للمرة الثالثة يا
صديقتي،
وأتمنى أن تكون الأخيرة، أتذكر مقولة منذر
المصري (أكثر ما أكرهه في اليأس.. سهولته)
اعتزلي الحزن، واعتزلي الكتابة، واعتزلي الناس،
ما أسهل الاستسلام،
وترك الورقة والأقلام، والانكفاء على الحزن، بالمناسبة، كل ما سيحدث أن وقتًا
سيضيع!
للأسف يا صديقتي،
الحزن لا يدوم، ولو أنه يدوم فامنعي ضحكتك وابتسامتك أن تتسرب إليَّ كل مرة، لو
أنه يدوم لكنَّا أحسن حالاً، لأصبحنا إذًا أصدقاء ..
الحزن، يا صديقتي، لا يصادق أحدًا .. يمر مرور
السحاب، أو مرور اللئام، يترك آثاره، ويبتسم في خبث، لأنه يدرك جيدًا حب الأرواح
الشفافة والأنفس الطيبة له!
الآخرين لا يحبون
الحزن، ولا يقاومونه، تمر عليهم الأحداث مرور الليل والنهار لا فرق لديهم بين فرحٍ
وحزن، وسعادة وتعاسة، لا يدركون ولا يسعون لتلك التفاصيل الفارقة واللحظات التي
تبدو حاسمة، ومؤثرة!
نحن الذين نحزن،
ونستسلم، ونحب البكاء، ونتجرع برضا تام مرارة الهزيمة (يا حب لاهدف لنا إلا
الهزيمة في حروبك)
ألم يقل ذلك درويش؟ ألم نرددها خلفه بافتتان؟!
فرقٌ يا صديقتي بين أن
تحزني، وأن تيأسي، وتعتزلي أمرًا كالكتابة، امنعي عنكِ الهواء .. ربما كان ذلك
أيسر،
أنتِ تصرين على تذكيري بأيامٍ مضت، كنت أكتب فيها أشياء من قبيل (ونحترف الحزن .. يا صاحبي)
ومراتِ أخرى كتبت مثلكِ أن الحياة ليست ما نكتبه، وإنما ما نعيشه، وأضفت إلى هذا كله تحريضًا على الخروج مع فتاةٍ لا تحب الكتب ..
في الخقيقة أنا محبط،
وأنا أكتب لكِ الآن، استدعي الكلمات والأفكار استدعاءً، أتغلب على الأفكار السوداء
التي تحيط بي، وأنا أراكِ تتفلتين، ولكني أنقذ نفسي أولاً ..
مللت أيضًا، وأفكر أنا
أيضًا في الاستسلام، واعتزال الكتابة، والأصدقاء، والحياة ..
ما رأيك؟!
.
في النهاية:
هناك فتاة تكتب، فتقول
(لا أريد التحول إلى صحراء .. وفي قلبي حديقة)
.
يمكننا أن نبدأ من هنا
..
إيه، فيه أمل :)
كتابات أخرى، يمكن الاستفادة منها، عند الحاجة
هناك تعليقان (2):
"فرقٌ يا صديقتي بين أن تحزني، وأن تيأسي، وتعتزلي أمرًا كالكتابة، امنعي عنكِ الهواء .. ربما كان ذلك أيسر .."
كيف تأتي بمثل تلك الجُمل؟
أنا في إنتظار المزيد من الرسائل، والتي تستدعي المزيد من رسائل الفتاة التي تمتلك حديقة في قلبها :)
حلوة اوووووووووي يا ابراهيم
حسيتها أوووي اوووي
فكرتني ب
ونحترف الحزن يا صاحبي
:)
إرسال تعليق