تأخرت عن كتابة هذا الموضوع
كثيرًا، أو تأخَّر هو في المجيء بكامله حتى الآن!
أود أن أكتب عن هذه التجربة الثرية الشيء
الكثير، أود أن أتحدث عن أنه إذا كان "خير صديق في الزمان كتاب" كما قال
الأولون، فإنه خيرًا فعل من جعل هناك أصدقاء من خلال هذا الـ "كتـاب" ..
هؤلاء الأصدقاء الذين لا تجمعك بهم إلا "قراءة" و"رأي"
و"أفكار" تتجاذبونها حول كتب بعينها، فتتفقون وتختلفون، وتتعدد رؤاكم
ونظراتكم حول الكتاب الواحد وتدورون حول "فلكه" مرارًا بطريقة هي أكثر
ما يثير إعجابي هذه الأيام ..
.
كثيرًا ما راهنت على كتابٍ ما أو
رواية، أنها ستعجب الآخرين، مثلاً، لا يفاجئني الإعجاب والإشادة غالبًا، فكثيرًا
ما نتفق على ماهو حسن وجميل، ولكن ما يفاجئني دومًا هو الاختلاف، والرؤى المغايرة،
والنظرة المختلفة للأمر، التي تصل كثيرًا إلى حد الكراهية والهجوم على رأيٍ مخالف!
.
إذا كانوا يقولون دومًا أن "الاختلاف في
الرأي لا يفسد للود .." فإني قد لحظت أن أكثر مظان هذه العبارة تحققًا هي بين
طيات الكتب وآراء الناس حولها، إذ يبقى ـ أو أفترض أن يبقى ـ احترام الرأي الآخر واضحًا
أو واجبًا، لا سيما إذى كانت "التعليقات" بشكل موضوعي وواضح ..
وكان أكثر ما يزعجني دومًا هو
مصادرة الرأي الآخر، واعتبار "الاختلاف" أمرًا لا مبرر له، وقد علمنا أن
أصابع يدنا الواحدة غير متشابهة.. فعلينا أن نقبل ـ وبصدر رحب جدًا ـ الاختلاف في
الرأي، بل ونقرأ للمخالف والمختلف معنا رأيه ونناقشه إن أردنا، كما نقرأ رأي
المتفق والمعجب معنا بنفس القدر ..
.
هكذا عرفت مواقع التواصل من أجل
القراءة، وهكذا أحببتها وتعاملت معها، ولم يكن يثنيني عن علاقتي بأحد القرَّاء
الذين أصبحوا أصدقاء اختلافه معي في الرأي حول كتابٍ ما أو رواية ما يراها هو
عظيمه وأراها أنا ليست ذات قيمة .. أو العكس .. J
.
كيف تبدأ الأمور؟!
للبدايات دومًا سحرها الخاص، ولكن
هنا البداية تختلف، وتتميّز، لأنك تبدأ منذ نقطة بعيدة ـ فيما أرى ـ في
"عقل" الآخر، حتى تعرفه، أو تتعرف عليه، تبدأ مما كتب، وهي تشبه إلى حدٍ
ما تعرفك على كاتب جديد، قد تروقك كتابته مرة ولكنها قد لا تروقك في مراتٍ أخر،
ولكنك هنا تقرأ ما يكتبه عن "كتـابٍ" مـا قد تكون قرأته مسبقًا، فتجد
لما كتبه عنه صدى في نفسك، سواء بالاختلاف عمَّا وجدت في الكتاب أو الاتفاق فيه،
هذا الصدى يحدث نوعًا من التقارب، الذي يترجم على هيئة رد مثلاً على التعليق، أو
مناقشة فيما طرح من أفكار، وإذا لم تكن قرأت الكتاب فقد يلفت انتباهك ما كُتب عنه،
أو ما يتداوله الناس من آراءٍ فيه، حتى تقرر أن تخوض تجربة قراءته بنفسك، لتكوِّن
رأيًا خاصًا بك، تتفق فيه مع البعض وتختلف مع آخرين .. وهكذا ..
تنشأ علاقات جميلة مع قرَّاء مختلفين متعددي الجنسيات والثقافة والتوجهات بل وربما الأديان
أيضًا، كل واحد منهم يضع رأيه ورؤيته حول ما يقرأ .. فينشأ بذلك تلك النوادي
الجميلة للقراءة.
.
إنها حياة جديدة ينشؤها هؤلاء الشغوفون بالقراءة
والمعرفة، وبتواصلهم يكسرون ما يحيطنا من جمود ومادية كادت تقتلنا وجعلتنا نشعر
لوقتٍ بعيد أننا نحيا في جزرٍ منعزلة وأننا غريبو الأطوار ما دام الكتاب رفيقنا!! هذا
الدفء الخاص جدًا الذي تشعر به كلما مررت على رأي أو تعليقٍ أو مناقشة لأحدهم على
كتابٍ ما قرأه فأعجبه أو لم يعجبه يجعلك تدرك أنك لست وحدك، ويجعلك ترتبط أكثر
بهذا العالم وأصدقاءك الجدد فيه ..
.
شكرًا لكل من منحنا الفرصة لنكون هنا معًا ..
أفضل
كُتب
لأبجد .. صباح الأول من نوفبمر2012
هناك تعليقان (2):
القراءة حياة مثيرة للاهتمام تضيف لك عقلا آخر وفكر آخر وشخصية أخرى ولكن تبقى شخصيتك تفرض نفسها على هذا العقل والفكر والشخصية الجديدة
تحياتي لمدونتك المبدعة
كانت هنا
حكاية
علشان كدة بحب جودريدز جداااااااا
بحسه قاعدة حلوة غنية جداوممتعة.
^_^
إرسال تعليق