أنت

في حياتي كلها أتوقع أن تكوني بذرة الضوء التي لا أدري كيف تنمو بداخلي لتنير اليوم، لكن أثرك أعجز ـ لازلت ـ عن التعبير عنه **** ، ولكنكِ تفرحين، وها أسنـانك تظهر .. ف تبتسمين :) وتطلع الشمس، هذه المرة ليس عنِّي بل عن جميل مرورك كلما حدث ... أمــــــــانـــــة عليكو أي حد يعدِّي هنا يترك تعليقًا .. ليستمر النور :)

الاثنين، 25 مارس 2013

مرة أخرى .. أو حينما تقدم الحياة لك نفسها باعتبارها غير متاحة!


يسعى البعض للعودة إلى الأصول، الأصول الحقيقية، وليست "المقلَّدة" حيث كل شيءٍ ذا قيمة، وكل أمرٍ ذا بال، لأنه ـ في زعمهم ـ أن تكونولجيتنا الحديثة قتلت الأشياء فقتلت بالتالي الأحياء، وابتذلت الأحاسيس والمشاعر، قد يكون هذا صدقًا وحقًا كله، ولكني لست منشغلاً بالصدق والحق بدرجة كبيرة!
 .
 في العالم أمور كثيرة يجب التوقف عندها للتأمل والملاحظة، وربما أخد الدروس والعبر، من هذه الأمور أقل الأشياء عاديةُ في حياتك، كاستيقاظك قبل موعدك المعتاد بساعةٍ مثلاً، هناك رسالة ما ربما خفيِّة ربما ظاهرة في هذا الصحو، رسالة تقول لك بكل ثقة .. هناك شيءٌ مهم في هذا العالم .. فقم!
تقوم من نومك، وتفكِّر جيدًا في الأشياء الهامة التي عليك القيام بها، وتعدها جيدًا، وتبدأ بأقربها إلى قلبك، فالتي تليها فالتي تليها، لتكتشف أن الرسالة كلها .. لم تصلك أصلاً، وأنه يفترض بك الآن أن تكون نائمًا، أو مستلقيًا ـ في أغلب الأحوال ـ على سريرك تمارس رياضتك المفضَّلة والوحيدة وتقرأ !!
.
الحياة حلوة .. بالألوان الطبيعية .. يمكنها أن تمنحك حبة تفاؤل! ويمكنك في لحظة ما أن ترثي الأشياء الأقل قيمة!!* 
أصلاً ((لا شيء يبتعد عن منشئه ومنحاه. دخان باريس، هذا المساء، ليس من ذلك الدخان. ولكن هل للمقارنة معنى؟ ألا يكون مضحكًا، مثلا. أن تقارن الأفعى بالحصان؟
كدت أتساءل،بصوت عال:"إذا كانت مقارنة عناصر الطبيعة، بعضها ببعض أمرًا مضحكا، أوليست مقارنة الطبائع أكثر إضحاكًا"؟ وأتابع خروجي نحو القاع. ويلحقني الصوت المرتاع:"لا تخرج - لا تخرج بهذا الشكل ولا بهذا اللبس سيعرفون أنك مجنون. ومنذ أن يروك سيقذفونك بالحجارة. سيقذفونك حتى تسيل الدماء. وأنا وحدي لا أستطيع أن أفعل شيئًا" بلى، بني. أنت وحدك تستطيع. تستطيع أن تفعل كل شيء: تستطيع أن تفعل ما بوسعك فعله، وأرحل، مع الدخان الهائم، بعيدًا أريد أن ألامس الرفيف. أن أشم الريح، ألا أسمع، بعد الآن، تنفسها العكر الذي كان يتواتر قربي. كنت بحاجة لأن أكون وحيدا. ولم تكن الوحدة المنشودة إلا الوجه الآخر للهزيمة))**
نتورط في الحياة بلا اختيارات مسبقة، ولا ترتيبات أولية، ونسير على غير هدى!
 ولفترات طويلة نتوقف وننظر إلى الوراء فنجد الصحراء و"هسيس" الرياح .. فنشك في الطريق ويشك فينا السائرون، فلا نخبرهم بوجهتنا مرة أخرى، ولكن الحياة لا تتوقف!
..
 نقدِّم لأنفسنا بمقدمات مختلفة، وفي كل مرة نكتشف خطأ هذه المقدمات، فنغيَّرها في مرات أخرى، فنكتشف خطأ تلك المقدمات في المرات الأخرى أيضًا، فنكف عن التقديم .. فنتأخَّر! 
نريد أن نكون جيشًا من المتأخرين المثاليين، الذين يفاجئون العدو (قال عدو قااال) بهجومهم بعد أن كان قد اطمئن للنصر (نصر مييين ياااعم) واستراح! 
لا راحة في الدنيا، طالما العدو على الأبواب، وطالما يأتي من .. من حيث تترفع أنت من أن تتداخل معه! ***
 أنا لا أقول حِكمًا، خذوا الحكمة .. من أفواه المجانين .. أنا لست مجنونًا!
 لا أخبركم بالحقيقة ..
 الحقيقة عندكم أنتم يا أصحاب الحقيقة ..
 هنا نستمتع بالوهم، ونقرقش الخيال سويًا ..
 هاتوا خيالاتكم معكم في المرات القادمة ..
 ودعوا كل شيءٍ باطلٍ في الخارج ..

.
 ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* مجموعة تدوينات قديمة .. يمكنك العودة إليها :) 
** من رواية "تفريغ الكائن" لـ خليل النعيمي
*** قول مـأثور يمكنك العودة إليه هنا الليلة مع مرسي


هناك 5 تعليقات:

إبـراهيم ... يقول...

للذين قرؤوا هذه التدوينة من قبل (فقط) ...
هاا إيه رأيكم، مش كده أحسن؟!
......

الذين لم يقرؤوها من قبل: خليكو ف حالكو

Lobna Ahmed Nour يقول...

مفرقتش كتير
بالذات للأشخاص اللي ممكن يقرؤوا الفقرات بغير ترتيبها المكتوبة بيه أصلا
الفرق الأوضح هو في العنوان
العنوان الأولاني بديع، وده كمان حلو
والعنوانين كل واحد فيهم بيعبر عن معنى قائم بذاته، وإن كان التاني علاقته بالتدوينة أقرب قليلا

إبـراهيم ... يقول...

يا لبنى لو كل الناس بتقرا زيّك .. وتكتب ..
أكيد الدنيا كانت هتبقى أحلى :)
.
أحلى كتييير
..
حدث ما جعلني أغيِّر العنوان فعلاً لأجعله أقرب للتدوينة، عشان الناس اللي بتقرا العناوين بس :)
.
سعيد بمرورك ومتابعتك

Muhammad يقول...

بوصفى قارئا سابقا للنص، فأنا - فى الحقيقة - أفضل الصيغة السابقة: المنطقية والتراتبية بين الفقرات فى هذه الصيغة أكثر حضورا، بينما كانت الصيغة الأولى أكثر فوضوية، وكانت الأجزاء أكثر انتثارا على خلفية الكل الذى هو الموضوع الجمالى ذى الوحدة العضوية؛ مما أتاح لخيال المتلقى مزيدا من المرونة والحرية فى إعادة تركيب الأجزاء

او يمكن انا بخرّف :)

الكاتبة والإعلامية فاطمة العبيدي يقول...

مش عارفة
بس حاسة اني فاهمة نص الكلام والنص التاني ضاع مني
انا لم أقرأ التدوينة من قبل ولكني قرأت هذه التدوينة الآن مرتين متتابعتين
عموما فكرة أنك تشبه الأشياء ببعضها وإن كانت بعيدة جدا عن بعضها البعض ..رأيتها فكرة جميلة أحيانا .. فنحن خلقنا وفي داخلنا ينمو كائن عجيب هو ( الخيال )

تحياتي

Ratings by outbrain