ رغم معرفتي كل شئ كما تعرفيين_ سببها...ألن يسحق القلب رجاءها الصامت ورغبتها المستميته لاسعادي دون جدوي..حقاً؟؟

مممم...حسنا ساخبرك ما احتجت حيوات متخيلة كثيرة لادركه... لكني اخبرتك اياه من قبل أليس كذلك؟
.
.
 التدوينة منقولة بالكامل من عند (شروق)  :) ربما تأتِ فرصة لمحاكاتها فيما بعد :)
 عن فيلم Nobody
.
 

هناك تعليق واحد:

مروة يقول...

أول ما شفت العنوان فرحت وقلت بركاتك يا حضري، إبراهيم كمان كتب عن الفيلم، وبيني وبينك قلت أكيد هتكون رد على تدوينة شروق :)
شكرًا على إنك خليتني اقرأ التدوينة مش فاكرة للمرة الكام الصراحة، وفي انتظار تدوينتك يا أبو ريم.

Ratings by outbrain