التواصل .. مع .. الناس ..


 أكتب الكلمة ... وأمحوها .. ألف مرَّة ..

 أقلِّب في أسماء الناس على هاتفي ,, أتذكَّر

 كل واحد باسمه وصفته ..

 طريقة التواصل الأذكى والأنجح ..

 تغيب كل الطرق .. فجأة!

.

أترك الهاتف جانبًا .. وأغمض عيني ..

 سأتصل بأول اسم يخطر على بالي ..

 وسنتحدث طويلاً ..

الحديث الطويل الجميل المفتقد ..

 يذكرني ذلك بسائق الميكروباص (ياللمفارقة السعيدة)

 كان يتحدث مع أحدهم طوال الطريق!

 بينما أقلِّب أنا بين صفحات رواياتي التي لا تنتهي!


 أفكَّر أني أعطي الأشياء أكبر من حجمها 

 قال ذلك في الرواية فعلاً: (نحن من ننهمك بتعريف غيرنا من دون أن يعني ذلك التعرّف على من عرَّفناه. نحن نعقِّد الأشياء ونبسِّط العلاقات فيما بينها. نقوم تمامًا بعكس الحقيقة، الأشياء بطبيعتها بسيطة، لكن تتواجد ضمن حلقة علاقات معقَّدة .. أنت لما تكتب تعقد الأشياء وتبسط العلاقات .. الرواية تبسيط، قالت، هل تستطيع أن تنكر؟! حتى تلك القصص التي لا تبتغي الإسقاط الاجتماعي والسياسي وتسعى للترفيه حصرًا أكثرها يبسط العلاقات الشخصية ... لعل بساطة العلاقات هي البديل المرغوب؟ حتى الميلودراما الرخيصة تجدها تمتع أشياء مخفيَّة في نفوسنا فنتماثل معها. أنت تروي لتمتع، لكن هل الحياة ممتعة؟! لا تعرف؟ ربما؟ لا غير مهم، المهم أنك عندما تفعل ذلك كل الوقت، لاعندما تكتب فقط، تخسر الكثير من العلاقات المعقدة والكثير من بساطة الأشياء، أنت تبني المشهد الكامل فتُقصي نفسك عن أشياء أخرى ليس لها مكان في كمالك!)**


 أعود للتفكير في الكتب التي سأقرؤها!

 تبًا لن أفكَّر في الكتب ثانية!!!

.

 سأفكَّر في الناس ..

 في التواصل مع الناس ..

 في الحاجة إلى التواصل مع الناس ..

 في الأصدقاء

 في الصداقات الغائبة ..

 في الصداقات التي تفرض حضورها بقوة .. ثم تغيب .. تختفي!

في العجز عن التواصل مع الغائبين ..

 في أنهم يغيبون باستمرار واطِّراد !!

.

 في أننا نلتقي كل مرة بشخصٍ غير مناسب!

 أو نبحث فيهم عن أشخاص أخر!

"لعل بساطة العلاقات هي البديل المرغوب"

ماهو بساطة العلاقات هذا؟!

 فكَّرت بالأمس بأني سأترك نفسي على ناصية مقهى .. ولكن

 ماذا لو لم يمر أحدٌ عليَّ؟!

 سأجلس في المرة التالية هناك في مقهى يتوافدون عليه دومًا ..

 ولكن أحدًا لن يأتي ممن أريد!

.

 أفكر في علاقة لا تقوم على الكلمات!

 نحن نستهلك أنفسنا كثيرًا قارئين وكاتبين ..

.

أود أن أتعرف على من يحتاج للإنسان لا لكلماته الفارغة ..

 ربما يحشو دماغي بحكايات ساذجة

كذلك الخيَّاط الذي لم يتذكرني لما عدت إليه ..

 وكان على استعدادٍ تام لأن يحكي لي حكاياته كلها مرة أخرى!

 اللعنة !

 كم أغبطه ..

 لا وجود للأشخاص الآخرين في حياته ..

 كلما قابل واحدًا بدأ معه من البداية !

كما يفعل بطل فيلم 500 يوم مع سمر

سيصنع إذَا صداقات خرافية العدد .. ربما مع شخص واحد!

 كيف نتواصل مع الناس؟!

إليك 20 طريقة للتواصل مع الناس

 كيف تكسب الأصدقاء وتؤثر في الناس؟!

 إليك هذه النصائح:

1ـ لا تفتح الباب أبدًا، مهما كان الطرق منغَّمًا وموحيًا وجميلاً..

2ـ أحكّم إغلاق النوافذ واستغن تمامًا عن الشرفات.

3ـ عندما تشغِّل "مزيكا" لا تشغلها بصوت عالي ولكن ضع السماعات على أذنك مباشرة، ثم علِ الصوت ما شئت هكذا لن تسمع أكثر!

4ـ انغمس في حياتك اليومية، ابحث عن أدوار جديدة تلعبها في عملك، لتحسين وضعك، أشر لمديرك أن لديك أوقات فراغ إذا كان يحتاج لأي شيء (وهوا ما يتوصاش)!

5ـ عاوز تساعدهم .. ما تساعدهمش :)

 والله حكمة السنين

 أفكِّر في أشياء قديمة كتبتها، أشياء هامة جدًا وخطيرة ..

 زي (قريب جدًا هييجي جيل متحقق قوي من نفسه ... )

زي (التحديق في العيون) أقول فيها (حرت مثلهم في أمرهم، الآن يمكن أن أعرف ما يكنون، وأدع ما يُظهِرون، ساءلتُني طويلاً لم أشغل نفسي بالمظهر إذا كنت داخلاً إلى اللب والجوهر، ووجدتني أجيب بثقة واطمئنان، لأن النفوس محصنة بتلك الدروع، أما الأرواح فلا حصن لها، وإذا قابلت أرواحهم كما هي، فربما التبست عليّ روحٌ من آخرين، أو ساءني اندماج مندمجين!)



.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
** من رواية (ليبمو بيروت) للصديق هلال شومان