وصلتـك ... رســـالة !!!
وآآآه من التكنولوجيـا ـ كالعادةـ ... تفرض علينا الكثير !! ...
ماذا لو لم تتم "توسعة" مساحة البريد الإلكتروني لتصل إلى (5 جيجا ...اكتشفت ذلك مؤخرًا!!) ...
تذكرون زمان ... (من سنتين ولا ثلاثة يعني) كان هناك حيلة" طريفة" جدًا لـ زيادة سعة البريد الإلكتروني، وانتشرت عبر العديد من المنتديات والمواقع، وأذكر منها أنه كان يتوجب عليك تغيير البلد إلى"انجلترا" على اعتبار أن الهوتميليين لا يعرفون الحقيقة ...
ذاكـرة ..إي مـــيل*
في البداية كنا نسخر من أن آباءنا لازالوا يتحدثون عن "العنوان البريدي" العادي، وأنهم ليس لديهم "إيميلاً" شخصيًا!! ...
في البدء .. مبكرًا كنا نكتب الخطابات !!
أذكر أيام غربتي المبكرة، الساذجة، حينما كنت أكتب خطابات لخالي وجدتي، مؤخرًا قرأت بعضها، واندهشت لفرط ما كنت أصنعه فيهم/معهم ... الآن توقفنا تمامًا عن إرسال أو استقبال أي خطاب !!!
منحتنا التكنولوجيا "اللعينة" وسـائل أخرى، رسالةSMS فاقدة الحميمية، وخطابات للضرورة القصوى، وسؤال عن الأحوال أحيانًا ....!
لا أنكر أنهـا وفرت الكثير، ولكن الكثير كان جميلاً !!
لم تعد تصلنا الرسائل !
كل يوم أفتح صندوق بريدي الإلكتروني ومن بين 10 رسائل تكون هناك رسالة واحدة، أو لاشيء خاصـة بي !!
في بداية تعاملنا مع رسائل الكمبيوتر كانت الـ "موضة" الشائعة رسائل الـ"فور وورد"، وكنت أمارس ذلك العبث، تصلك رسالة مكتوبة من شخص ربما تجهله ومرسلة لآلاف المستقبلين، ترسلها لكل من تعرفهم، أكثرهـا تكون رسائل نكات بعضها سمجة !! .... وأحيانًا رسائل ممتعة ... صورًا طريفة ،، بعد ذلك انتشرت رسائل الوعظ والإرشاد ... :)
أختي الصغرى احترفت فيما بعد رسائل النكات، حتى أصبح لديها مخزونًا كافيًا تستعين به على بؤس الحياة!!(ربما) ...
تعرفت على الكثيرين في بداية حياتي الإلكترونية (إن صح التعبير) من خلال رسائل فوضوية كتلك، كان منهم صديقتي اللبنانية رانيـــا ... (ولتلك قصـة أخرى طويلة، رانيا لا تدخل المدونة، ولا تتفاعل مع الإنترنت مثلنا، ولا أفهم لماذا، تقريبًا ليس لديهم برنامج مايكروسوفت، ربما هناك شيء لا أفهمه، ولكنها كانت ترسل لي رسااائل تحفوية بطريقة الفرانكو آراب، حيث لا تمتلك لوحة مفاتيح عربية، وباللهجة اللبنانية)!
(( اليوم تعاني رانيا كالكثيرين في لبنـان مأسـاة الحرب !!!، ولا نملك إلا أن نمصمص شفاهنا، وندعو الله لهم!!))
منذ البداية أيضًا .. لم أعتد أن أحذف الرسائل، لا لمكانتها في قلبي، أو للاحتفاظ بـ ذكرى (مؤخرًا أدركت ضرورة الاحتفاظ بالذكريات !!) ولكن لأني لا أجد ضرورة للحذف!!
يبدو أنهم أدركوا ذلك مؤخرًا في الهوتميل فزودوا المساحة بهذه النسبة المهولة -فيما أرى- !!
بريدي الحالي جديد أصلاً، أو أعتبره جديدًا لأنه كان قد سبقه عنوان تم السطو عليه بوساطة الصديق الروائي الجميل "محمد حسن علوان" (حلو لما ترتبط علاقتك بـحد، بإنه كان سبب إن إيميلك اتسرق)، ولكني سـرعان ما أنشأت هذا العنوان الجديد، وتمكنت من استعادة العديد من الأصدقاء .....
أعلم الآن ـ يقينًا ـ أن هناك من سقط !! ... عفوًا ..
ولكن لا شك أنه لم يترك لي مساحة أحتفظ له بشيء منها !!
(قائمة الماسنجر، وأصدقاؤه موضوعٌ آخـــر)
علمني البعض كيف أكتب رسالة ... أدبية .. إن شئت التحديد
في البدء كانت الرسالة عادية، ربما تحمل"أسلوبي" وتهكمي ـ كما يقولون كثيرًا ــ، ولكن لم أكن أعتني بها !!
يااااااااااااااه
ذاكرة الرسائـــل !!
كم هي ثرية !!
نظن أننا ننساها، ولكن تفاصيلها تتداعى الآن بشكـلأ غريب !!
اذكر أن أحد "أهم"ـ فيما أرى ــ نصوصي كتبته على" أثر" من ..رسـائل (إيميل) !!
يعتقد البعض أن رسائل البريد الإلكتروني ليس فيها حميمية، ويقولون أين الظرف المغلق، أين ارتباك الاستلام، والترقب، أين شم الخطاب بعد قراءته، وربما تقبليه !! ....
قد تصلك الآن رسالة بريد إلكتروني مفاجئة، وتكاد تفعل معها كل هـذا ...
أصبحنا ـ كمتمرسين ـ نقرأ بشكل مختلف ...، ونكتب الكلام كثيييرًا كما نقوله (ماهذه الياءات الزائدة؟؟)
أتذكر مرة أعلن فيها موقع الهوتميل عجزه عن فتح الصفحة، لإن الضغط عليه زائد !! ..
يومها فكرت في أمر ضياع هذا الوسيط الافتراضي المذهل كثيييرًا (تمامًا كما أفكر في اللحظة التي تنهار فيها شركة بلوجزبوت ...الآن !!)
تلك المساحات الالكترونية الهاااائلة التي منحناها الكثيير من دفء مشاعرنا، أو برودها، ومن وقتنا ومن أصدقاءنا، ومن تفرقنا ومن تلاقينا !!
أجمل الأشياء عندمـا تبحث في بريدك عن رسالة منسية، باسم صاحبها ....
بسهولة تكنولوجية تتارص أمامك رسائله، لكل منها مذاقه الخاص، لم يعد هناك درج تحتفظ فيه بورق، تخشى عليه من التلف!!
هل جربت أن تطبع رسالة بريد إلكتروني ؟؟؟؟ كيف سيكون تعاملك معها !!
كذلك عندما أكتشف صانعوا البريد فجأة أن المرء ربما يحتاج لرسالة أرسلها من قبل ( لأغبياء لم يضعوا ذلك الخيار إلا متأخرًا) فتفاجء بالرسائل التي أرسلتها، والتي وصلت أو لم تصل !!! ...
هل تقرأ رسالتك بعد أن ترسلها ...؟؟؟
كان بطل" طوق الطهارة" يفعل ذلك مع الفتاة التي أحبها فيما بعد !! . . .
وأنا أيضًا !!
كنت كأني أتاجر بمشاعري، والآن أكره ذلك جــدًا !!!
أذكر أول نص/رسالة لي كتبتها، وحولتها إلى نص أدبي بعد ذلك، كرهتها جدًا !!
المفاجئة أني كنت قد كتبتها على الورق !!
أعود الآن إلى الورق كثيرًا !!
نكهة خاصة للكتابة بخط ركيك على ورقة صغيرة، كمسودة !!
هنا الحروف كلها جميلة، ومنمقة ، لا تستطيع أن ترسم الكلمة كما تحب !!
فقط يمكن أن تغير "البنط" وحجم الخط، وربما لونه ولون الخلفية ...
أتذكر الآن رسائلنا القديمة، هل تعرفون برنامج (جت سمايلي) الوجوه المعبرة عن الفرح، أو حاملة الورد، أو المشاعر!!
أعترف أنهـا كانت تنقل إحسـا سًا مـــا ... أيضًا
كم قبلة وزعتها في هواء الماسنجر !!( قلنا لن نتحدث عن الماسنجر الآن) !!
قسمت في بريدي القديم بعض الرسائل بأسماء أصحابها !!
هناك (تاج) ذكي، كان يتم تبادله بين الأصدقاء يسألون فيه ماذا ستفعل ببريدك الإلكتروني عندما تموت !!، وهل أعطيت أحدًا كلم مرورك من قبل ؟!!
أنا أقول نعم، حصـل ....
وتم بعدها محو ذاكرة بريدية كاملة عزيزة (كانت) جدًا، ولكن هذا كان في البريد القديم، تعملت الدرس جيدًا، خاصـة عندما فقدت ذاكرة البريد بمحض "غلطة" للأبــد !!...
هل جربت أن ترسل لأحدهم رسالة كنت قد أرسلتها له قبلاً ، أو كان قد أرسلها لك !!
فعلت ذلك معي ...
قلت لها لقد ضاعت كل رسائلي إليكِ ...
من فضلك أعيديهـا إلي كلها ....
قالت إني لم أعد أعر اهتمامًا لرسائلها !! (كنت أفعل !)
كم عدد الرسائل المرسلة (للآخرين) 270 رسـالة !!
كم عدد الرسائل في بريدك الآن (بما إني لا أحذفها إلاا ناااااادرًا ) فقد وصلت 7107 !!
إيه احلى رسالة وصلتك ؟؟؟؟
لأ !!، كثــــير !!
إيه الرسـالة اللي نفسك توصلك دلوقتي ...؟؟؟
مش عارف !!
إيه أكثر رسائل كانت بتخنقك ؟؟
أكيد رسائل الجروبات :)
رغم إني بحبهم قوووي والله ، بس قبل زيادة مساحة الإيميل، ومع تزايد عدد رسائلهم ممكن 20 رسالة يوميًا طالبت منهم إنهم يحذفوني من عندهم، ليس فقط لأني لا أقرا رسائلهم، ولكن لأنها تغطي على صفحة البريد وتنتهكه تمامًا (كان ذلك مع جروب الفاجومي تقريبًا) وكذلك واتـا الذين تخلصت منهم مؤخرًا J والآن رسائل الفيس بوك !!!
وهذا شرقاوي >>> يحدثكم بطريقة علمية عن البريد الإلكتروني
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
*بأثر من (خيانة القاهرة)
صباح الثلاثـــاء 6/5/2008 :)
كان نفسي أنشره يوميها الصبح، وبعتته لرانيا وعلقت على موضوع إنها مش بتدخل المدونة ده، وعن الموضوع قالت :
ya3ni ma3ak ha2 il net khala il rassa2el li bi khat il id tef2od imeta
w mahada sar byektob hek rassa2el
ma3 inon hene aham men il nahyé il ma3nawyé