سـأحـاول جاهدًا وأخيرًا أن أخرج من شرنقتي الذاتية، ومن وضع نفسي طوال الوقت محورًا للعالم، ومن وضعك العالم بأسره، فقد طال بنا الأمد على هذه الحال، وتعلمين أنه من سنن الله في الكون التغيير! .. والله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم، فسأغير ما بنفسي عنك، وسأحاول جاهدًا أن ابتعد عن كل مصادر النور وبواعث البهجة!، وسأنزع نفسي إلى "العالم" الحقيقي محسوسه ولموسه هذا الصباح! .. وكل صباح.. إن شئت!
تعرفين دوراني الدائم كل يوم حول أخبار وآراء وأفكار العالم كل صباح، والأمر وإن ارتبط بالصبح لأسباب عديدة إلا أنه لا يتعلق به، بالأهرام المسائي مثلاً يصدر بعد الظهر! وهناك العديد من الأمور لا نكتشفها إلا عصرًا أو في سواد الليل!
على كل حـال سأحاول أن أوثق دوراني هذا كما يترائى لي ولكِ (لايمكن نزعك من عالمي مرة واحدة، لنجعل الأمر يأخذ صورة التدريج، ولو كان يقيننا الذي لا شك فيه أنه مستحيل!!) غالبًا تعرفين ما أفعل في كل صباحٍ لا تكونين فيه، وأنتِ .. يااا أنتِ تكونين لا في كل صباح! .. بل في كل وقت ,,,وحين!
تخيلي كلامي هذا يشعركِ بالضرورة أني ... مثلاً .... ممممممممم غالبًا (يعني) .... أحـبــــك
رغم أن بعض صحفيينا الأعزاء، ممن شاب شعر رأيهم قد كتب كلماتِ كهذه لسيدة "فاضلة"، بل تقريبًا "أفضل" سيدة في مصر، واصفًا إياها بأنها سيدة (هـذا الزمان .. وكل زمان)!!
إنه يدعو علينا في الأعم الأغلب، فسيدة كتلك إن لم تطو سريعًا صفختها وصفحة زوجها وأبنائها بمجرد رحيل أحدهم فسيكون على مصر والمصريين السلااااام! ... هذا الرسوخ الملكي أكثر من الملك ينبغي أن يزوووول بقوة القانون بقوة الدعاء عليه، الغريب أن الكاتب صحفي كبير قامة ومقامًا وكنت أحترمه والله كنت أحترمه (زمااان) ولا أعلم يقينا ماذا جرى بعقله حتى يهوي به إلى أسفل سافلين إلى هذا الحد من التملق والسخف؟!!
الرجل يتحدث عن المرأة في سياق حديثه عن تقديمها لكتاب (سيدة العالم القديم) الذي يتناول فيه د.زاهي حواس صورة المرأة المصرية القديمة، ويستغل الرجل ذلك ليطنب الوصف ويكيل المديح لسيدة مصر الحديثة! والحق أقول لكِ أنه لايحق لي أن أتكلم عن هذه السيدة (الفاضلة) وأنا أحترمها ـ كما تعلمين، مثلما أحترم كل السيدات الفضليات ـ وربما أحترم زوجها لو كفى نفسه شر الاهتمام بنا! لايحق لي أن أتكلم عنها بهذه الكيفية، وهي صاحبة مهرجان عظيم لازالت مكتبتي تدين له بالكثير، صحيح أنها صورت مؤخرًا وهي ممسكة بكتاب الأعمال الكاملة لنجيب محفوظ (طبعة دار الشروق) في صورة دالة على الذكاء!! ولكن المشروع قدَّم للبيت المصري آلاااااف النسخ من صورها على أغلفة الكتب، وهو مالم تستطع ولم تفكر فيه أي سيدة مصرية منذ كيلوباترا حتى اليوم! وربما تكون بذلك سيدة هذا الزمان، وحسبي الله ونعم الوكيل، وكل زمان!
ينهي الرجل كلامه عن المرأة بأنها تستحق قول الشاعر بأنها كلما مشت في طريق تفتحت في جوانبه الزهور، ونسي أن يكمل ليقطفها ابنها ويدهس عليها أبوه ! أو العكس !
كان هذا في جريدة حكومية تدعي أنها "أهرام"! ولاأرى إلا أنها غدت مستنقعاتِ آسنة للنفاق والتطبيل لحزبهم وناسهم اللاوطنيين....
لا أعلم أو لا أذكر ما الذي قادني إلى موقع مجلة الشباب، وكنت قد قاطعتها وقاااطعت كل ما يأتي من ناحيتها منذ فترات شبابي المبكر، ولكن لفت انتباهي مقال لإسعاد يونس) عن (سخن مولع موهوج) وهي تتحدث عن أحداث أيامنا هذه باللغة المحكية (على ما قال رشيد الضعيف، ونحن نسميها العامية) فتقارن بين أوضاع الناس بعد الثورة مباشرة وأوضاعهم اليوم ومساحات الحرية في الاعتصامات والإضارابت وخبط الرأس في الحيط التي تمنحها الحكومة مشكورة لشعبها الجميل ! وهي بصراحة تلفت النظر لأمر هام وهو فكرة إننا بقينا زي رغيف السخن، ما إن تثار قضية رأي عام حتى نثور ونخرج في احتجاجات ومظاهرات وبلاوي سودا، وأنا فعلاً لا أعلم لماذا يتم هذا على كافة الأصعدة الآن، هل لتخاذل الجهات المسؤولة أم لسعورنا المتنامي بالظلم و"كسرة النفس"!!!
من الدستور يطالعنا أحد المتحدثين عن هذا الحزب الواطي (اعذري سوء أدبي في الحديث عنهم، فصديقني إنهم لا يستحقون غيره) قائلاً أن الحديث عن مرشحين للحزب الوطني في وجود «مبارك» «قلة أدب»
لو أنـكِ متابعة جيدة لما ينشر في الصحف (واعتقد أنكِ تترفعين عن هذه القباحة J ) فإنـك ستلحظين أن هذه المقالات والأخبار مختلفة، لم أشأ أن آتي لك في أول القطفة بأخبار وآراء يوم واحد، أحببت أن أختار!
أعلم أنـك ستقولين أن هذا نوع من التوجيه وفرض رأيي وتعليقي على أفكار الكتاب ومقالاتهم، وتعلمين أني أحب ألتوجيه بالحب هذا، ولكل كل الحق في موافقتي فيه أو اختلافك عني، فإنـك تعلمين أن سعادتي إن كملت برضاك واتفاقك فإنها تأخذ بعدًا آخر بسماعك، هل أكون بذلك مستفزًا لك لتضعين رأيك أنتِ أيضًا ... افعلي من فضلك .. تعلمين أني أحبك وأحب كتابتك، ما تكتبين إن فعلتِ ... ولكنكِ عزيزة في الحب وفي الكتابة معًا ! ليس هذا موضوعنا الآن!
أشعر أنه سيكون جميلاً لكلينا أن أعقد لك هذه الرؤية البانورامية لعناوين الصحف الرئيسية ومضامين مقالات الرأي كل يوم، وسيكون من اليسير على من يأتي بعدنا أن يستخلص منها أحوال هذا الوطن الغريب الغريبة!
تعلمين أن علاقتي بالسياسة شائكة، وتعرفين أني معارض "على قدي"، قد يستفزني مقال أو تصريح أو خبر فيفتح شهيتي للكتابة والكلام عن هذا وذاك، ولكن كل هذا يتعلق بالشأن المحلي الداخلي الذي أراه كل يوم بعيني يمور بشتى الصور ويعج بالمتناقضات والسخافات وبواعث الغم والهم والنكد وطاقات الأمل القليلة الشحيحة كخيط الشمس في "الصبح المشتي"!
ولكننا نتمسك ببصيص ضوء وبأي بقعة أمل!
ونحاول على الدوام أن نبحث لنا عن رأي ورؤية في ظلال كلماتهم ورؤاهم ..حملة الهم والشأن والفكر هؤلاء!
فكرت كثيرًا في الطرق التي أسلكها للإيجاز والتعبير عما يقولونه، هل أقرأ المقال كاملاً ثم أنقل له ملخصه، أم أضع أمامك عناوين المقالات بشكل عام قد يكون موحيًا أو ذا دلالة خاصة، كما فعلت ذات مرة من قبل، أم أختار أحد تلك المقالات وأعلق عليه، كما كنت سأفعل في البداية!
بما أننا في شهر يوليو المجيد (وكل شهورهم لو تعلمين مجيدة) فقد أرغى الكثيرون وأزبدوا في مدح وإجلال صفات الثورة التي لا شك (مجيدة) تلك الثورة التي لم نعد نر من مظاهرا إللا قشور الاحتفالات السخيفة المستفزة كل عام!
الأمر ليس حكرًا بالتأكيد على السياسة والرأي العام وأحوال الون ومايكتب عنها، وإلا ما كنت أنا من تعرفين، أبحث هنا وهناك عن أخبار الأدب والثقافة أيضًا وأتصيد ما يكتبه الأصدقاء هنا وهناك، لفت نظري عنوان في الدستور لرواية ميرال الجديدة بروكلين هايتس.. متي تتوقف روايات المرأة عن التعاسة واجترار الذكريات؟! كتبه الصديق الشاعر "طلال فيصل" والرواية عندي .. وكالعادة لم أقرأها!
أطلت عليكِ .. أعلم :)
لكنَّـه أول الغيث ... فانتظري الهطول ....
هناك تعليق واحد:
مابتكتبش على استحياء و لا حاجة على فكرة ... و مابحسش إن كتر الكتابة عن حال السياسة و الوطن مقياس حب ..
امممم لسة كنت بتفرج على " صياد اليمام " .. فاكر لما كان " سالم " هيقابل عبد الناصر ،، مع إنه أكترهم تعلق و حب ، كان أكثرهم وهناً في الخطاوي ليه .. كان بيحيي من بعيد لوحده ..
امممممم مش عارفة ليه ربطت الحاجتين ببعض ،، أصلا علاقتي بالسياسة و ما إلى ذلك شبه علاقة طز بصباح الخير بالضبط :)) ... بس راودتني الفكرة
عالعموم كلنا منتظرين الهطول :)
تسلم الإيدين ..
إرسال تعليق