أنت

في حياتي كلها أتوقع أن تكوني بذرة الضوء التي لا أدري كيف تنمو بداخلي لتنير اليوم، لكن أثرك أعجز ـ لازلت ـ عن التعبير عنه **** ، ولكنكِ تفرحين، وها أسنـانك تظهر .. ف تبتسمين :) وتطلع الشمس، هذه المرة ليس عنِّي بل عن جميل مرورك كلما حدث ... أمــــــــانـــــة عليكو أي حد يعدِّي هنا يترك تعليقًا .. ليستمر النور :)

الجمعة، 4 أبريل 2014

أوصيكم بـ حسن الختـام



...
 هذه حكاية لم يكن لها أن تكتب لولا المدونة، وهذه مدونة لم يكن لها أن تكون لولا مثل هذه الحكايات
...
 هل تعرفون (صفاء النجار)؟!
في مصادفة بحثية على الإنترنت مساء أحد أيام عام 2006 عثرت على هذه الكلمات:

( مازلت أترقب وصولها، وأستمهل الموت الذي يرفرف بجناحيه خارج نافذتي.. أرهف سمعي لخطواتها، أتشمم رائحتها، وعيناي محدقتان نحو الباب، ومع كل طرفة أختلس النظر إليه.
لم أره منذ زمن، فكأنه قادم من سفر بعيد، على معطفه الأسود بعض قشات عالقة، ورائحة مطر مبكر تشبع الهواء، ويبدو أن جدوله اليوم لم يكن مثقلاً بالأعمال بما يسمح له بالتريث.. لكن من يستضيف الموت أو يقدم له كوب شاي؟!
لا أجد ما أعبر به عن امتناني له سوى أن تزيح ابنتي الستائر أكثر، وأن تفتح النافذة كي أخبره أن انتظاره لن يطول فهي الآن قادمة عبر الحديقة، وواثقة أنا أنها حين تطل بوجهها، وأتنفس هواءها سيبتعد عن إطار النافذة ويتركنا دون رقيب.
( آه أيها الموت كم أنت رقيق


كان هذا مطلع رواية (استقالة ملك الموت) منشورًا على أجزاء في موقع اسمه (دروب)  سرعان ما تابعت نقل الرواية بأجزائها العشرة تقريبًا آنذاك، وكنت سعيدًا جدًا بها وبقراءتها، (الغريب أن الرواية اختفت من الموقع بعد ذلك)!! 

 ومرت  الأعوام، ورغبت في الاحتفاظ بالرواية عندي بطريقة تجعلني أرسلها لأي شخص، ولم تكن فكرة الكتب الالكترونية قد انتشرت حينها، ولكني وضعتها في مدونة خاصة اسمها الأدب، ربما لا يعرفها الكثيرون شيء من الأدب 

 كنت أتتبع بعد ذلك صفاء النجار، لأكتشف أن لها رواية تحت الطبع، ولكن بدون أي أخبار أو معلومات أخرى، حتى خشيت فعلاً أن تكون "صفاء" قد اعتزلت الكتابة!!! ومرت الأعوام  حتى جاء خبر من الهيئة العامة للكتاب أواخر عام 2011 تقريبًا بأنهم سينشرون رواية (صفاء النجار) الجديدة (هكذا بدون اسم) .. ولكن الرواية لم تصدر أيضًا .. 
وأخيرًا وفي عام 2013 ظهر غلاف رواية (حســـن الختـام) لــ صفاء النجار، عن دار رؤية، لم تظهر الرواية التي كانت قد نوقشت في معرض الكتاب، وكان النقاد قد قرؤوها مخطوطة آنذاك، حتى مارس 2014، راسلت صفاء على فيس بوك، وأرسلت لي مشكورة نسخة من الرواية ..
....
بالأمس كنت في حفل توقيع هذه الرواية  

 ، وسعدت جدًا بما قاله الأستاذ "فؤاد قنديل" أو الدكاترة النقاد "ربيع مفتاح" و صلاح السروي، حيث شرحوا واستفاضوا في الحديث عن الرواية، و الرؤية الجديدة التي تطرحها الكاتبة فيها، وقدرتها الخاصة على الإمساك بشخصياتها، وجرأتها في تناول موضوع علمي مثل (الاستنساخ) دون أن يؤثر ذلك الموضوع الجاف على موضوع الرواية الإنساني وتفاصيلها الشيقة، قدرة صفاء كذلك الواضحة على الانتقال بين الزمان والمكان بمختلف تنوعاته، فالبطلة في أدنبره، ولكنها تتذكر نشأتها في "الزمالك" كما تتجاوز الحاضر لتوقع المستقبل والحديث عنه ورسم صورته المتخيلة في ذهنها، في ظني الآن ـ كما كنت بالأمس وأنا جالس أستمع إليهم ـ أن رواية كهذه كـ قصيدة الشعر، يلامكن الحديث عنها وإيفاء حقها، إلا بقراءتها مباشرة، لأن كل الكلام عنها سيكون جافًا وهي روايئة مليئة بالحيوية والتفاصيل الإنسانية الملتقطة بذكاء

(يقولون النور في آخر الطريق. لكن يبدو أن الطريق ليس له آخر، والنتيجة النهائية لن نراها وكأنه على ألا أثق إلا بنفسي، ليس بمعني اختياراتي، لا. لكن بمعني نفسي كملكية كأني أنا فقط كل مالدي، .. ربما لهذه الأسباب لم أستنكر فكرة الاستنساخ، ستكون معي أنا أخرى دون مفاجآت، ربما باختلافات لكن في النهاية ستكون طفيفة وليست انقلابات، فأكثر ما يزعجني أن كل ما كنت أتمناه، كل ما كنت أتمنى أن أكونه ولم يتحقق لى وتحقق لآخرين لم يعد كاملا أو مثاليا كما كان عندما تمنيته أو حلمت به. تفقد كل الأشياء معناها، قيمتها، تبدو الحياة كلها مثل فرقة موسيقية دون مايسترو أو أن العازفين أصابهم العمى فلا يرون توجيهاته، فتخرج النغمات شاذة، ناقصة، يتلاشى الكمال، الصمت المهيب، الجلال، الخطوات المتزنة، تحل محلها عشوائية ،عدم إتقان، تسيب، سيولة، شيء مترهل كجلد امرأة في السبعين، كل هذا النشاز موجود في التلفزيون، في الراديو، في المسرح، في البيت، في الكلية)
وهذا مقطع من آخر رواية (حسن الختام)


 ولكني كلما تذكرت هذه الرواية وما فيها من تفاصيل مرسومة بذكاء، كلما وددت أن أوصي القرَّاء الأعزاء بها ..
وبالمصادفة وجدت مقال الشاعر سمير درويش عنها هنا >>> الحياة حين تدور حول لحظة استثنائية 

 ....

 بالمناسبة، حصلت بالأمس على نسخة (أخرى) من الرواية، يمكن أن أهديها لأول المعلقين هنا J




هناك 4 تعليقات:

نيللي علي يقول...

كم أنا سعيدة أنا أزور مدونتك لأول مرة! وكم أنا سعيدة عن القراءة عن صفاء النجار فأنا لم أعرفها من قبل ولكن عرفتها الآن, وكم أعجبني المقتطفات التي كتبتها..وأتمنى أكون من أول المعلقين لكي أحصل على نسخة من الرواية:)

إبـراهيم ... يقول...

أنا الأسعد يا نيللي بهذا المرم، وهذه المفاجأة،
كنت أراهن أن أول المارين أحد أصدقائي، فجئتِ أنتِ :)

مرحبًا بكِ دومًا

والرواية تحت أمرك طبعًا

صفء النجار يقول...

مساء الخير

صفاء النجار يقول...

إبراهيم سبق أن قلت لك أنك عراب حسن الختام، وإمتنانا مني لك ولمدونتك التي وجدتها بالصدفة،فإن نسخة من الروايةpdf ستكون بين يديك ترسلها لمن تريد من قراء مدونتك.

Ratings by outbrain