أنت

في حياتي كلها أتوقع أن تكوني بذرة الضوء التي لا أدري كيف تنمو بداخلي لتنير اليوم، لكن أثرك أعجز ـ لازلت ـ عن التعبير عنه **** ، ولكنكِ تفرحين، وها أسنـانك تظهر .. ف تبتسمين :) وتطلع الشمس، هذه المرة ليس عنِّي بل عن جميل مرورك كلما حدث ... أمــــــــانـــــة عليكو أي حد يعدِّي هنا يترك تعليقًا .. ليستمر النور :)

الثلاثاء، 9 أبريل 2013

صديق عمري ..

ضاقت بي السبل، والتبست عليَّ الأمور، لم أعد أعرف كيف أناديك، أو أناجيك!
كل ما أحسن فعله ـ منذ غيبتك ـ تذكّر أيامنا معًا .. ذلك الحنين الذي يكبت الشوق حين يداهمه!
هل تذكر كل شيءٍ مثلي، أم أنني غدوت عندك صفحة (أو عدة صفحات) طويت!
هل يمكن لصفحات الأعوام والسنين والعمر أن يطوى هكذا، أم أنّك أمتني عندك، وأهلت على ذكرياتي وأيامي التراب؟!
ربما يبدو الأمر يسيرًا، بعد مرور الأيام!
ربما لا تحمل لي الآن ما ينوء ظهري عن حمله لك.. هل ألقي عنِّي بعضه، وأتخفف من هذا الحمل فورًا؟!
..
قلت أذكرك، أو أذكرني ببعض أيامنا معًا ..
 علًَّ الذكرى تقضي على ذلك الحنين الذي لا يفتأ يأكلني لكما تذكرت!
أتذكر لقاءنا الأول؟!
 يوم كنَّا صغارًا نلهو ونلعب، ولا نعرف لم اختار أحدنا الآخر؟! هو الارتياح المباشر، والابتسامة البشوشة، وذلك اللعب البريء، بعد "فسحة" كل "حصة" من حصص الدراسة، كنَّا نبدو للآخرين كتوأم ملتصق، ربما هي الخصيصة التي احتفظنا بها حتى أصبحنا شبابًا يافعين! وكنت أتندر على أختك (حياة) وأقول لك جاءت (موت) .. ونضحك!
أتذكر لقاءنا الثاني؟!
تلك المفاجأة العظيمة التي أعدها والدك لي باصطحابك معه لزيارتي، هناك في الغربة، وأن يتطور الأمر بعد ذلك بمحض الصدفة لتشاركني تلك المدرسة الابتدائية في ذلك البلد البعيد، ونستعيد معًا مرح ولعب الطفولة هناك، هل أخبرتك كم كانت الدنيا ضبابية قبل مجيئك، وكيف أشرقت واحلوَّت بوجودك؟ هل أخبرتك من قبل أني نسيت هم الغربة كله بمجرد اقترابنا؟ هل حكيت لك من قبل عن سعادتي بالأيام التي كنَّا نبكي فيها معًا حينما يضربني والدك على تقصير في حل واجب أو أخطاء في امتحانات؟!
الذي أنا على يقين منه أنك تذكر جيدًا تلك "المقالب" التي كنَّا نصنعها لوالدينا حتى يسمحان لنا بالبيات سويًا، ياااه .. تلك الأيام!!
كيف تُنسى؟!! كيف تعود؟!
أتذكر يوم وجدتك في ساحة الجامعة، بعد انقطاعٍ دام نحو 5 سنوات ..
قبلها لم تكن "الموبايلات" متاحة، ولا الحسابات الالكترونية كما هي الآن!!
أتذكر بريدك الالكتروني الأوّل؟! وكلمة السر الخاصة به؟!
أتذكر حبيبتك الأولى، وسخريتي منها؟ وحبيبتي الأولى وإعجابك بها؟!
حبيباتنا؟!! ياااه من حبيباتنا !!!
هيا بالله عليك .. استرخِ في مقعدك تمامًا، واسمعني مرة أخرى وأنا أحدثك عمَّن خطفت قلبي هذا المساء، ولا تتشاغل عني بشيءٍ وتقل لي (كل واحدة تقول عنها ذلك)، ركِّز معي، نعم، بابتسامتك العذبة تلك (جديدة هذه) تأمَّل التفاصيل التي أحكيها، وقل لي (هي قالت ذلك؟!) تعجَّب .. أكثر حينما آتيك كل يومٍ بتفصيلة جديدة، وقل لي (يبدو أنها تحبك فعلاً) .. وأخبرني ماذا أفعل حينما تقطع علاقتها بي، وقل لي (هي الخاسرة بالتأكيد) ..
أخبرني عن "منظري" وأنا أحدثك كحكيم الزمان عن استحالة كون الفتاة التي تعشقها محبةُ لك، وأنها ما أحبت إلا اهتمامك الزائد بها، وأن فارق السن بينكما سيظل عائقًا مهما حاولتما تجاهله، أخبرني عن الأيام التي ابتعدت فيها عني حتى لا تخبرني بصدمة "الانفصال" وعن ضحكك وبكاءك وأنت تقرأ لي رسائلها الأخيرة، وعنِّي وأنا أغني معك (مابتوقفش الدنيا أبدًا ع اللي راح) ..
.
كيف تجدك الآن؟!
أيستحق الأمر كل هذا العتاب، والحزن، والغياب؟!
يستحق فعلاً؟!
ذكرني إذًا بـ كتابي الأول، ومفاجأتك التامة بأني سأصدره أصلاً (معقول) وحينما أحضرته لك (مبروك يا إبراهيم) .. نعم كان الحزن باديًا على وجهك، تبدو المفاجأة غير سارة لأنه نشأ وترعرع بعيدًا عن علمك، ولكن أين كنت أيامها أصلاً؟!
حدثني إذًا عن فترات الغياب ..
 أو اتركني أكتم الشوق، فأنا أعرف جيدًا كيف أنكفئ على نفسي، وأكتب نصوصًا كثيرًا أناديك فيها ولا تسمع، نحترف الحزن يا صاحبي .. أتذكر؟!! هل كنت أنت هذا الصاحب أم أحد سواك؟! الرجل الذي قابلته مرة؟ أكان أنت؟! تجلي غيابك؟! أكانت عنك ؟!! ممارسة إنسانية؟ سيحاول ألا يفعل ذلك .. في نفي رجل من العامة؟! كيف تحضرني هذه العناوين كلها وتغيب أنت؟!! 
 أتذكر لقاءنا الأخير؟!!
..
 أتذكر هذه؟!!  

هناك 4 تعليقات:

Muhammad يقول...

أجمِلْ به من نصٍّ شجىٍّ ومؤسٍ

Unknown يقول...

لا بد أن صديقك يستحق نصّا جميلا كهذا ..
دمعتي تعبر أفضل مني امام هكذا حروف تترجم ما يجول في الخاطر.. طوبى لك استطعت التعبير وأجدت..
ولأني لم أستطع ذلك أستعير نصك ليقوم بالمهمة إذا سمحت :)
رائع انت :))

نهى جمال يقول...

هي الحياة فقدٌ تام :)

Muhammad يقول...

سعيد جدا بآخر نصوصك "لا تقترب فتحترق"، ولأنك قافل التعليقات، تحايلت وجئت الى هنا :D

Ratings by outbrain