...
منذ فترة طويلة (فعلاً) وأنا أود أن أكتب عن عددٍ من الروايات التي قرأتها، والتي استهوتني مؤخرًا، بل إني أذكر أني كتبت سطورًا حول روايات (القمحاوي) الأخيرة، ولم يأذن لها القدر بالظهور، وراقتني فكرة أن أقـرأ لكل كاتب على حـدة ..
.
كنت قد كتبت من قبل عما تفعله بنا (الرواية)، وعن تلك العوالم المدهشة والجميلة التي ينشؤها صانعوها في الورق ....
هذه المرة أعود إليكم مع المنسي قنديل وعالمه المدهش الذي رسمه في (سمـرقند) لا أعلم إن كنتم تذكرون ما ذكرته عنه في (انكسـار الروح) أم لا، ولكنها (الأخيرة) كانت صدمة عمَّا أسمعه عن المنسي قنديلـ من وجهة نظري على الأقل ـ حيث كانت عوالمهما بالنسبة لي لا تتعدى كونها فيلمًا عربيًا قديمًا بالغ السخف، وإن كان فيها رثاء المرحلة الناصرية بطريقة شجنية جيدة، أما عوالم (قمر على سمرقند) فتؤكد تمامًا ماقالوه عن هذا الرجل من قدرةٍ مدهشة على الإلمام بتفاصيل مدهشة، وخلق عوالم شاعرية وجميلة، ربما آخذ على قمر على سمرقند كون نهايتها فعلاً مفتوحة بطريقة تجعلك توقن أن صاحبها/الكاتب كان قادرًا تمامًا على أن يكملها بفصول أخرى، ولكنه فجأة توقف قائلاً (كفاية عليكو كده) الرواية حقًا جميلة، وعلى الرغم من أنها تنتقل بسلاسة عبر المكان والزمان إلا أنها تسطيع أن تمسك بتلابيك فلاتدعك إلا وقد أتيت عليها ،،،،،، شكرًا لكل من دعوني إليها ... وأخص مصطفى السيد سمير ومي دندنة ....
فاجئني الأستاذ المنسي (بعد قراءتي للرواية) بأن الطبعة التي قرأتها "نـاقصة" وأن النسخـة كاملة قد صردت في (ميرت) تبع طبعة وصفها "بـالـسـريـة" ...
كتب د.أيمن الجندي عنها في (المصريون) مقالاً أوله (دنيـا حظووظ !!)
تعود علاقتي بكتابة "سعيد نوح" إلى مدة قد تتجاوز العام، منذ اكتشفت أنه من الروائيين القلائل الذين يمنحون إنتاجهم للقارئ بشكل مجاني على الإنترنت، فحرصت على العثور على روايتيه ( كلما رأيت بنتًا حلوة أقول يا سعاد) والثانية (دائمًا أدعو الموتى) وعقدت العزم على قرائتهما .. ولوعلى الكمبيوتر!
بين عقد العزم وتحقيق الفعل مسافة عجيبة حقًا، إذ يدور الزمان، ويظهر لسعيد نوح رواية أخرى تصدر في "روايات الهلال" التي تتميز برخص ثمنها وجودة إنتاجها، فأحرص على اقتنائها(لأني أعلم أني سأقرأ روايته الأخريتين) وهي رواية (61 شارع زين الدين) وأتذكر أني كنت قد بدأت في (كلما رأيت بنتًا حلوة) وأعجبتني لغته بشـدة، ونقلت فصولاً منها لأصدقائي المغامير على الإنترنت، ولكني لم أبدأ فيها من جديد إلا عندما صدرت روايته الأخيرة (ملاك الفرصة الأخيرة)، حينها تذكرت أني أتلكأ في قراءة"سعيد نوح" ، وأني يجب أن أنتهي على الأقل من الرواية التي بدأت بقراءتها وأعجبتني، فالتهمتها في يومٍ واحد !
(كلما رأيت بنتًا حلوة أقول يا سعاد) مرثية جميلة يتماهي فيها الخاص بالكاتب مع العام، ويستخدم فيها "سعيد نوح" لغة المراثي الشاعرية في الكثير من أجزائها لرثاء الحبيبة/الأخت هذه المرة ...
كنت أود أن أقدم حديثي عن "سعيد نوح" بأني أعتبره من الأدباء" المغمورين"، فهو على الرغم من أن روايته الأخيرة هي الرابعة إلا أن أحـدًا لا يكاد يعرف سعيد نوح، وربما لفت أنظار النقاد (بعض الشيء) بروايته الأولى "كلما رأيت بنتًا حلوة ..."، إلا أن اسمه ظل مغمورًا على الرغم من تميزه، واختلافه ، ولكنه ـ كما أرى ـ حـال الأدب والأدباء عندنا عامة ! ...
وإلا فمن يعرف محمد المنسي قنديل مثلاً ، أو من يعرف "عزت القمحاوي" حتى!، أو محمد ناجي أو محمد عبد السلام العمري، أو رجل مخلص في الرواية وغاااية في المغمورية اسمه "نعيم صبري" لم أقرأ له شيئًا حتى الآن !..
نعود إلى الروايات لأقول أني بعدما استمتعت برواية سعيد عن" سعاد" كان قد جاء دور "الملاك" ليحتل المكان، وكنت أيضًا قد فتنت بمطلع هذه الرواية لحدٍ بعيد، وسرعان ما التهمت فصولها الأولى، لكني فوجئت بحالات (وليست حالة) من التشظي في البنية فعلاً بعد ذلك ،،،، بعد ذلك قال "سعيد" أنه يكتب أسطورته الخاصة، للبـديـــل ، ورأيته قد جانبه الصواب كثيييرًا فيها...
ربما يعاب أحيانًا على "التجديد" ومحاولة طرق أساليب مختلفة أن ذلك لم يعتده الناس فلا يتفاعلون معه، لكني مؤمن بكل جديد ومختلف يثري البناء السردي ويضيف إليه، وأشعر أنه يمتع أدبيًا أولاً وأخيرًا، إلا أنني في (ملاك الفرصة الأخيرة) على الرغم من استمتاعي بعدد من فصولها الأولى، وجدت نفسي أتوه في فكرة الحكايات الأسطورية والهامشية التي جعلت القصة ليست قصة الملاك ولا فرصته الأخيرة، على الرغم من أني أزعم أن الفكرة وصياغتها منذ البداية كانت تنبئ بعملٍ راائع وفريد!!
ولكني عدت مرة أخرى إلى (61 شارع زين الدين) ......... والحق أني منذ بداياتها المبكرة وأنا أشعر بشيءٍ من الإملال لم أتخلص منه إلا في الفصول الذكية التي يمارس فيها "كسر الإيهام" بطريقة روائية فيتحدث عن الكاتب، ودوره مع أبطاله، وموقف نجيب محفوظ من أبطاله كمثال ... إلخ !!، لكن أمرًا آخرًا أثناني عن مواصلة القراءة، وهو اكتشافي أن للرواية جزءان آخران !! وكان قد صدر له رواية (ملاك الفرصة الأخيرة) ـكما ذكرت ـ مؤخرًا وليست من أجزاء تلك الرواية، وأنا شخص ملولٌ بطلعه، ولا يحب الانتظـار ! ... تركتها غير عابءٍ ولا هياب، وتجد الإشـارة هنا أن ذلك الروائي المتميز ينشر رواياته على الإنترنت مجانًا كاملة >> فقد وجدت ( كلما رأيت بنتـًا حلوة ..، ودائمًا أدعو الموتى ، وفوجئت مؤخرًا بوجود 61 شارع زين الدين ..أيضًا ) .<< اضغط للتحميل :).
بمعنى أن هـذا الرجل /الروائي المصري الوحيـد (فيما أعلم) الذي يضع رواياتـه كاملة على الإنترنت ... للأستـاذ "سعيد" مدونة يبدو أنه يغيب عنها كثيرًا...
*تعليـقـات :
ـــ كيف عرف ناشرو رواية "صنع الله إبراهيم" الجديدة أنها (رااائعته) ؟؟!! ... مع احترامي للرواية وكاتبها ...
تعليقًا على (نشر البديل لرواية "القانون الفرنسي" في صفحاتها يوميًا)
بالمناسبة يعد "صنع الله" من أوائل الروائيين الذين غامروا بفكرة نشر رواياتهم على الإنترنت مجانًا، وذلك قبل صدورها ورقيًا، منذ نشره رواية (التلصص) التي نشرها في مجلة الكلمة، ولا تزال الكلمة تواصل نشـرها للعديد من الروياات شـهريًا بانفـراد صامت :)
ــ "تلك الأيـام" تتحول لفيلم سينمائي
لا أذكر (بالضبط) متى فُتنت بــرائعة (على حق يعني) فتحي غانم تلك، الرواية التي أصَّرت "مكتبة الأسرة" على طبعها عدة مـرات، وكان د.جابر عصفور قد قدم لها مقدمة نقدية (على مزاجه)، والاحقيقة أنها من الروايات القليلة التي لفتتني للرجل، وبدا لي أنه ربما لم يكتب أروع منها ,,,,,، سـعدت بنبأ اهتمام ابنه المخرج (أحمد فتحي غانم) بأمـر تحويلها فيلمًا سينمائيًا، وأتمنى أن يعيد الصدارة للأفلام السينمائية المأخوذة عن روايات قيمة ......
* المـــغاميــــر .... أدب وسينمـــــــــا
في هـذا الصدد لا يفوتني أن أدعوكـم إلى صـالون "مـغامير" الثـقـافي الأول، والذي تقرر (بالاتفاق مع مكتبة البلد) أن يكون السبت الأول من كل شـهـر، والذي سنتناول فيه حديثًا
مفتوحــًا حول (السينما والأدب) أيهما يؤثر في الآخـر، ومن المستفيد؟؟
في تاريخ السينما أولاً: ماذا استفاد" نجيب محفوظ" و"إحسان عبد القدوس" من تحويل رواياتهم أفلام ؟!!
لمـاذا ابتعدت السينما عن الأدب ؟؟ ، وكيف عادت ؟؟
وهل هناك كتاب يكتبون/يغازلون السينما بشكل خاص،،،،،
هل هناك علاقة بين الرواية الجديدة و"سينما الشباب" ؟؟
إلى أي مدى "يتحكم" الروائي في الفيلم، أم أن العكس أصح !!...إلخ ....
الدعوة للصالـون على الفيس بوك على هذا >>الرابط
*سؤال العدد: كم مـرة ورد ذكر (ملاك الفرصة الأخيـرة) على الإنترنت حتى الآن :) .....
** الـروايـــات متـــــاحــة للإعــــارة :)
هناك 12 تعليقًا:
أول مرة أبقى أول تعليق
....
عن الروايات
أنا قريت ( كلما رأيت بنتاً حلوة أقول يا سعاد )
والكلام ده من أكتر من 7 سنين في أول صدور ليها في طبعة الهيئة العامة لقصور الثقافة
وكانت عاجباني جداً ومعلقة معايا لحد دلوقتي
و رغم المسافة الطويلة في الزمن إلا إني لسة فاكرة مشاهد منها لحد دلوقتي
زي مشهد البانيو المليان تلج وحالة الحمي الشديدة
أو مشهد البطل وهو مروح مع عروسته في العربية وأخته بتفكر انها هتفتقده
وفجأة بتلاقي العربية بترجع تاني
والبطل بيقولها تعالي معانا
بجد
كانت رواية خاصة جداً
صعب أوي انك متكملهاش
وانك تقدر تقدر تنساها
.....
بالنسبة للكتب المتاحة للإعارة
ممكن أستلف سمر قند
وانا برجع الروايات اللي باخدها
بس انا أول واحدة اتكلمت عليها
لو حد تاني طلبها يقف في الطابور بقى
طيب
انت اديتني كلما رأيت بنتا حلوة
وبدأتن قراءتها لكن حالة الكلام عن الموت اللي استهل بيهاالرواية كانت على غير مزاجي
وبيني وبينك لحد دلوقتي
وبقية الروايات لم تجذبني
ماعندكش حاجة تانية ؟؟
فين يا عم الكلام دة ولا حد بيشوف منك اي حاجة
ماشي ياعم ابراهيم
لاااااااااا ياغاااااادة
انا عايزة سمرقند يا ابرااااهيم
)-:
خلاص يبقى انا بعد غادة
بس بعدها على طول يعنى ماتروحش كده ولا كده
ده اولا
ثانيا بقى
انا مكنتش اعرف ان سعيد نوح بيكتب من منتصف التسعينيات
ياخبر !!!
عموما انا لسة ماقريتش سعاد بس عليها الدور يعنى (-: وربنا يستر من الاكتئاب
ثالثا بقى
لو عندك رواية فتحي غانم تلك الأيام
عايزاها يااااريت
وماتخافش اول ماشوفك هرجعلك عروس المطر وأسود فاجر إن شاء الله
وربنا مايحرمناش من سيادتك
:-)
نضال
الأستـاذة غادة
مساااءكــ سُـكـــر ...
من 7 سنين إزاي يعني ؟؟؟ إنتي بتقري روايات من وإنتي ف كي جي يعني ؟؟؟ ...
وفعلاً الجميل ف الرواية دي إن مشاهد فيها كثير تظل عالقة في الذهن لجودة كتابتها وما فيها من شـاعرية ....
.
.
"سمرقند" الآن مع صديقة، أول ما تخلصـها هتكون بين يديكِ ...
هي كذلك رواية تستحق
شكرًا لتواجدك دااائمًا
هدى، عندي ـ كما تعلمين ـ كتيير، وتحت أمـرك دااائمًا ، على فكرة إبقي اكتبي مرة تدوينة خاصة عن الكتب اللي خدتيها مني ، ولا إيه رأيـــك ؟؟؟
نورتي ...
في انتظـار أخت الرجال
سمرا:
عودًا حميييـدًا، وألف مبرووك الزواج، ولو إني زوعلان إني مكنتش أول المدعوين
.
.
ربنا يجمع بينكم في خير دااائمًا، وأنا هعتبر الزياردة دي ماتحسبش
ماشي ياعم
إعمل مش شايفني وماتردش
برضو هاخد سمرقند ...
نضااااااااال
انا قلت بس اهدي اسلم
لاني ماعلقتش بقالي كتير
لكن انا هنا ديما
اتسائل
ليه مش بتكتب بقالك كتيييييييييييير
انتظر حاجه جديده
حلوه
لا أعلم
لم سوء حظي مع الروايات
لا أملك صبرا كافيا لقراءتها
رغم أني من عشاق الأدب
شعرا و نثرا
الا ان ما يأسرني
الومضات
الرباعيات
الحكمة في ربع كلمة
ربما هي أحدى مساوئ عصر التيكاوي
و ربما و هو الارجح
أن العيب عيبي
تحياتي
الجميلة ..نـضـال:
سا ستي "سمرقند" ستكون تحت أمـرك فورًا، وربما للمفاجأة ... قبل غـادة ، لسبب واحد، ومحدد ....
وبسيط، إني ممكن أشوفك قبلها
واللي سبق ،،، فيما قالوا ... أخذ سمرقند
ممممممممممممممممممممم
بـس إبقي فكريني بموضوع (تلك الأيام) ده، عشان بنسى
نورتي
*******************
نهر الحب:
مش بكتب ؟؟؟ أمال برسم مثلاً ؟؟؟
ما أنا شغاااااااال أهه يا بنتي
نورتي عمومًا، وما تقطعيش الغيبة
فعلا أؤيد بشدة فى كلامك عن سعيد نوح
أنا كمان قرأت رواية كلما رأيت بنتا حلوة أقول يا سعاد
من حوالى 3 او اربع سنين بس بجد أنا فاكراها كلها لغاية دلوقتى بكل الاحاسيس اللى اتملكتنى وانا بقراها رغم كآباتها بس بصراحة كانت سطور حزينة لا تخلو من المتعة
مدونتك جميلة فعلا واسمح لى اضعها فى مدوناتى الصديقة
تحياتى لك
إرسال تعليق