نعم، يبدو أن الأمور لا تتم كما نريد ـ كما تعلمين ـ فلست قادرًا أن أجعل الأمور في كل مرة مستفزة للكتابة، وأنتِ تعلمين أن مزاجي هذه الأيام مضطرب وعلى غير هوى الكتابة والكتَّاب، ولكن اليوم في الحقيقة أردت أن أضع بين يديكِ طائفة من المقالات والأخبار التي برَّدت ناري!!
نعجز في كل مرة نتلقى فيها أمرًا أو خبرًا من أن يكون لنا ـ كما تعلمين ـ دورًا فعلاً مؤثرًا بصددها! فنكتفي بالاحتجاج بيننا وبين أصدقائنا وعلى حالات الفيس بوك، وقد يتطور بنا الأمر بكتابة اعتراض هنا أو هناك، أو رأي هنا أو هناك ,,, وتهدأ الثائرة و.. نعود إلى قواعدنا ومصمصة شفاهنا!
تعلمين أني أحب الرصد أصلاً، وأنتظر آراء الآخرين أكثر مما أنتظر رأيي أصلاً ....
بمن أبدأ معكِ اليوم، والآن!
بأهم الأخبار وأكثرها سخونة، أم بأقلها أهمية!!
نبدأ بأقلها أهمية، بما أننا في كل مرة نأتي على ذكر السيدة الأولى أو الأخيرة، والتي هي حرم السيد الرئيس طبعًا (لئلا يذهب ذهن البعض إلى كيلوباترا ومسلسلات رمضان) يقولون أنا أساتذةً ومجلسًا لجامعة القاهرة قرر منح هذه السيدة درجة الدكتوراة الفخرية لأسباب يرونها عظيمة ودالة وهامة بالطبع، مبدئيًا لهم أن يفعلوا ما يفعلوه، ففاطمة ناعوت مثلاً لم تر في الأمر أي شـر، بل على العكس رأت فيه إرساءً لقيم تكريم "المرأة" المصرية متمثلة في السيدة قرينة الرئيس .. وكامًا من هذا القبيل إلا أنها علقت على تفصيلة مهمة رأتها في ذلك المجلس الذي بدا لها بتصرفه الغريب هذا غير موقرًا بالمرة، ذلك أنه حرص أثناء الاحتفال ألا يضع صورة (البرادعي) ضمن قائمة "" الصور الجدارية التى عُلِّقت على سور خيمة التكريم. صور أولئك الحاصلين على الدكتوراه الفخرية من الجامعة فى السنوات الماضية! نجد نيلسون مانديلا، المناضل الأفريقى الحاصل على الدرجة عام ١٩٩٠، وأنيتا شافان الأديبة الألمانية الحاصلة عليها مؤخرًا، ويغيب البرادعى، العالم المصرى الكبير؟!
حتى وإن برر رئيسُ الجامعة بأنهم اختاروا ٥٠% فقط من الرموز، سنقول إن د.البرادعى لابد أن يأتى على رأس تلك ال٥٠%! المفترض أن أكملَ المقالَ بعلامات التعجب! لكننى سأكمل بسؤال: كيف تريدنا جامعةُ القاهرة أن نصدّق أن منحها الدكتوراه للسيدة سوزان مبارك ليس نفاقًا للكرسى، بينما أغفلت وضع صورة د.البرادعى، الذى شرَّفَ الدرجةَ الفخرية بحصوله عليها عام ٢٠٠٨، مثلما شرّف مصرَ من قبل بقطفه ثمرةَ نوبل الهائلة، ليضعها فى سلّة مصر!!!!
أما علاء الأسواني فكتب أن (أساتذة الجامعة منافقين) ولم يجد مبررًا واحدًا لأن يمنحوا (في هذا الوقت بالذات) لهذه السيدة الدكتوراة الفخرية، واستدل بموقفين لرجال كبار (قيمة وقامة) فعلاً ترفعوا على أن يحصلوا على أي نوع من التكريم أو حتى المدح والإطراء ماداموا في مواقع مسؤولية!!
ولكن قولي على الدنيا السلام!!
من جهة أخرى برزت، ومنذ بداية هذا الأسبوع خطيئة الأهرام التي رآها الكثيرون كبرى في الصورة التي تذرع مرتكبوها أنها مجرد صورة "تعبيرية" فانهالت مقالات السخرية والاستهجان لهذا التبرير غير المنطقي المشوه، مما حدا بوائل قنديل لأن يكتب في الشروق عن (دولة الفوتوشوب) مشيرًا إلى أن السقطة لم يتحملها "أسامة سـرايا" وحده (الذي نعرفه كلنا ونصبر عليه) ولكن دخل فيها اللأستاذ "عبد المنعم سعيد" كذلك بمبررات أوهى من خيوط العنكبوت ويقول " الخطير فى بيان عبدالمنعم سعيد أنه يعتبر أن من ينتقد «مصر الفوتوشوب» هو شخص ضد النظام المصرى ويستهدف الدولة المصرية، وكأن التصدى للتزييف والقبح الفنى مرادف تماما للعداء للدولة، ومعنى ذلك أنك وأننى وأنه وأنها ليس أمامنا إلا أن نصفق ونبايع ونؤيد ونزكى سقطة الأهرام المهنية فنفوز برضا عبدالمنعم سعيد وأسامة سرايا، ومن ثم نحصل على صك الوطنية.. أو أننا ننزعج ونحزن ونأسى على هذا التزييف الفاضح ونشعل الضوء الأحمر، وهنا نتحول إلى مارقين مترصدين حاقدين على النظام المصرى وأهرامه.
غير أن بيان سعيد هو الآخر لم يخل من بعض الكوميديا على أساس أن قليلا من الفكاهة يصلح الحالة النفسية، إذ يبدو مندهشا ومستنكفا مما ذهب إليه هؤلاء الأوغاد الذين من «تحميل وسيلة توضيح معتادة دلالات سياسية لم ترد على ذهن أحد» وبدورنا نسأل ألم يكن عبدالمنعم سعيد وأسامة سرايا ضالعين فى تحميل صورة البيت الأبيض دلالات سياسية عندما وافقا على العبث بأصل الصورة وتشويهه؟ وهل كان القص واللصق فى الصورة بهدف تقديم الرئيس مبارك على باقى الزعماء، أم كان لضرورة فنية تعبيرية تكوينية كاريكاتيرية فوتوشوبية؟!!!
.
ويبدو عزيزتي أن الفرحة لا تأتينا إلا من الخارج، ولا أقصد خارج أنفسنا أو خارج الصفحة بل خارج مصر أصلاً، أعلم أنك لا تتابعين شيئًا (تقريبًا) من الأخبار العالمية، وأنك عرفت بفوز أوباما رغمًا عنك، وأن أخبارً كثيرة عالمية (كزلزال تسونامي) لولا انتشارها بين الناس لما عرفتيها
إلا أني عرفت بمحض الصدفة من الأخبار بأنباء التعديلات الدستورية التي تمت في تركيا، ورأيت كاتبي المفضل (أ.فهمي هويدي) كتب عن ذلك بالتفصيل في مقاله الأسبوعي الطويل في الشروق، فكان مما أورده أن ماحدث مفاجأة للديمقراطية في تركيا لم يكن لأحد أن يتكهن بها !
والحقيقة أن الموضوع والمقال ممتعان، لا لأن هذا الرجل يختصر أشياءً كثيرة أمامنا فحسب، ولا لأنه يوضح الرؤية بطريقة يسيرة فقط، ولكن أصلاً لأن التجربة تستحق التأمل بل والمراقبة، تجربة "تركيا" يا عزيزتي على وجه التحديد، تلك التي أذكر أني أتابعها عن كثب منذ كانت في الانتخابات رجل يدعى نجم الدين أربكان)! طبعًا لا تعرفينه ولا تعرفين شيئًا عما أهذي به! ....
قطعًا تريدين ـ مثلي ـ أن تسافري "تركيا"، وربما تتابعين بشغف مراهقة عددًا من المسلسلات التركية، ولكن يبدو أن هناك أشياء أهم لم تنقلها "تركيا" عبر وسائل إعلامنا حتى الآن!
بالمناسبة لم يعجبني أن يكون (حتى الآن) فهمي هويدي هو المتحدث الوحيد عن الأمر، وكأن الشأن لا يخص أحدًا من المفكرين والكتاب سواه! رغم أنه يصلح وبجدارة أن يكون موضوع الساعة ويرى على ماعداه من الترهات والأفكار السخيفة التي نتناقلها صبح مساء!
نحتاج لهذه الشحنة من الأمل ....
اقرئي من فضلك معي >>>> الانقلاب الديمقراطي في تركيا
بالطبع هنا أشياء أخرى ...
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* العنوان مسرحية سورية شهيرة ... لم أشاهدها ولا أعرف تفاصيلها :) شعرت أنها لائقة على الحالة!!
هناك تعليق واحد:
صباح الخير أو مساء الخير
نأسف لحالة اللا زمان
بس ليه مزاجك هذه الايام مضطرب
أجعبتني كثراً هذه التدوينة
يسعد أيامك يا صديقي
إرسال تعليق