أنت

في حياتي كلها أتوقع أن تكوني بذرة الضوء التي لا أدري كيف تنمو بداخلي لتنير اليوم، لكن أثرك أعجز ـ لازلت ـ عن التعبير عنه **** ، ولكنكِ تفرحين، وها أسنـانك تظهر .. ف تبتسمين :) وتطلع الشمس، هذه المرة ليس عنِّي بل عن جميل مرورك كلما حدث ... أمــــــــانـــــة عليكو أي حد يعدِّي هنا يترك تعليقًا .. ليستمر النور :)

الخميس، 14 فبراير 2013

في الإنـجـاز ..


.
كلما جاء موسم الامتحانات أو رحل تذكرت المقولة الخالدة التي كانت تقولها أختي الكبرى بعد كل "تنظيف شاق" تقوم به لشقتنا المتواضعة، كانت تقول (لو المذاكرة تبقى زي الترويق والواحد يشوف نتيجتها على طول كده!!) ..
 عن نفسي لا أعلم لماذا يربطون بين "الامتحانات" أصلاً وبين "التفوق الدراسي" ومعلوم أن ثلاثة أرباع المتفوقين إما أذكياء بالفطرة أو "جت معاهم كده" والشواهد على ذلك كثيرة! هذا بغض النظر ـ طبعًا ـ عن أن "الدرجات العالية" و"الامتياز مع مراتب الشرف" كلها لم ولن تكون أحد وسائل النجاح الحقيقي في الحياة، وإلا (ماكنش حد غُلب!) ولرأينا أصدقاءنا الأطباء (تحديدًا) من أغنى خلق الله وأفحشهم ثراءً بل وربما كان منهم مرشحي مجلس شعب ورؤساء جمهورية!
.
للدنيا منطقها الخاص!
وفي الحياةٍ دروسٌ كثيرة، يكفينا من بعضها المرور عليها للتعلم، لا يحتاج الأمر لشهادات!
أكتب بينما أنا واضعٌ رجلاً على الأخرى في حالة الكتابة الرائقة الخاصة جدًا .. وأتذكر..
في فترة من فترات حياتي (العظيمة) ارتبط عملي بما يطلق عليه "الإنجاز" .. لعلكم تعرفونه .. "أداء المهمَّة على أكمل وجه" .. شيءٌ يشبه إلى حدٍ بعيد (حياة قلبي وأفراحه) بعد الانتهاء منه، بدون محاضرات ولا سهر ولا مذاكرة ولا ملخصات ولا امتحانات ولا انتظار لنتائج .. كل ما في الأمر "مهمة" محددة تقوم بها .. تنتهي في وقت محدد .. غالبًا تأتي النتائج بسرعة..
في "العمل" تتمثل النتائج في أشياء مادية (كحصولك على ترقية مثلاً) أو معنوية تبدأ من رضاك الشخصي عمَّا أنجزت .. وقد تصل إلى (رضا سعادة المدير) ..مثلاً (بتحصل والله!)
كانت المهمة تتلخص في إعداد أبحاث عن شخصيات تاريخية، وكان الأمر يحتاج منَّا بحثًا في عدد من المراجع القريبة والبعيدة، واستيفاء الجوانب العامة لهذه الشخصية، حتى يخرج البحث "مرضيًا عنه" .. كنَّا نفعل ذلك بتركيز شديد، أذكر ذلك جيدًا وأحبه، ليس كل العمل سيئًا ولا سخيفًا، أحيانًا كثيرة يكون ممتعًا لاسيما إذا كان أمامك "مهمة" وأنت في طريقك فعلاً لتحقيقها خطوة بخطوة، كنت أبحث بين بطون الكتب ومراجع الانترنت ويصحبني في جولاتٍ عديدة "جوجل" وهو لايقصِّر في الإدلاء بما لديه شريطة أن تبحث بذكاء .. كانت أيام جميلة، والحديث عنها بصيغة الماضي أجمل، ذلك أنه يبدو أنها ماكان لها أن تستمر، ذلك أنه على الرغم من الجهود التي بذلتـ والتي أخرجت لنا أعمالاً جيدة جدًا حينها، ولكن اتضح أني لم أكن أعمل إلا بـ 30% من قدرتي على العمل! أي أني لا أعطي العمل حقه، هذا الأمر الذي لم يبد في أي مرحلة من مراحل العمل ... (ما علينا ..هي أمور شخصية على كل حال!) .
.
تقول صديقتي (مديري مبسوط مني، أرقامي حلوة، مبسوطة مع صحابي ..ببساطة أنا كائن سعيد)

حينما أفكِّر في موضوع "مدير العمل" هذا أحتار كثيرًا، هل سيقدَّر لي ذات يوم أن أكون "مديرًا" لمن هم أقل مني، وأكون بهذه الطريقة سببًا في سعادتهم أو مصدر قلق مستمر  وإزعاج لهم؟!
 ابتعدت مبكرًا عن "التدريس" مثلاً، لا أرى في نفسي ذلك "المعلم" الذي بإمكانه أن يقدم للتلاميذ معلومات هامة ومفيدة، لاسيما إذا كانت كل المعلومات التي بحوزته غير هامة ولا يظن أنها مفيدة، بالإضافة إلى شعورٍ طاغٍ بأنه لا يزال يتعلم!
لذا أفكِّر أن فسادًا عامًا سيشمل أي إدارةٍ سأكون مسؤولاً عنها، وعلى عكس المتوقع سيصاحب ذلك رضا وسعادة كل العاملين، وهو ما سيوقف مديري (أكيد هناك من هو أعلى رتبة مني) في حيرة من الأمر معي!! وربما يبدأ في تغيير معاملته لمن هم أقل منه ويتعلم مني دروسًا في (كيف تصبح مديرًا ناجحًا؟) : )
.
على كلٍ فإن للإنجاز عندي صورة أخرى، بسيطة، ومرغوب فيها بشدة، تلك اللحظات السابقة لكتابة عمل أدبي ما، لاسيما إذا كان متعذِّرًا على المجيء بسهولة، وكنت أحسب أن كتابتي "سهلة" وتأتي كلما أردتها، فلمَّا مرت الأيام خبرت أن الأمر ليس كما أعتقد! ولكن يحدث أن تفكِّر في "كتابةٍ" مـا وتبدأ تجمِّع لها الخيوط والأفكار، ثم تجلس مرتاح البال قرير العين تكتبها بسلاسة، فيخرج العمل على الناس بأي هيئة كان فيتلقفونه بإعجاب شديد، أو حتى بنقدٍ لاذع .. في كل الأحوال تكون قد "أنجزت" و"تخلصت" من فكرةٍ كانت مؤرقة، وعليك أن تحصد الآن .. فورًا ما جنته يداك!
 يختلف الأمر كثيرًا مثلاً مع "كتاب" .. (هل تذكرون الكتب؟!) .. لاسيما عند واحدٍ مثلي لم يعهد فكرة "المشروع" بعد بشكلها الأسمى، الذي أتمناه أنا على الأقل، فإن الكتاب يظل "تجميع" لعدد من "الإنجازات" سابقة الإعداد والتي تلقيت على كلٍ منها ـ على حدة ـ قدرًا من "رد الفعل" أيًا كان .. ثم ها أنت تجمعهم بين دفتي كتاب .. وتبدأ في تلقي "ردود الأفعال" على ما "أنجزت" مكتملاً ..
أكون أكثر سعادة بإنجازاتي الصغيرة، البسيطة، اليومية أحيانًا ..
ربما أكتب عنها بشكل مفصَّل في مرات قادمة ..




هناك تعليق واحد:

اللي فرط يكرط!! يقول...

كل تدوينة ممتعة وحدها..
ما شاء الله
متابعة من بعيد لبعيد..

لكني اعلق هنا الآن فلأني اريد نسختي الالكترونية لو سمحت حضرتك من التحديق في العيون..
اصدارك الجديد..
لو كان ممكن شكراً لك

Ratings by outbrain