أنت

في حياتي كلها أتوقع أن تكوني بذرة الضوء التي لا أدري كيف تنمو بداخلي لتنير اليوم، لكن أثرك أعجز ـ لازلت ـ عن التعبير عنه **** ، ولكنكِ تفرحين، وها أسنـانك تظهر .. ف تبتسمين :) وتطلع الشمس، هذه المرة ليس عنِّي بل عن جميل مرورك كلما حدث ... أمــــــــانـــــة عليكو أي حد يعدِّي هنا يترك تعليقًا .. ليستمر النور :)

الخميس، 10 أكتوبر 2013

كيميا تموت .. أيها العالم!!


بعد أن "فرغت" من رواية (قواعد العشق الأربعون) .. ماذا مثَّلت لك "كيميا"؟!
ألا زلت تتذكرها؟!
 تذكر قصتها، بداية بمأساتها بين أهلها، وصولاً لتحقيق جزء من حلمها بتبني "الرومي" لها، حتى زواجها بـ "شمس" .. حتى ذبولها بين يديه .. وتوديعها لهذا العالم!..
بينما تموت "كيميا" بين يدي "شمس" يدير العالم كله ظهره، ولا يلتفت إليها مطلقًا، هناك "شمس" أهم وأخطر، وهناك "جلال الدين الرومي" .. وابنه الذي كان يريد أن يتزوجها، هل أحبها مثلاً؟!
هنا لا أتساءل لماذا ـ فحسب ـ تموت "كيميا"، فكلنا سنموت، ولا لماذا ماتت بهذا الشكل الدرامي المأساوي المحض، فهناك أسباب عديدة لذلك، ولكن لماذا لم يتوقف العالم لحظة واحدة عند موتها، ولو على سبيل مجاملة القارئ بين سطور رواية!!
لماذا لم يتحدث "الرومي" عن موتها باستياء مثلاً؟!
لماذا مر الأمر كما وأن عابرًا عطس؟!
*** *** ** *** ****
(( إن ابنتك "كيميا" طفلة غير عادية، إنها فتاة موهوبة، ومن المؤسف ألا يقدر أحدٌ هذه الموهبة، يجب أن ترسلها إلى المدرسة..
وما الفائدة إذا تعلمت الفتاة؟ .. يجب أن تبقى بجانبي وتساعدني في حياكة السجاد، فهي حائكة سجاد رائعة.
قد تصبح عالمة معروفة ذات يوم ... أرسلوها إلى أحد العلماء كي تتلقى التعليم على يديه))
هذا تكلَّم الناسك، والمفاجأة أن "والدها" صدقه، وذهب بها إلى "ابن الرومي" لتتعلم عنده .. وتبناها "الرومي"
 بنت موهوبة، تسمع الأشباح وتحادث الموتى، تذهب للتعلم عند "ابن الرومي" حتى يصل صديقه/خليله (شمس الدين) فيغير كل شيء!
(في جزء مني كنت أحس بمرارة تجاه شمس لأنه سلب منَّا "الرومي"، وفي جزء آخر كنت أتلهف للتعرف عليه أكثر، وكانت هذه المشاعر المتباينة تحتدم في نفسي منذ زمن.. )
هكذا تحدث "كيميا" نفسها في اليوم نفسه الذي تتحاور مع (شمس) فعلاً حول آياتٍ أرقتها من سورة "النساء" تتناول (ضرب الرجل لزوجته) فما كان من الرجل إلا أن "أبهرها" أكثر بكلامه ورده، بل يكاد (في الحوار بينهما290) يوقع بها في غرامه، إلا أنه ينسحب فجأة بعد أن يفهمها أن معنى الآية ليس كما يطبقه المتشددين!
وفي المرة التالية يلقي عليها إحدى قواعده العشرين، فيقول ( إن قدرك هو المستوى الذي تعزفين فيه لحنك، فقد لا تغيرين آلتك الموسيقية، بل تبدلين الدرجة التي تجيدين فيها العزف)
وماذا بعد؟!
أي عزفٍ ستعزفه تلك المسكينة بعد ذلك، وهي توقن أنها بتغيير آلتها الموسيقية من (ابنة الشيخ وتلميذته) إلى (زوجة صديقة) تصنع قدرها فيما هي تذهب إلى حتفها بيديها!
بكل شجاعة تطلب (كيميا) من "الرومي" أن يزوجها "شمس الدين" وتقول له (أظن أن شمس هو قدري)!
وتقول لكيرا ( سأمنحه الكثير من الحب، وأجعله سعيدًا، لذلك يجب أن يتغيَّر، سيتعلم كيف يكون زوجًا صالحًا وأبًا صالحًا)
لم تكن تعلم أنها ترتكب الأخطاء التي ترتكبها النساء عادةً، الاعتقاد بسذاجة بأنهن يستطعن بحبهن تغيير الرجال الذين يحبوهم!
. . . . .
تتزوج "كيميا" من "شمس" فيعاملها ببرود، مما يجعلها تتجه إلى "وردة الصحراء" طالبة منها أن تجملها في عينيه!
فتتجمل لزوجها .. لتكون تلك نهايتها!
(كان شمس التبريزي الجريء الجميل المفعم بالحيوية يعرف الكثير عن الحب، ولكن الشيء الذي لم يعرفه هو ألم الحب غير المتبادل)
تموت "كيميا" أيها العالم، بعد أن تختار قدرها وتتزوج من الصوفي الجوَّال الذي يملأ الدنيا حديثًا عن العشق والتسامح، ولكنه يعامل زوجته بكل برود!
تموت "كيميا" راضية بما فعلته بكل تأكيد، ترى في رحلة وصولها إلى "شمس" كل الوصول، وترى في موتها نهاية هادئة مستقرة بل وربما جميلة!
تموت "كيميا" فلا يهتز لموتها أحد! 
تموت "كيميا" كما يموت كل شيءٍ جميل!
تموت "كيميا" كما يموت كل باحثٍ عن الحق والحب والحريَّة!
....

.
.
إهداء لـ رنـــا :)

هناك 34 تعليقًا:

Carol يقول...

أحببت أسلوبك و تحليلك و رؤيتك لما وراء الشخصية و مشاعرها
حببتني في الرواية قبل ما اشتريتها
شكرًا على اختياراتك الرفيعة دايما في الروايات

حسن ارابيسك يقول...

أ/ إبراهيم
كل عام وأنتِ بخير بمناسبة حلول عيد الأضحى المبارك
كل عام وأنت سخي كريم معنا بإبداعاتك
تحياتي
حسن أرابيسك

Rana Adel يقول...


كيميا لم تمت .. فقد أحييتها بكلماتك :)

شكرا جزيلا أستاذي العزيز :)

نهى جمال يقول...

مشكلتي مع الرواية كات كيميا أصلا أنا ما استوعبتش إنها ماتت غير لما سألت حد :D

المهم إن الرواية خرجتني بطاقة غضب اتجاه شمس حتى لو موته أثر فيا الغضب ما إختفاش !

صوفية إيه اللي خربت أرواح ديه :D

إبـراهيم ... يقول...

شكرًا كارول :)

في انتظار قراءتك للرواية
ــــ

العزيز حسن ..

بتنورني دايمًا

ــــــــــ
رنــا
أتمنى أن تكون كلماتي كذلك ..

الشكر لكِ ولتحفيزك
ـــــــــــ
نهى
كيميا ماتت بطريقة تبدو صوفية، والمستفز فعلاً إن الأمر مر ببرود وبساطة!
مش عارف يمكن هناك رسالة ما خفية تجعلنا نكره شمس من أجل كيميا

كويس إن قريتيها :)

غير معرف يقول...

في هذا الجانب من الرواية المتعلق بتعامل شمس مع كيميا ، بالرغم من عدم التركيز على موتها ، الا انه أعطاني الشعور بمصداقية الكاتبة ، فكما نقلت الجانب الجميل من الحب في الصوفية ، نقلت الجانب المؤلم من التطرف في هذا الحب ، التطرف الذي يصبح أحيانا قاسيا كما لو كان ضدنا للحب وليس مزيدا منه

Unknown يقول...

ان موت كيميا هو الجرس الانذاري الذي رن في نهاية القصة لينذر ان الحب الالهي يكمن في حب الامتثال لاوامره عز وجل ونواهيه فشمس التبريزي رغم انه كان عاشقا لله محبا له دون ان يساله منحا وعطاء الا انه سلك دربا غير فرض الودود المحب فقد جعل الله الزواج نصف الدين هذا النصف الذي اعرض عنه شمس واقبلت عليه كيميا بكل طواعية وامتثال
كيميا كانت نموذج للمراة الكاملة التي لاتخجل من شيء امام زوجها وكل ما قامت به كان لارضاءه فقط والتقرب اليه و هذا فيه تنفيذ لاوامر السريعة السمحة كانت عازمة على تقديم كل شيء واي شيء لانجاح مؤسسة الزواج لكن شمس التبريزي حطم كل احلامها و امالها وهذا الجانب الذي اعيب عليه فيه فبقدر النور الذي بثه في حياة شخوص اخرى تناولها الرواية الا انه اضفأ نور شمعة كانت تحترق لاجله وهذا نتيجة حب الطرف الواحد

jasmin يقول...

الهدف وراء قصة كيميا هو ان تظهر ان ليس هناك أنسان كامل و بالرغم من إيمان شمس علمه و حكمته إلا انه أساء قراة كيميا. ولم يفهم حبها ورأي ان محاولاتها بدافع الغرور لا الحب علي الرغم انه كان يفهم الناس كأنه يقرأ أفكارهم

jasmin يقول...

الهدف وراء قصة كيميا هو ان تظهر ان ليس هناك أنسان كامل و بالرغم من إيمان شمس علمه و حكمته إلا انه أساء قراة كيميا. ولم يفهم حبها ورأي ان محاولاتها بدافع الغرور لا الحب علي الرغم انه كان يفهم الناس كأنه يقرأ أفكارهم

Unknown يقول...

يا سادتي الكرام .. الاسلام دين سمح وشريعة عادلة ونظام حياة. هذا التطرف والظلم المتمثل بالصوفية امر لا يقره ديننا السمح. انظروا الى رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف كان يعامل زوجاته. الحب متاصل في ديننا. ان ديننا هو دين الحب والمودة والطمأنينة. ان ما يفعله امثال هذا التبريزي لا يقره اسلامنا ابدا. ان كيميا تمثل ضحية لكل انواع هذا التطرف والبرود والاستهزاء بمشاعر صادقة نقية .. بحجة الحب الالهي والعشق الرباني !!!

إبـراهيم ... يقول...

حاضر يا أستاذ خالد إحنا آسفين جدًا :) بس ما تبقاش تيجي هنا تاني

smileyy يقول...

اشكرك فعلا للتعليق على هذه النقطة فقد اثار حزنى هذا التجاهل الجاحد لكيميا العاشقة المسكينة.

youssef يقول...

من وجهتي المتواضعة أرى أن شمس قد أدرك أن حبه لله أكبر من حبه لكيميا اجبره ذالك على الابتعاد و الرهبانية كما أضيف انه ربما أراد شمس أن تحول كيميا حبها له لله لو صبرت وتعلمت أن تعشق الله عز وجل وصبرت لضفرت بحب شمس

youssef يقول...

من وجهتي المتواضعة أرى أن شمس قد أدرك أن حبه لله أكبر من حبه لكيميا اجبره ذالك على الابتعاد و الرهبانية كما أضيف انه ربما أراد شمس أن تحول كيميا حبها له لله لو صبرت وتعلمت أن تعشق الله عز وجل وصبرت لضفرت بحب شمس

غير معرف يقول...

شمس وجلال الدين الرومي اقرأوا عنهم قبل ما تتأثرو فيهم .. رح تشوفو العجب .. اقراؤ عن حقيقتهم ..

ليس هناك مذهب اسلامي ممكن يتقبل افكارهم انصحكم بالاستزادة يا جماعة

غير معرف يقول...

كيميا احبت الشخص الغلط ولم يجبرها احد على حبه فقد بنت امال لا مكان لها في قلب شمس فمن تتعلق بصوفي جوال مثل التبريزي فقد تعلقت بسراب ووهم

قارئة مبتدئة يقول...

الحقيقة انني قد تأثرت بالرواية وخاصة بشمس حتى انني طوال يومي بت افكر في ذاك العالم الذي كانوا يعيشون فيه وبفكر شمس من اين له كل هذا الفكر الصوفي من اين اكتسبه الى ان وصلت الى نهاية كيميا فبدأت ابحث عن شمس فخيب املي به ..
سرعان ما التمست له الاعذار لابد ان للقصة نهاية قد غيبت عنا لسبب نجهله ..

soylam يقول...

معك حق،يمكن هاد الجانب اامظلم من الصوفية

غير معرف يقول...

لعل موتها كان دواء لعشقها لرجل متصوف ولكن ما قرأناه كان مجرد أسطر فمازالت هنالك رواية الكفر الحلو....تحليلك لا بأس به وشمس كان يعشق كيميا حقا لكن للعشق عنده معنى

Unknown يقول...

هذه رواية ذات حبكة درامية ، اضفت فيها الكاتبة وجهة نظرها علي الشخصيات ، مش كتاب تاريخ ، من الظلم الحكم علي التصوف او الشخصيات من منظور الرواية ، عودوا لكتب التاريخ سوف تجدوا وقائع كثيرة غير موصوفة او مختلف عليها

محمود جوم يقول...

انا شايف ان لو فعلا اللي حصل زي ما ف رواية قواعد العشق الاربعون
و ان شمس التبريزي عاملعا بكل البرود و القسوة دي لدرجة انه حتي لم يزورها ف مرضها و قبل موتها مع تحدثه الدائم عن العشق و عن الحب و انه شرب الخمره مع حرمانيتها(ده بافتراض انه كان عاوز يشربها مش عشان يعلم جلال الدين شيئ معين ممكن الانسان يتعلمه من الغلط) ف ده اختلافات كتيير بتحصل لشخص واحد و كلها غير مبررة
ف انا اتوقع و ده رأي المحض اللي ممكن اكون بظلم شمس فيه
انه كان شاذ
و ده مش اعتقادي فيه و لا بقول عليه لكن بقول تبريري و تفسيري للموقف و للي بيحصل
و ارجو الرد و شكرا

غير معرف يقول...

اتخيلت اني الوحيده الي استفزتني كيميا وخصوصا ان هو الي منحاها الامل اول لقاء بيناتهم وحب الرومي الغريب اله وتزوجيه بنته الي هي امانه عنده بهاي الطريقه
هل الله الذي يدعونا للحب وان الحب هو الحياه يقبل تصرف عباده بهاي الطريقه مع شخص من وجهه نظري محروم من الحب اكثر من السكير والمومس مع احترامي الشديد والحقيقي لهم
اليس من قتل نفسا كانما قتل الناس جميعا
شمس الذي خطفني الى الان اتمنى ان اجد تفسير لتصرفاتته مع كيميا ان لم اتحدث عن رفضها جسديا بل كل تلك القسوه واغلاق الباب بوجها من اجل تاملاته وتركها وحيده عند موتها وعدم تفهمه لمشاعرها وهو الذي يومن باننا ما خلقنا الا لنحب!
او ربما هو يبين ان الحب يجب ان يعطا لمن يستحق
وشمس لم يكن يستحثق حب كيميا

غير معرف يقول...

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخوتي في الله لاتنظروا إلى الأمور من مجال ضيق فما علمنا دروسا كثيرة في الحب فكيف له أن لايفهم حب كيميا له؟
أنا من وجهة نظري الشخصية انه فهم حبها وكان يعرف بقرب ساعة الفراق بينهما فاختار الفراق الدنيوي على أمل اللقاء في الآخرة وان الحب ليس اتصال الأجساد بل هو اتصال القلوب والأرواح وما اتصال الأجساد إلا شهوة تنتهي بعد لحظات قليلة وأما اتصال الأرواح فهو حقيقة الحب الذي لاينتهي ولايعترف بزمن
وان شاء الله هما الآن يعيشان في حب خالد في جنة الخلد بجوار المحبوب جل جلاله وبرفقة الحبيب الأعظم صلى الله عليه وسلم

Meke يقول...

فهم ولكنها لم تفهم دوافعه

Meke يقول...

لقد جسد التبريزي الحب اللذي لا يموت
ولكن كيميا ارادت الحب البشري الذي يكتنفه النقص والذبول

Meke يقول...

كلام جميل

Meke يقول...

كلام جميل

Meke يقول...

قرينا ودرينا
ذابحكم الجمود والجحود

Meke يقول...

هذه هي لذة الحب

Meke يقول...

احسنت

Meke يقول...

انى لمن ذاق حب الخالق ان يلتذ بحب المخلوق
وانى لمن ذاق حب الباقي ان يلتذ بحب الفاني
أخواني انتو قياساتكم للحب الدنيوي الشهواني المتبدد والفاني باللقاء

Unknown يقول...

بعد انتهائي من قراءة رواية قواعد العشق الأربعين شعرت بألم شديد و مشاعر مختلطة حيث أن بداية الرواية يجعل القلب يذوب في كل كلمة من كلماتها وتشعر بكل حرف من حروفها يملأ احساسك وروحك لكن عندما وصلت إلى الجزء الخاص بنهاية كيميا لم أصدق ما قرأته وإلى نهاية الرواية ظللت أبحث عن أي أسطر تذكر هذه الفتاة من قبل أي منهم لكنها لم تذكر و كأنها لم تكن... ولقد سعدت جدا عندما قرأت تعليقك هذا على ما حدث مع كيميا حيث أنه عبر عن كل المشاعر التي أحسست بها.. فشكرا لك 👍

Unknown يقول...

عندما انهيت الرواية احسست بالإحباط من اجل كيميا ورأيت ان سمش ظلمها وعاملها بقسوة انتظرت تفسير علي مافعله شمس لكن لم اجد 😟😟😟

غير معرف يقول...

فعلا تعليق عن موتها صح انا شددتنى قصتها لما قرات الروايه وحسيت بالظلم اتجاها كيميا وانها متقدرتش واعتقد ان اللى خلى علاءالدين يشارك فى مؤامرة قتل شمس انه شاف انه السبب فى موتها لانه هو اللى عشقها بجد

Ratings by outbrain